في يوم الفساد العالمي.. مصر في مواجهة الفاسدين

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

يعتبر الفساد ظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية، قديمة قدم الأزل، حيث تسعى حكومات العالم لمكافحته نظرًا لأنه عائق لأهداف التنمية، لذا اختارت الجمعية العامة يوم 9 ديسمبر سنويًا كيوم دولي لمكافحة الفساد، من أجل إذكاء الوعي عن مشكلة الفساد.

اتفاقية مكافحة الفساد

 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 31 أكتوبر عام 2003م اتفاقية مكافحة الفساد، ودخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2005م، حيث تعد هذه الاتفاقية متعددة الأطراف تتفاوض بشأنها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتضم 71 مادة مقسمة إلى 8 فصول على أن تقوم الدول الأطراف بتنفيذ عدة تدابير لمكافحة الفساد، والتي قد تؤثر على القوانين والمؤسسات والممارسات.

وتلزم المعاهدة بشكل قانوني الدول الأعضاء باتخاذ خطوات نحو الحد من الفساد وفرض القانون، وهناك خمس نقاط رئيسية أكدتها الاتفاقية: اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع الفساد؛ إنفاذ القانون والنظام؛ التعاون دوليا للحد من الفساد؛ استرداد الأصول وعودتها إلى بلد المنشأ؛ تقديم المساعدة الفنية وتبادل المعلومات.

الفساد في زمن كورونا

يقول الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»  :« إن الفساد فعل إجرامي لاأخلاقي وخيانة للأمانة المستودعة من الشعب، وضرره يكون أشد جسامة في أوقات الأزمات، كما في الوقت الحالي الذي يكابد فيه العالم جائحة كوفيد-19، والتعامل مع هذا الفيروس يخلق فرصا جديدة لاستغلال ضعف الرقابة وعدم كفاية الشفافية، حيث يتم تسريب الأموال بعيدا عن الناس في أوقات هم فيها أحوج ما يكونون إلى تلك الأموال.فقد تتصرف الحكومات على عجل دون التحقق من الموردين أو تحديد أسعار عادلة، ويقوم التجار عديمو الضمير ببيع منتجات معيبة، مثل أجهزة التنفس الصناعي التالفة أو الفحوصات السيئة الصنع أو الأدوية المزيفة.وأدى التواطؤ بين المتحكمين في سلاسل التوريد إلى تكاليف باهظة للسلع التي تشتد الحاجة إليها، مما أفضى إلى انحراف السوق وحرمان العديد من الناس من العلاج المنقذ للحياة البعيد عن متناولهم.

وأضاف :« يجب أن نعمل معا لوقف هذه اللصوصية والاستغلال عن طريق تضييق الخناق على التدفقات المالية غير المشروعة والملاذات الضريبية؛ والتصدي للمصالح الطفيلية التي تستفيد من السرية والفساد؛ وممارسة أقصى درجات اليقظة بشأن كيفية إنفاق الموارد على الصعيد الوطني، ويجب علينا معا أن ننشئ دون تأخير نظما أقوى للمساءلة والشفافية والنزاهة.

وأشار إلى أن فالفساد آفة موجودة منذ القدم تتخذ الآن أشكالا جديدا، فلنجددْ في مكافحتها أفق المواجهة وليكنْ لنا تصميم متجدد على محاربتها.

وحث الأمين العالم للأمم المتحدة جميع الحكومات وجميع القادة على التحلي بالشفافية والمساءلة، واستخدام الأدوات التي توفرها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

ابدأ بنفسك

نشرت هيئة الرقابة الإدارية،على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» فيديو بعنوان “ابدأ بنفسك”، تحدث في الفيديو العديد من الرياضيين منهم محمد فضل لاعب النادى الأهلى السابق، وحازم إمام، وحسام البدرى مدرب المنتخب الوطنى لكرة القدم، وعمرو الجناينى رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة اتحاد كرة القدم.

كما ظهر فى الفيديو نجم المنتخب الوطنى وأستون فيلا الإنجليزى محمود حسن تريزيجيه، وأيضا محمد الننى نجم أرسنال، وشوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى، ومحمد بركات مدير منتخب مصر، حيث رددوا “متحدون ضد الفساد .. مصر ضد الفساد”.

 ويحتفي العالم في التاسع من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة الفساد، إذ يعد الفساد من أخطر القضايا التي تواجه الدول، فهو أداة قد تعطل حركة التنمية الاقتصادية والسياسية وتحقيق حالة من عدم الاستقرار، لكافة المؤسسات، لذلك كان لابد من زيادة الوعي بخطورة الفساد من أجل مكافحته.

ماراثون دراجات

تنظم وزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، مهرجانا رياضيا على مستوى مصر في توقيت واحد، مهرجان للدراجات والجري دون سباق أو فائز، وهي مشاركة رياضية من أجل ممارسة الرياضة وذلك في اليوم العالمى لمحاربة الفساد.

تقام فعاليات الماراثون يوم الأربعاء القادم دراجات وجري لمسافة 5 كيلو ، الماراثون يأتى بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الفساد، ويبدأ من أمام مقر الرقابة الادارية في مختلف المحافظات المصرية بمشاركة أكثر من 500 شخص في كل محافظة.

ملف الفساد

تقول «غادة والي»، وكيل أمين عام الأمم المتحدة ووزير التضامن الاجتماعى المصري السابق :« مع ارتفاع نسب الفقر والأوبئة تزداد عمليات الإتجار بالبشر والمنظمات الإرهابية، ومن أهم الملفات هو ملف مكافحة الفساد، ولأول مرة سيكون هناك جمعية عامة لمكافحة الفساد حول العالم، ومصر ستستضيف المؤتمر الدولى لمكافة الفساد، وهو مؤتمر كبير ستشارك فيه كل دول العالم”.

وأضافت: «هناك ملفات تحتاج إلى تعاون دولي، مثل الإتجار بالحياة البرية مثل تهريب العاج وصيد بعض الحيوانات الممنوع صيدها، وطبيعة عملنا تتطلب تعاون إقليمي ودولي، والإتجار والبشر والتهريب لهما صلة ببعض وهي قضايا شديدة الخطورة، وبدأت تلك الجرائم تنشط عبر الإنترنت، وهناك عصابات تقوم باستدراج الشباب والسيدات من خلالها».

ربما يعجبك أيضا