وسط رفض دولي.. بنغلاديش تنقل لاجئين من الروهنجيا إلى جزيرة نائية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

بدأت بنغلاديش نقل أكثر من ألف لاجئ روهينغي إلى جزيرة باسان شار، التي تضربها أعاصير وفيضانات باستمرار في عملية مثيرة للجدل تواجه انتقادات الأمم المتحدة، وجماعات حقوق الإنسان.

وغادر نحو 922 من الروهينغيا مخيمات كوكس بازار في حافلات إلى ميناء تشيتاغونغ قبل نقلهم إلى سفن الجمعة، في باسان شار في خليج البنغال، ووفقا لإحصاءات أممية، فر أكثر من 900 ألف لاجئ من الروهنغيا، معظمهم نساء وأطفال، إلى بنغلاديش بعد أن شنت قوات ميانمار حملة قمع وحشية ضد الأقلية المسلمة في أراكان في أغسطس/ آب 2017، وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا “مهاجرين غير نظاميين” جاؤوا من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.​​​​​​​

وأدى التدفق الهائل للاجئين إلى إنشاء مخيمات تعاني من البؤس الذي تفاقم مع انتشار فيروس كورونا المستجد.

النقل

وقال قائد شرطة المنطقة أنور حسين إن “20 حافلة غادرت المكان في قافلتين تقل الأولى 423 راكباً في عشر حافلات والثانية 499 في 10 باصات أخرى”، موضحاً أن حافلات أخرى تستعد للتحرك في وقت لاحق اليوم.

وأقامت بحرية بنغلاديش ملاجئ في الجزيرة لاستيعاب 100 ألف لاجئ على الأقل من الروهينجا، وسد لحمايتهم من الفيضانات.

العفو الدولية

وكانت  منظمة العفو الدولية، دعت بنغلاديش إلى العدول عن خطة توطين مسلمي أراكان (الروهنيغا) الهاربين إليها من ميانمار، في جزيرة نائية بخليج البنغال، وذكرت المنظمة في بيان، أن الأمم المتحدة لم تعلن بعد أن جزيرة “بهاشان شار” قابلة للاستيطان البشري، حيث تخطط بنغلاديش توطين مسلمي أراكان فيها.

وأكدت أن مسلمي أراكان لا يرغبون في إرسالهم إلى جزيرة بهاشان شار، داعية بنغلاديش إلى العدول عن توطين الروهنغيا الموجودين في مخيمات اللاجئين بمدينة كوكس بازار، بالجزيرة المذكورة، وأكدت أن اللاجئين يتعرضون لضغوط لإبداء موافقتهم على الذهاب إلى الجزيرة.

الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة، إنها لم تشارك في الخطط الرامية لإبعاد لاجئي الروهينغيا من مخيمات “كوكس بازار” جنوبي بنغلاديش، إلى جزيرة “باسان شار” النائية في خليج البنغال.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، في المقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك: “لم نشارك في الاستعدادات (من طرف بنغلاديش) لهذه التحركات أو في تحديد اللاجئين، ولدينا معلومات محدودة عن عملية إعادة التوطين الشاملة”، وأردف: “نحن على دراية بالتقارير التي تفيد بأن حكومة بنغلاديش قد تبدأ التحركات الأولية لنقل اللاجئين الروهينغيا من (مخيم) كوكس بازار إلى باسان شار في خليج البنغال خلال الأيام المقبلة”.

وجدد التأكيد على موقف الأمم المتحدة بأن “لاجئي الروهينغيا يجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرار حر ومستنير بشأن الانتقال إلى باسان شار، بناءً على المعلومات ذات الصلة والدقيقة والمحدثة”، وزاد القول: “بنغلاديش تقول إن الانتقال سيكون طوعيا، ولذلك فإن الأمم المتحدة تدعوها إلى احترام هذا الالتزام المهم للغاية”.

وأوضح المتحدث الأممي أن منظمته “تركز على دعم الدور الرائد للحكومة البنغالية في تقديم برنامج إنساني فعال لما يقرب من 900 ألف لاجئ من الروهينغا يعيشون في كوكس بازار”، وأكد أن الأمم المتحدة تعمل في الوقت ذاته على إيجاد حل لهم، من خلال عودتهم الآمنة والطوعية والكريمة والمستدامة إلى ميانمار.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت الأمم المتحدة إن بنغلاديش تهدف إلى إسكان ما بين 300 إلى 400 أراكاني في الجزيرة، مؤكدة أن اللاجئين يتعرضون لضغوط لإبداء موافقتهم على الذهاب إلى “باسان شار” البنغالية.

بنغلاديش

بدورها، قالت رئيسة وزراء بنغلاديش، شيخة حسينة واجد، السبت، إن ميانمار خلقت أزمة اللاجئين الروهينغيا وعليها إيجاد حل لها داخل أراضيها، وأضافت واجد أن “أسوأ أشكال الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي عانتها أمتنا خلال نضالنا من أجل الاستقلال، دفعتنا لدعم القضية الفلسطينية، وتقديم المأوى المؤقت لأكثر من 1.1 مليون من مواطني ميانمار النازحين قسرا”، وتابعت: “لقد انقضى أكثر من 3 سنوات، وللأسف لم يتمكن أي أحد منهم (لاجئي ميانمار) من العودة إلى وطنه.. المشكلة من صنع ميانمار ويجب إيجاد حل لها في ميانمار”، ودعت واجد المجتمع الدولي إلى القيام بدور أكثر فعالية لحل أزمة لاجئي الروهنغيا.

ربما يعجبك أيضا