السيسي في الإليزيه.. دعمًا للرؤية الإسلامية المعتدلة وتعزيزًا للعلاقات

رؤية – علياء عصام الدين

وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى قصر الإليزيه وسط مراسم استقبال رسمية خاصة تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة تمتد لـ 3 أيام.

وتهدف الزيارة إلى عرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، خاصة تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاستثمارية والتجارية في ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة في المشروعات القومية الكبرى في إطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر.

دعم الرؤية الإسلامية المعتدلة

تعد هذه الزيارة خطوة هامة للتأكيد على الزعامة المصرية للرؤية الإسلامية المعتدلة القابلة للتعددية واحترام الآخر، لاسيما بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي منذ شهرين والذي أعلن فيه رفض بلاده لنفوذ الإسلام السياسي داخل المجتمع الفرنسي، لاسيما تركيا وتكفل الإعلام الفرنسي بإضافة قطر للجهات التي تمول تلك التيارات، بجانب تنظيم الإخوان وإيران.

وأعلنت فرنسا عن حاجتها صراحة لمساعدة الدول العظمى بالعالم الإسلامي في تجاوز هذه الأزمة خاصة بعد سيطرة تركيا والمال القطري على المساجد والجمعيات في فرنسا.

وتأتي دعوة ماكرون للرئيس السيسي كتفعيل صريح لهذا المبدأ، من أجل الاستعانة بالمؤسسات الدينية المعتدلة والرؤية السياسية والأمنية المصرية للتصدي للمتطرفين، فضلا للتصدي للنفوذ التركي باعتباره ضربة فرنسية جديدة لمحاولات تركيا التمدد في أوروبا أو رفع أسهم العلاقات التركية – الأوروبية، في منافسة خسرتها تركيا أمام مصر عقب تأسيس “منظمة غاز شرق المتوسط”، ومن قبلها التنسيق المصري مع اليونان وقبرص ثم فرنسا وإيطاليا وأخيرًا إسبانيا والبرتغال.

تعزيز العلاقات التجارية

تهدف الزيارة أيضًا لتفعيل التبادل التجاري بين مصر وفرنسا الذي بلغ في عام 2019 حوالي 253 .2 مليار دولار أمريكي فضلًا عن الاستثمارات الفرنسية المباشرة في قطاعات مختلفة والتي بلغت في نفس العام 349 مليون دولار .

واشتركت فرنسا مع مصر في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى من خلال شركات فرنسية عدة، في مجال النقل، وتوليد الطاقة والطاقة المتجددة، ونقل وتوزيع الكهرباء، والمياه والصرف الصحي، والمتوسطة في قطاع الزراعة، وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل، ومشروعات تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي المرحلتين الأولى والثانية، وإنشاء محطة خلايا فوتوفولتية قدرة 26 ميجا وات بكوم أمبو بأسوان، والمساهمة في إنشاء محطة رياح خليج السويس، ومشروع دعم الرعاية الصحية الأولية.

دعم التعاون الاقتصادي

تشترك باريس في تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في قطاع الزراعة المصري وتحسين الخدمات.

ويعد مشروع تطوير مترو الأنفاق بالقاهرة أحد المشاريع البارزة التي تعكس التعاون الثنائي بين البلدين، حيث أسهمت فيه المنشآت الفرنسية إسهاما كبيرا بفضل الدعم المالي الفرنسي فضلًا عن توقيع سلسلة من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين بهدف تطوير المشروع في 2019

ومن المتوقع أن تساهم هذه الزيارة في ضخ مزيد من الاستثمارات الفرنسية في السوق المصري، لاسيما أن هناك شركات فرنسية تعمل بالعاصمة الإدارية  الجديدة فضلًا عن الترويج للمشروعات القومية لإقامة مشروعات مشتركة وإقامة منطقة صناعية فرنسية بالمنطقة الاقتصادية محور قناة السويس.

آفاق تعاون جديدة

من شأن الزيارة أن تفتح أفاقًا جديدة للتعاون حيث ستتطرق إلى بحث العلاقات والجهود المشتركة في مكافحة وباء كورونا والملف الصحي وملفات الطاقة والنقل والعلاقات الجامعية، والمسائل العسكرية والدفاعية الجوية والبرية المشتركة كما ستواصل إجراءات تفعيل العقود الموقعة في السابق.

وتشهد الزيارة توقيعًا مع وكالة فرنسا للتنمية لدعم المجال الاجتماعي في مصر بمبلغ 150 مليون يورو كقرض ميسر، وكذلك مساعدات فرنسية في المجال الجامعي والتعليمي لم يعلن بعد عن حجمها.

ربما يعجبك أيضا