ندوة افتراضية «لا للعنف ضد المرأة».. بمشاركة فاروق الباز مع سيدات مصر بالخارج

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

بمناسبة تخصيص ستة عشر يوما  لمناهضة العنف ضد المرأة في العالم، نظمت سيدات مصر بالخارج ندوة  افتراضية عبر زووم بعنوان “لا للعنف ضد المرأة”، وذلك لإلقاء الضوء على ما تتعرض له المرأة من صور عديدة للعنف وتقييم الجهود المبذولة في هذا الخصوص، وأيضا لإلقاء الضوء على كافة الجهود لإنقاذ المرأة ومناهضة كل أنواع العنف عليه، وتناولت الندوة  كافة وجهات النظر من خبراء وناشطين في مجال حقوق المرأة، كما قدمت توصيات هامة لحماية حقوق المرأة  والأسرة بشكل عام وطرحت الفرق في طريقة  التعامل مع  ملف حماية حقوق المرأة بين المجتمعات العربية، والاوروبية وأمريكا.

وجاءت الندوة تحمل رسالة تحذير لزيادة نسب العنف عالميا ضد النساء، حيث العنف الممنهج ضد النساء بوجه عام وبشكل خاص ضد المصريات والعربيات بالخارج أو داخل الدول العربية، سواء كان العنف نفسي، أو جسدي أو لفظي،  حتى معنوي وأوضح الضيوف والمشاركين أن التحقير من شأنها يعد سبب قوى للطلاق لما ينتج عنه أثر نفسي سيئ  عليها  كزوجة والأم،  وقد تناول الضيوف كافة أنواع  العنف المجتمعي على المرأة سواء كان من الزوج أو العمل أو غيره.

وأوضح الحضور أيضا  أن هذه الظاهرة التي تعد واحدة من أخطر المشكلات التى تؤثر بالسلب على المجتمعات الدولية، و يمتد تأثيرها على الاسرة وتفكيكها كونها اللبنة الرئيسية في بناء المجتمع. رغم توقيع أغلب الدول على اتفاقيات دولية تدين العنف على المرأة، أيضا إصدار قوانين تجرم إلا أن هذه القضية لازالت موجودة تهدد كيان المجتمعات، ومع الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، يرفع العالم كله شعار “لا للعنف ضد المرأة”.

وكانت محاور النقاش:

١- العوامل التي أدت إلى زيادة العنف ضد النساء بالرغم من القوانين المجرمة لذلك.

٢- مدى تأثير المجتمع على عدم الحد لظاهرة العنف ومدى قوة القانون والتشريعات في عدم التوازن الموجود في مجتمعاتنا العربية.

received 1541211622728729 1

وكان من أبرز ضيوف الندوة العالم الكبير الدكتور  فاروق الباز  والذي أكد في كلمته على أن المرأة المصرية منذ القدم كان لها دور هام فى بناء الدولة المصرية، ولم يكن هناك أى حدود لنشاط المرأة ، وتقدمها كان جزءاً من الحضارة المصرية. كما أشار د.فاروق أن المرأة سواء المصرية أو العربية لديها القدرة على أن تقول رأيها وبشجاعة ، كما انها تتقبل خطأها بنفس الشجاعة ، مطالباً المجلس القومى للمرأة العمل على الدفع بالمرأة في المجتمع بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة ولو أننا خطونا خطوات جيدة ، ولكننا بحاجة إلى مزيد من الضغط لأننا لا نستطيع أن نجزم أننا تقدمنا بالمرأة إلا إذا اصبحت مكانتها ووضعها في المجتمع بمثابة النصف. مؤكداً أنه يجب على الجميع دعم المرأة ومساندتها مشيراً إلى الدور الكبير للإعلام فى هذه المساندة.

  ومن جانبها نفت الدكتورة فوزية العشماوي أستاذة للأدب العربي والحضارة الإسلامية في جامعة جنيف بسويسرا ، وخبيرة لدى اليونسكو في باريس  أن يكون الإسلام قد أحط من شأن المرأة وان كل ما ينسب للإسلام  في هذا الملف معلومات مغلوطة واستخدام يسيء للدين ، وأكدت أن الرسول في كل مواقفه وأحاديثه  كان داعم للمرأة ويوصي بها خيرا، كما انه لم ينقل عنه أنه ضرب زوجته من زوجاته، بل كان يعاملهن برحمه وحب، وأكدت أيضا أن العنف الجسدي للمرأة بأسم الاسلام مرفوض في عملية الختان للفتيات لأنه عمل لا علاقة له بالدين، وأوضحت  أن العنف ظاهرة دولية مجتمعية تحتاج تكاتف جهود للحد منها بكل أشكالها و التي تهدد المجتمع الدولي وتدينه، ويجب التصدي لها بكل قوة.

ومن جانبها  شرحت العميدة الدكتورة سهير منتصر  عميدة كلية حقوق الزقازيق، كافة الطرق القانونية التي تحمي حقوق المرأة بمصر، وتحدثت عن زيادة نسب الطلاق في مصر بسبب العنف و أن القانون دائما يقف في صف الحق ويحافظ بكل الطرق على حماية الأسرة من كافة المشاكل التي تتسبب في التفكك الأسري  ولكن مع حماية المرأة التى تتعرض للعنف أيا كان نفسي أو معنوي أو جسدي، ولكن شرط أن يكون لديها أدلة قوية على ذلك نقف بجانبها ونحميها،  كما شرحت الطرق التي يمكن للمرأة أن تلجأ لها لحمايتها من أن انتهاك تتعرض له.

كما أوضحت كل من الدكتور نسرين البغدادي،  ماجدة  محمود رئيس  فرع الجيزة  بالمجلس  القومي للمرأة،  تعامل المجلس مع كافة حالات العنف والطرق التي يتخذها لحماية حقوق المرأة، وأن هناك أيضا بيوت للمطلقات تحت رعاية المجلس وكفالته وتوفير دعم حقوقي متكامل للحالات الغير قادرة لتحمل نفقات قضايا الطلاق، كما أن هناك حملات توعية ،وفروع المجلس في كافة المحافظات وهناك قوافل تذهب للبيوت للتوعية،  وأوضحت عضوات المجلس أن العنف ضد النساء  يعد مشكلة عالمية؛وينظر إليها باعتبارها أكبر من مجرد مشكلة اجتماعية ، أو مسألة ّ أسرية خاصة. فاليوم، يعرف العنف ضد النساء بوصفه قضية خطيرة في مجالي حقوق الإنسان والصحة ً العامة تخص جميع قطاعات المجتمع للتصدي له، كما تحدثت الاخصائية النفسية الدكتورة سارة العزب عن تأثير ذلك على الصحة النفسية والمجتمعية وأن أضرار العنف تشكل  تهديد للمجتمع بالكامل ويجب ان يكون هناك اختبارات نفسية قبل الزواج وايضا قبل الالتحاق بالعلم خاصة بالنسبة للرجال والسيدات ايضا، لضمان الصحة النفسية والمناخ الصحي للعمل والحياة الأسرية. 

كما أوضحت الدكتورة نانسي ممدوح من كندا كيفية معاملة الدولة الكندية  مع ملف حقوق المرأة وخاصة بالنسبة للمشاكل التي تتعرض لها الأسرة، وتهتم بشكل خاص بالمرأة ولم تنكر زيادة نسب العنف بين اللاجئين وخاصة من دول عربية، وكيف تتصدى الدولة لذلك، كما اوضحت ابتسام العرباوي مترجمة بهولندا وعضوة اتحاد النساء العربيات بهولندا، أن نسبة العنف للمرأة يصل حسب تقارير صدرت مؤخرا وصل إلى 45% في هولندا المتقدمة، وأن العنف ضد المرأة ظاهرة دولية وتحاول كافة المنظمات الدولية التصدي لها، كما اوضحت ان هناك عنف بين الأسر المهاجرة ولكن المراة تخاف أو عائق اللغة يمنعها من التواصل الى الجهات المعنية لشرح قضيتها، ومن خلال الاتحاد وعملنا توضح موقفها وتساعدها للوصول إلى المنظمات المعنية بحقوق المرأة  حتى توفر لها الحماية المطلوبة والأمن المجتمعي.

وشكرت اللجنة المنظمة المشكلة من الاعلامية سحر رمزي  من هولندا والدكتورة جيهان جادو  من باريس، والكاتبة إيمان وهمان أمريكا والمهندسة ميرفت خليل من لندن، الضيوف والمشاركات، وبشكل خاصة العالم الجليل الدكتور فاروق الباز، كما أكدوا أن أهم توصيات الندوة، سيكون الحرص على العديد من الندوات في هذا الملف، وتوضيح كافة الحقائق،  كما تم توجيه طلب للمجلس القومي بإمداد المنظمات المصرية والعربية  بتقرير مفصل عن نسب العنف والتحرش في مصر  مترجم  بأكثر من لغة حتى يتم عرضه على المنظمات الدولية، لتصحيح الأفكار والأرقام المغلوطة التي تتناولها المنظمات الدولية من جهات تتعمد تشويه الحقائق عن حقيقة  الأوضاع في مصر، وأيضا أسهل طرق التواصل مع المجلس القومي  لسهولة التعاون  المشترك بين المنظمات والاتحادات في الخارج بالمجلس القومي بالداخل من أجل مصلحة الأسرة المصرية.

ربما يعجبك أيضا