للخروج من أزماته.. أردوغان يبيع موانئ تركيا للدوحة

كتب – حسام عيد

في سبيل الخروج من الأزمات التي كرسها بحكمه “المطلق”، لا مانع من تبديد ثروات ومقدرات الشعب “المقهور” والمتاجرة بيها، بل وبيعها أيضًا للأجانب، من موانئ وبنوك وطرق وجسور ومنشآت اقتصادية، وهو الأمر الذي يفعله اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتخليه عن ميناء أنطاليا، أكبر موانئ تركيا، إلى نظام الدوحة.

ويستمر بذلك الرئيس التركي في مغامراته وسياساته الخارجية المتطرفة التي تدفع تركيا نحو الانزلاق بسرعة أكبر في منعطف الأزمات العاصفة.

قطر المالك الجديد لميناء أنطاليا التركي

انتقل حق إدارة ميناء أنطاليا، غرب تركيا، على ساحل البحر المتوسط، يوم الخميس الموافق 3 ديسمبر 2020، إلى شركة «كوتريمينال ويل» القطرية، بموجب تصديق مجلس المنافسة التركي على عملية شراء حقوق إدارة الميناء الضخم.

وكانت شركة «جلوبال بورت» التركية القابضة، التابعة لشركة «جلوبال إنفيستميت» القابضة، قد وافقت على بيع حق انتفاع ميناء أنطاليا لشركة «كوتريمينال ويل» القطرية، مقابل 140 مليون دولار، في 21 أكتوبر الماضي.

وينتهي حق انتفاع شركة «جلوبال بورت» بالميناء في أغسطس 2028، بعدما قدمته كضمان للبورصة الإنجليزية، لرغبتها في اقتراض 250 يوروبوند (سندات اليورو التي تلجأ لها الشركات لتمويل مشاريعها)، وفقًا لموقع «سوزجو».

وأوضحت الشركة أنها تخطط لسداد جزء من سندات اليورو البالغة 250 مليون دولار في نوفمبر 2021، بعد بيع حق الانتفاع للشركة القطرية.

وحقق ميناء أنطاليا، الذي يحتل موقعًا مهمًا بين الأسواق العالمية، بما في ذلك آسيا والشرق الأوسط، ويعتبر أكبر ميناء منظم على الساحل بحوالي 700 ميل بحري بين إزمير ومرسين، إيرادات بلغت 47.5 مليون دولار في العام الماضي.

ويُعد ميناء أنطاليا أكبر ميناء منظم على الشريط الساحل الممتد لمسافة 700 ميل بحري بين مدينتي إزمير ومرسين، كما يستقبل الميناء نحو 1500 سفينة سنوية ويتمتع بالقدرة على تداول 350 ألف حاوية وحدة مكافئة لعشرين قدما و4 ملايين طن من البضائع السائبة والجافة.

ميناء أنطاليا لن يكون الأخير

وبدوره، انتقد الكاتب التركي أمين شول أشان، في مقال بصحيفة “سوزغو” تمكين شركة قطرية من حق إدارة ميناء أنطاليا.

وتساءل  أشان عن سبب تخلي السلطات التركية عن ميناء يعمل ويحقق أرباحاً مالية، قائلا: “لم يصرح أحد بسبب البيع، لكن السبب يرجع إلى انهيار الميزانية العامة. تركيا تشهد انهياراً والسلطات الحاكمة في حاجة للأموال بشكل عاجل”.

وأضاف شول أشان أن السلطات التركية تطرح “الموانئ، والبنوك، والطرق، والجسور، ومنشآت الطاقة، والمصانع، وكل ما يخطر على البال مطروح للبيع”.

وأضاف أن “تركيا شهدت العديد من الإدارات قبل تولي العدالة والتنمية سدة الحكم، ولم تكف أموال هذا البلد وموارده أيا من تلك الإدارات، لكن أياً منها لم يلجأ إلى السلب والنهب مثلما يحدث الآن. لتعلموا أن ميناء أنطاليا المُباع إلى قطر لن يكون الأخير وأن السلطة ستواصل بيع كل ما يقع في قبضتها”.

ويذكر أن شركة كيوتيرمنلز، التي تشغل محطة الحاويات في ميناء حمد استحوذت على ميناء أكدينيز في غرب أنطاليا، في صفقة مع شركة غلوبال بورتس هولدنغ المالكة لحقوق إدارة ميناء أنطاليا، مقابل 140 مليون دولار.

بيع الأصول التركية لقطر

ويأتي العقد في إطار سلسلة من الاستحواذات القطرية على الأصول والاستثمارات التركية، كان آخرها استحواذ جهاز الاستثمار القطري على 10% من أسهم بورصة إسطنبول المملوكة لصندوق الثروة السيادي التركي، بصفقة بلغت قيمتها 200 مليون دولار.

وقامت شركة بين الإعلامية (BeIN Media) بشراء ديجي تورك (Digiturk) .

وأقدم صندوق ميهولا للاستثمارات المملوك لشركة Valentino ومركزه قطر على شراء 30.7% من أسهم مجموعة بوينير التركية (Boyner)  مقابل 885 مليون ليرة.

وفي السياق ذاته، قام المستثمرون القطريون بشراء بنك فاينانس (Finansbank) عبر بنك قطر الوطني (QNB) مقابل 2.75 مليار يورو.

وفي عام 2013 تم بيع 71% من أسهم بنك Akbank التركي إلى بنك قطر التجاري مقابل 460 مليون دولار، وقبل أن يقوم بنك قطر التجاري في نهاية عام 2016 بشراء كامل أسهم البنك التركي مقابل 224 مليون دولار.

ويمتلك القطريون 50% من أسهم شركة BMC التي تأسست عام 1964 بمدينة إزمير.

وكان عام 2015 قد شهد شراء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد قصر شاه زاده برهان الدين أفندي، مقابل 100 مليون يورو وأهداه إلى زوجته الثانية الشيخة العنود مانع الهاجري.

ربما يعجبك أيضا