على خطى ترامب.. بايدن لن يتنازل عن أمن المنطقة في الحوار مع إيران

يوسف بنده

رؤية

تصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، ومعاودته فرض العقوبات الاقتصادية القاسية للضغط على طهران للتفاوض بشأن قيود أشد على برنامجها النووي وتطوير الصواريخ الباليستية ودعم القوى الإقليمية بالوكالة؛ حيث يرفض ترامب الإتفاق النووي؛ لأنه لم يستطيع كبح التهديدات الإيرانية لأمن منطقة الشرق الأوسط والخليج. وكذلك، لأن هذا الاتفاق لم يشتمل على قضية مشروع الصواريخ الباليستية التي تعمل إيران على تطويرها.

وقد أكد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أنه بمساعدة من حلفاء بلاده في الخليج عزلت حملة الضغط القصوى إيران دبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا، وتمكنا من حرمان النظام في طهران من مليارات الدولارات التي كان سيستخدمها في دعم الإرهاب واستخدام عملائه لتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن استمرار هذه الضغوط دفع الإيرانيين إلى محاولة الاستجداء للحوار ورفع العقوبات أو تخفيفها.

جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها عبر وسائل الاتصال المرئي «عن بعد» في انطلاق النسخة السادسة عشرة من قمة الأمن الإقليمية «حوار المنامة 2020» التي تقام بحضور ممثلي أكثر من 20 دولة حول العالم من كبار المسؤولين والعسكريين والخبراء.

وشدد بومبيو على أن سلوك النظام الإيراني لا بد أن يتغير، وأن يتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، مشيرا إلى أن هذا النظام خذل شعبه أيضا.

وقال بومبيو: إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رأت أن السبب الحقيقي للصراع في الشرق الأوسط لم يكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل داعش وإيران أكبر راعية للإرهاب في العالم.

ودعا بومبيو الإدارة الأمريكية الجديدة إلى ألا تسمح للنظام الإيراني بتهديد الأمم الأخرى، مشددا على أن ما فعلته إدارة ترامب كان هو الخيار الذكي في التعامل مع طهران.

على خطى ترامب

وقد شدد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن على أن إدارته المستقبلية لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وقال: إن إدارة دونالد ترامب بتحركها لسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، دفعت طهران إلى “الاقتراب” من امتلاك سلاح نووي.

وقال بايدن -خلال مقابلة مع قناة “سي إن إن” الخميس 3 ديسمبر (كانون الأول)- “المحصلة النهائية هي أننا لا نستطيع السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.

وفي إشارة إلى خطوة ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قال: “لقد سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة”. لكن انظروا إلى ما فعلوه، زادت إدارة ترامب من قدرة إيران على امتلاك مواد نووية، والإيرانيون يقتربون من امتلاك ما يكفي من المواد لصنع أسلحة نووية. هناك أيضًا قضية الصواريخ”.

وأشار إلى أن التعامل مع قضايا السياسة الخارجية الأمريكية صعب جدًا، قائلاً: “لا يمكننا أن نفعل ذلك لوحدنا. لهذا السبب نحن بحاجة إلى أن نكون جزءًا من مجموعة أكبر، للتعامل ليس فقط مع إيران ولكن أيضًا مع روسيا والصين والكثير من القضايا”.

يذكر أن بايدن، الذي أعلن، في وقت سابق، أن عودته إلى الاتفاق النووي تعد إحدى أولويات حكومته إذا فاز في الانتخابات، أعلن، الثلاثاء الأول من ديسمبر (كانون الأول)، أنه سيواصل التمسك بهذا الرأي وأن حكومته سترفع العقوبات عن طهران إذا “امتثلت بالكامل” للاتفاق النووي. وقال بايدن: إن حكومته، وبالتشاور مع “حلفاء” الولايات المتحدة، ستشدد القيود النووية على طهران، وتتصدى لبرنامجها الصاروخي.

نحو إتفاق أشمل

قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس: إن الاتفاق النووي لم يعد كافيًا، ويجب أن يكون هناك اتفاق جديد مع طهران يشمل برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

وفي مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية، الجمعة 4 ديسمبر (كانون الأول)، قال ماس: “إن العودة إلى الاتفاق الحالي لن تكون كافية؛ نحن بحاجة للتوصل إلى نوع من الاتفاق يكون في مصلحتنا”.

يشار إلى أن ألمانيا هي واحدة من الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي، وتتولى حاليًا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، حتى نهاية هذا العام.

وقال وزير الخارجية الألماني: “بوضوح؛ ننتظر من إيران أن لا يكون لديها أسلحة نووية ولا برنامج صواريخ باليستية يهدد المنطقة بأكملها.”

وأشار هايكو ماس إلى أن ألمانيا تتفق، حول إيران، مع دولتين أوروبيتين هما فرنسا وبريطانيا، قائلاً: “بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تلعب إيران دورًا مختلفًا في المنطقة. نحن بحاجة إلى هذا الاتفاق لأننا لا نثق في إيران.”

وقبل أسبوعين، عقب صدور التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران، أصدرت الدول الأوروبية الثلاث بيانًا أعلنت فيه أن تخصيب إيران قد زاد عشرات المرات مما يسمح به الاتفاق النووي، داعيًة طهران إلى عودة “فورية” لالتزاماتها السابقة.

وفي المقابل، كان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد قال، في وقت سابق، إن بلاده لن تعيد التفاوض بشأن اتفاق سبق أن تفاوضت عليه.

وتابع ظريف، الخميس: إن إزالة برنامج إيران الصاروخي من محادثات الاتفاق النووي لم يكن لتقديم تنازلات لإيران، لكن أطراف الاتفاق النووي الأخرى ليست مستعدة للتخلي عن “سلوكها الشرير” في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا