الحوثي كيان مُهدد للحريات الدينية.. تصنيف أمريكي للجم ميليشيات إيران

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

مع ترقب تصنيفها منظمة إرهابية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تصنيف ميلشيات الحوثي الانقلابية ضمن الكيانات ذات اهتمام خاص أو “قلق خاص”، في وقت تداولت فيه التقارير الإعلامية سعي إدارة ترامب لتصنيف “الحوثي” كمنظمة إرهابية وهو ما أثار قلق المنظمات الدولية خوفًا من تعطيل دخول المساعدات والمواد الغذائية ما يسهم في اليمن المنكوب منذ سنوات للمجاعة.

يأتي التصنيف الأمريكي تزامنًا مع انتهاكات الحوثيين المدعومة من إيران في الداخل والخارج، للجم أنشطتها الإرهابية بالمنطقة والتي أدانتها دول العالم.

كيانات ذات قلق خاص

أدرجت الخارجية الأمريكية عدد من الجماعات المسلحة بينها جماعة الحوثي، اليوم الثلاثاء، في لائحة الكيانات التي تشكل قلق خاص” بموجب قانون الحرية الدينية الدولية لعام 1998.

هذا وأدرجت واشنطن “حركة الشباب” وتنظيم “القاعدة” و”بوكو حرام” و”تحرير الشام” والحوثيين و”داعش” و”داعش في الصحراء الكبرى” و”داعش في غرب أفريقيا” و”جماعة نصر الإسلام والمسلمين” و”طالبان” كـ”كيانات ذات اهتمام خاص أو قلق خاص”.

وأكد، وزير الخارجية، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة “ستواصل العمل بلا كلل لإنهاء الانتهاكات والاضطهاد بدوافع دينية في جميع أنحاء العالم والمساعدة في ضمان أن لكل شخص في كل مكان وفي جميع الأوقات الحق في العيش وفقا لما يمليه عليه ضميره”.

 يتزامن ذلك مع سجال يمني برز بعد تواتر الأنباء حول عزم واشنطن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابيةبحسب تقرير كشفت عنه الـ«فورين بوليسي»، إذ اعتبرته أطراف ورقة ضغط جيدة فيما ذهبت أخرى إلى أنه تعقيد للمشهد اليمني المعقد.

إرهابية تثير المخاوف

كانت وسائل إعلام أمريكية تحدثت عن عزم الولايات المتحدة تصنيف الحوثى “منظمة إرهابية”، إلا أن مسؤولين اعترضوا بحجة أنها قد تعطل تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطارئة للمحتاجين، مضيفة أن بومبيو يسعى لإعلان ذلك قبل مغادرة الرئيس دونالد ترمب البيت الأبيض.

وتحدثت “واشنطن بوست” عن أن إعلان ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية يأتي في إطار سياسة الضغط القصوى التي تواصل إدارة الرئيس دونالد ترمب اتباعها في التعامل مع النظام الإيراني، إضافة لفرض محتمل لمزيد من العقوبات خلال الأيام القليلة المقبلة.

فيما حذّر أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس وزير الخارجية مايك بومبيو في رسالة من أن التصنيف قد “يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتشكيل عقبة خطيرة أمام كل من عمليات الاستجابة الإنسانية والعملية السياسية”.

قبل اندلاع الحرب في منتصف 2014، كان اليمن بالفعل أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، لكن اقتصاده أصبح الآن في حالة انهيار بينما يعتمد حوالى 80 بالمئة من سكانه على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، في وقت تحذر المنظمات الإنسانية منذ سنوات من أن البلاد على حافة المجاعة.

وبحسب المراقبين، فقد يكون تأثير التصنيف على الحوثيين الذين يخضعون أصلا للعقوبات الأمريكية، محدودًا، لكن اليمنيين العاديين سيدفعون بالتأكيد الثمن الأكبر خصوصًا في ظل التراجع الكبير في المساعدات هذا العام بسبب فيروس كورونا المستجد.

وستؤثر تبعات القرار بشكل مباشر على مسار التواصل مع الحوثيين، وإدارة الضرائب، واستخدام النظام المصرفي، ودفع أجور العاملين الصحيين، وشراء الطعام والوقود، وخدمات الإنترنت وغيرها.

في المقابل، اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني أنّ تصنيف الجماعة على أنها منظمة إرهابية “جزء من احترام المجتمع الدولي لمبادئ حقوق الانسان والالتزام بصيانة الأمن والسلم الدوليين” ورد على “ممارساتها” بحق المدنيين في مناطق سيطرتها.

إيران تؤجج الصراع

جرائم وانتهاكات وقصف متواصل لجماعة الحوثي سببه استمرار الدعم الإيراني بتهريب وتمويل تلك الجماعة التي فاقمت الأزمة الإنسانية ودمرت البنية التحتية في اليمن .

فعلى المستوى الداخلي مارست هذه الجماعة كل أنواع الجرائم الإرهابية من قتل وخطف وتعذيب وتشريد لآلاف اليمنيين. وقبل أيام فقط، ارتكبت هذه المليشيات مجزرة بشعة في قرية الفازة بمديرية الدريهمي، وراح ضحيتها 8 مدنيين من النساء والأطفال بينهم رضيعان.

وعلى المستوى الخارجي، واصلت هذه الجماعة أعمالها الإرهابية والإجرامية التي مثلت تهديداً لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة والمنطقة ككل، بل وأيضاً للأمن العالمي من خلال تهديد حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وتهديد تجارة النفط العالمية والمنشآت النفطية السعودية.

بدوره، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالقيام بمسئولياتهم في إدانة التدخلات الإيرانية في البلاد، ووضع حد لتمادي نظام الملالي، ووقف سياساته التدميرية للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وسرعة العمل على إدراج ميليشيا الحوثي ضمن قوائم الإرهاب.

لاشك أن خطوة كهذه ستكون بالغة الأهمية إذا أقدمت عليها واشنطن بالفعل. فمن ناحية، ستشكل هذه الخطوة عامل ضغط كبير على المتمردين الحوثيين الذين استغلوا حالة الصمت الدولي تجاه جرائمهم لزيادة سلوكياتهم الإرهابية سواء داخل اليمن أو في محيطه الإقليمي، لكن في ظل هذه الظروف وتدخلات إيران السافرة تخشى المنظمات والمؤسسات من أن يدفع ثمن هذا التصنيف اليمنيين الذين يواجهون أكبر كارثة إنسانية منذ سنوات.

ربما يعجبك أيضا