لقاحات «كوفيد-19».. هل تصبح الأفضلية لدول الدخل المرتفع؟!

كتب – حسام عيد

ملامح سباق تنافسي ترتسم بالأفق العالمي، هذ المرة على اللقاحات التي يتم تطويرها حاليًا من أجل التعافي من جائحة كورونا الوبائية «كوفيد-19»، فهناك لقاحات بالفعل كُشف النقاب عنها، مثل موديرنا، وأكسفورد-أسترا زينيكا، وبيونتك-فايزر، جميعها أثبتت فعالية وفق بيانات ودلائل التجارب النهائية، لكنها تختلف من حيث السعر والتخزين، فمثلا لقاح أسترا زينيكا ثمنه في متناول دول العالم النامي، وكذلك لا يتطلب درجات تبريد قياسية لتخزينه، أي يعد بمثابة لقاح للعالم، وهناك لقاح فايزر المكلف سواء في سعره أو تخزينه فهو يتطلب سلاسل تبريد بمواصفات معينة، وهو الأمر الذي تفتقده دول الدخل المتوسط والمنخفض، لذا يمكن وصفه بلقاح العالم المتقدم.

حتى الآن مسألة لقاحات كورونا لا تتعد كونها ضرورة حتمية لحماية البشرية من فيروس كورونا المستجد، تتطلب التكاتف الجماعي العالمي، لكنها قد تتحول على المدى القريب، بحلول الربع الأول من 2021 تحديدًا، إلى مسألة ربحية، فاللقاحات ستذهب أولًا لدول الدخل المرتفع، وهناك بالفعل بلدانًا متقدمة حجزت حصتها من تلك اللقاحات.. وهذا ما يثير تساؤلًا ملحًا، وهو من سيتحمل ثمن لقاح كورونا على مسار التعافي من تلك الجائحة الوبائية، الحكومات أم المستفيدين؟!.

العبء الأكبر على الحكومات

“الدول تتحمل تكاليف اللقاحات للأوبئة عادة، “لأن شركات القطاع الخاص لا تعمل كي تتحمل الخسائر”، هذا ما أكده مستشار الشؤون الحكومية في شركة أدوية الحكمة الأردنية، صلاح مواجدة، في مقابلة مع فضائية “العربية”.

وأضاف أن طريقة تحديد أسعار اللقاحات، تكون تجارية متمثلة بالسعر الأصلي للمنتج ويضاف له كلفة الشحن واللوجستيات.

وأشار مواجدة إلى إعلان الحكومات أنها تتحمل تكلفة اللقاح بشكل مجاني في بعض دول العالم.

وقال إن الشركات المصنعة للمطاعيم تعرف تكاليفها، كما أن شركات التأمين لا تتحمل مثل هذه الأعباء.

واعتبر أن السؤال يظل مطروحًا على الحكومات حول رغبتها في أن تحدد نسبة معينة من المناعة المجتمعية والحصول على اللقاحات، والمقارنة بين كلفة اللقاح أو الكلفة الاقتصادية لمواجهة الوباء.

ولفت إلى أن “الأمر المحزن ربما سيكون هو أن تصر الدول المصنعة للقاحات بإعطاء أولوية لسكانها”.

وأشار إلى “معاناة بعض الشركات من تحديات لوجستية ستكون مؤثرة في شحن اللقاح الذي يتطلب شروطا وظروفا معينة لنقله”.

إشكالية الربحية والتخزين

في أواخر نوفمبر 2020، كشف جامعة “أكسفورد” وشركة الأدوية “أسترازينيكا” عن نتائج تجارب لقاح المرحلة الثالثة ضد فيروس كورونا، لكن سرعان ما ظهر عدد متزايد من الأسئلة، بحسب شبكة “سي إن إن”.

وبلغ متوسط ​​الفعالية المعلنة 90%، أي أقل بكثير من نسبة 94.5% إلى 95%، والتي أبلغ عنها المرشحان الرئيسيان الآخران، “مودرنا”، و”فايزر”.

ذلك، يمكن أن يثبت هذا اللقاح أنه أكثر قيمة للعالم مقارنةً باللقاحين الآخرين في الأشهر المقبلة.

وإذا تمت الإجابة على الأسئلة المتعلقة بنتائجه وحصوله على الموافقة، فقد يكون المنتج رائداً في توفير تغطية اللقاح في البلدان الأكثر فقراً، حيث هناك حاجة ماسة إليه.

ووعدت “أسترازينيكا” بتزويد مئات الملايين من الجرعات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتقديم اللقاح بشكل غير هادف للربح إلى تلك الدول.

ويتميز اللقاح الذي تم تطويره في جامعة “أكسفورد” بإنجلترا بكونه أرخص بكثير من اللقاحات الأخرى.

والأهم من ذلك، سيكون نقله وتوزيعه في البلدان النامية أسهل بكثير مقارنةً بمنافسيه، لأنه لا يحتاج إلى التخزين في درجات حرارة منخفضة.

ويمكن الاحتفاظ بلقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” في درجة حرارة تتراوح من 2 إلى 8 درجة مئوية تحت الصفر لمدة 6 أشهر على الأقل.

وأما لقاح “مودرنا”، فيجب تخزينه في 20 درجة مئوية تحت الصفر، أو في درجات حرارة الثلاجات لمدة تصل إلى 30 يومًا، ويجب تخزين لقاح “فايزر-بيونتك” في درجة حرارة 75 درجة مئوية تحت الصفر، ويجب استخدامه في غضون 5 أيام بمجرد وضعه في الثلاجة.

وقالت رئيسة قسم وبائيات الأمراض المعدية في “إمبريال كوليدج لندن”، أزرا غاني: “تتطلب شركتا فايزر ومودرنا التخزين المبرد، وهذا غير متوفر في العديد من الأماكن”.

وتعهدت “أسترازينيكا” بتقديم 300 مليون جرعة من لقاحها إلى “COVAX”، وهي شراكة بين تحالف اللقاحات “GAVI”، ومنظمة الصحة العالمية، والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة “CEPI” لضمان التوزيع العادل إلى 92 دولة نامية.

ربما يعجبك أيضا