تغير التكتيكات.. داعش يحاول صناعة طائرة مسيرة!

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

لم يكن من الغريب ما كشفته العديد من التقارير الاستخبارتية عن بدء تنظيم داعش استخدام طائرات مسيرة “درونز” وذلك تماشيا مع سياق سباق التسلح العالمي والتحول في الحروب النظامية من استخدام الأفراد واستبدالها بطائرات محكمة إلكترونيًا، ناهيك عن محاولة التنظيمات الإرهابية استعادة مكانتها السابقة عبر استخدام التكنولوجيا بديلًا عن نقص مواردها البشرية.

حاول تنظيم داعش تطوير طائرات بدون طيار ذات سرعة عالية تعمل بمحركات نفاثة بسيطة يحدث الاحتراق فيها على شكل نبضات، كتلك المستخدمة في قنابل في-1، التي أسقطت على بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

تطور داعش

قال مركز أبحاث تسليح النزاعات إن تنظيم داعش يمتلك “قدرات إنتاج متطورة للأسلحة التي تصنع محليا وبسرعة” بعيدا عن مصانع الأسلحة المعروفة، وقد أُعلنت هزيمة التنظيم في مارس/آذار 2019.

وكان التنظيم قد فرض، منذ عام 2014، حكما وحشيا صارما على ملايين الأشخاص، بعد سيطرته على 88 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الممتدة من غرب سوريا إلى شرق العراق.

وبعد خمس سنوات من المعارك الشرسة، تمكنت القوات المحلية المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها من استعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية كلها.

وقال مايك لويس، رئيس وحدة التحقيقات المتقدمة في مركز أبحاث تسليح النزاعات: “لم تضاه أي جماعة مسلحة غير حكومية حجم إنتاج أسلحة تنظيم الدولة الإسلامية وطموحه”.

وأكد نمير الشبيبي، رئيس عمليات المركز في العراق، أن “الخلايا المتبقية في العراق وسوريا أصبحت نشطة بشكل متزايد في العام الماضي”. وأضاف: “متابعة اكتشاف مثل هذه المؤشرات المفصلة في التقرير أمر مهم لمواجهة عودة الجماعة”.

تخوفات مستقبلية

وفي تقرير آخر عن التطورات التكنولوجية للتنظيمات الإرهابية والذي نشرته البي بي سي البريطانية، حيث أشار إلى تحقيق استمر 18 شهرا في مشتريات التنظيم الخاصة بإنتاج الأسلحة، وخلص التقرير أن التنظيم أصبح “تقنيا متقدما بشكل متزايد وشبه صناعي” فيما بين عامي 2014 و 2017، في ذروة ما سمى بخلافة التنظيم.

وقال إن المواد الأساسية التي يستخدمها مسلحو التنظيم في العراق وسوريا لإنتاج أسلحة ومتفجرات جاءت في الغالب من عدد صغير من عمليات شراء ضخمة نفذتها شركات تملكها عائلات في أوروبا وتركيا.

وأضاف أن عمليات الشراء بالجملة التي تمت في عامي 2014 و 2015 استمرت في دعم إنتاج أسلحة التنظيم حتى هزيمته في عام 2019.

وقال لويس: “كان لعدد قليل من الأفراد والشركات الرئيسية دور محوري في شراء منتجات متنوعة تتراوح ما بين معدات مراقبة إلى الأسمدة لإنتاج المتفجرات، ومع زيادة العناية اللازمة، فربما يمكننا تعطيل الكثير من هذه التجارة”.

وأكد محللون أن استخدام تنظيم الدولة الإسلامية للطائرات المسيرة ركز بشكل كبير على الطائرات الصغيرة التي تعمل بالكهرباء والمتاحة تجاريا في جميع أنحاء العالم.

و اعتبارا من عام 2015 فصاعدا، سعى فنيو التنظيم أيضا إلى تطوير مركبة جوية بدون طيار أكبر وأسرع تعمل بمحركات نبض نفاثة”، كما ذكر تقرير المركز الدولي أن المحققين عثروا على “محرك نبض نفاث كامل البناء” يبلغ طوله أكثر من مترين في مستشفى في غرب الموصل في العراق في سبتمبر/أيلول 2017.

وأسرد أن”طائرات النبض النفاثة هي نوع من المحركات النفاثة الصوتية التي طورت أصلًا لصواريخ كروز”، التي تعرف باسم “القنبلة الطائرة في-1″ من حقبة الحرب العالمية الثانية”.

وقد استخدم الجيش الألماني النازي صواريخ في-1 تلك خلال الحرب العالمية الثانية. وقال التقرير إن محركات النبض النفاثة “لم تعد صالحة للاستخدام في الطائرات في الخمسينيات من القرن الماضي”، لكنها ظلت “غير مكلفة”. يذكر أن أحد الأسلحة الجديدة التي طورها التنظيم أيضا واختبرها، لكنه لم يستخدمها، كان نظاما آليا مضادا للطائرات.

ربما يعجبك أيضا