«لواء العاصفة 44».. منظمة يمينية متطرفة تحظرها برلين

محمود رشدي

رؤية- محمودرشدي

حظرت ألمانيا جماعة يمينية متطرفة معروفة باسم «لواء العاصفة 44» أو «لواء الذئب»، واتهم وزير الداخلية زيهوفر هذه المجموعة بأنها تهدف إلى إعادة بناء الدولة النازية السابقة، إنها مجموعة تذكر بفصل من مجازر جماعية للنازية.

وقال هورست زيهوفر: إنّ حظر لواء العاصفة 44 هدفه إرسال إشارة واضحة مفادها أنّ أي جماعة تزرع الكراهية وتعمل على إعادة بناء الدولة النازية السابقة لا تنتمي إلى ألمانيا، بحسب ما أورده موقع دويتشه فيله.

وكان الأمر الصادر في الأول من كانون الأول (ديسمبر)، بحظر لواء العاصفة 44 هو المرة الرابعة التي يعلن فيها زيهوفر عن جماعة يمينية متطرفة غير قانونية في عام 2020.

ترابط

لا يبدو أن الجماعة تلعب دوراً رئيسياً في المشهد اليميني المتطرف في ألمانيا اليوم، لكن يُعتقد أنها على صلة وطيدة بالمتطرفين الآخرين. ففي عام 2019 أمر المدعي العام الألماني بمداهمات للاشتباه في تورط أعضاء من المجموعة في تشكيل جمعية إجرامية. هذا بعد الاشتباه في مشاركتهم في التجمعات اليمينية المتطرفة الإقليمية ورسم  الصليب المعقوف على الجدران.

وقال ديفيد بيغريتش، من منظمة “Miteinander” غير الحكومية المناهضة للعنصرية من ولاية ساكسونيا أنهالت بشرق ألمانيا، إن التحقيقات حول مجموعة “لواء العاصفة 44” كشفت مرة أخرى أن مجموعات اليمين المتطرف منتشرة في جميع أنحاء ألمانيا. وقال للموقع الإلكتروني لمجلة “بيلتاور نيوز” إن “الشبكات التي قاموا بتأسيسها في السنوات الثلاث الماضية وفرت الأساس للتطرف والميل إلى العنف ضد أفراد مجتمع المهاجرين وغيرهم من المعارضين السياسيين.”

ديرليفانغر.. مرتكب المجازر الجماعية

الجرائم التي ارتكبتها وحدة “لواء العاصفة 44” في الحرب العالمية الثانية فظيعة لدرجة كبيرة يصعب وصفها بالكلمات، فقد كانت “وحدة خاصة” تحت قيادة الضابط أوسكار ديرليفانغر. وقد قتل ديرليفانغر وجنوده عشرات الآلاف من الناس معظمهم من المدنيين العزل، كما أحرقوا الرضع والأطفال، واغتصبوا النساء، وأطلقوا النار على كل قروي صادفوه في بيلاروسيا.

يحظى ديرليفانغر، الذي حصل لاحقاً على وسام (إس إس، أي لواء العاصفة)، بالتبجيل من قبل جماعة “لواء العاصفة 44” المحظورة الآن. الرقم 4 يرمز إلى الحرف الرابع من الأبجدية الألمانية (D)، لذا فإن الرقم 44 يعني (وحدة ديرليفانغر).

ورغم الخطابات التي تظهر “حسن النية”، يبدو أنه لا يزال هناك الكثير من الأماكن في أنحاء ألمانيا تنتشر فيها الكراهية والتحريض اليميني المتطرف. كما أن تمجيد مرتكب المجازر الجماعية أوسكار ديرليفانغر يتواصل أيضا. إذ يمكن مثلا شراء شعار “SKD” من متاجر تبيعه في الإنترنت بشكل قانوني، رغم أن هذا الشعار باللغة الألمانية يشير لـ ” قوات ديرليفانغر الخاصة”. ويمكن أيضا شراء أشرطة تسجيل وأقراص مدمجة عليها أغاني لفرقة “روك” يمينية تم حلها الآن. كما أنه في مهرجانات مجموعات الروك اليمينية، ما زال مسموحا لجماعة “الإخوان الآريين”، بقيادة النازي الجديد تورستن هايزه، أن تتولى القيام بتأمين تلك المهرجانات، وشعارهم عبارة عن قنبلتين يدويتين متقاطعتين، وهو شعار لواء العاصفة.

ربما يعجبك أيضا