نبيل فاروق.. «رجل المستحيل» يترك «أدب المخابرات» «تائهًا»

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – غيّب الموت مساء الأربعاء، أحد أشهر كتاب الخيال العلمي والأدب البوليسي في مصر، إنه رجل المستحيل الكاتب الكبير نبيل فاروق، الذي سيطرت سلاسله القصصية على عقول أجيال عديدة في مصر وخارجها، ليمثل رحيل فارس الأندلس صدمة كبيرة لمحبي الأدب العربي عامة والمصري خاصة.

«رجل المستحيل»

قبل حوالي 64 عاما، وتحديدا في 9 فبراير عام 1956، رزقت مصر بـ«العميل 1001»، نبيل فاروق رمضان بيومي في رحاب السيد البدوي في مدينة طنطا في محافظة الغربية المصرية؛ النابغ في دراسته الأكاديمية إذ التحق بكلية الطب في جامعة طنطا، وتخرج فيها بدرجة بكالوريوس في الطب والجراحة عام 1980م.

«سيف العدالة» لم يشأ أن يترك «رجل المستحيل» يتوه في «ظل الأرض» بعيدا عن شغفه، ليتخلي «كتاكيتو»، عن مهنة الطب، بعد نجاح سلسلتي «رجل المستحيل»، و«ملف المستقبل»، ويبدأ مغامراته في الكتابة، محققا «ثورة» في كتابة الخيال العلمي والأدب البوليسي، منتقلا من «ظل الأرض» في طنطا إلى منطقة منشية البكري بمحافظة القاهرة في عام 1990، بعد زواجه من الدكتورة ميرفت راغب.

وتعد بداية التحول الجذري في مسيرة نبيل فاروق الأدبية كانت في عام 1984م عندما اشترك في مسابقة لدى المؤسسة العربية الحديثة بجمهورية مصر العربية وفاز بجائزتها عن قصته أشعة الموت والتي نشرت في العام التالي كأول عدد من سلسلة ملف المستقبل.

 في تلك الفترة، كانت علاقة نبيل فاروق بإدارة المخابرات المصرية قد توطدت بشكل ما، ممّا سمح له بمقابلة ضابط مخابرات مصري، استوحى واقتبس منه شخصية أدهم صبري في سلسلة رجل المستحيل التي عرفت نجاحًا كبيرا في العالم العربي، وكتبت بداية رحلة جيل كامل مع عالم الخيال.

وعلى مدار سنوات عمره، كان فاروق غزير الإنتاج، محققا ناجحا كبيرا، ولم يتخصص في نوع أدبي واحد، فكتبت الرواية البوليسية والخيال العلمي والرومانسية في سلسلة «زهور»، والقصة القصيرة في سلسة «كوكتيل 2000»، والرواية التاريخية في سلسلة «فارس الأندلس»، والاجتماعية في رباعية «أرزاق».

«مع العراب»

«طبيب الأرياف» لم يكن أنانيا في رحلته الإبداعية، إذ عرّف العالم العربي على «عراب الشباب» الجديد، الراحل الدكتور أحمد خالد توفيق، والذي كانت علاقتهما مميزة، إذ تبادلا الإشادة ببعضهما، فاعترف الأخير بفضل فاروق في ظهور على الساحة الأدبية، وأكد «قارئ المستقبل» أن رحيل توفيق مثل صدمة لم يستطع تجاوزها بعد وفاة «صاحب يوتوبيا» في عام 2018.

توجت العلاقة المميزة بين الراحلين، عبر عدد من سلسلة «فانتازيا» لأحمد خالد توفيق بعنوان «اسمه أدهم»، تناول فيها سلسلة «رجل المستحيل» بشكل ساخر وكوميدي، مؤكدا أن فاروق أعجب بالفكرة ولم يبد رفضا لها، ما يبرز سعة أفقه وقبوله للنقد والكوميديا حتى وإن طالته.

«نهاية التائه»

وفي شهر أكتوبر من عام 1998، فاز الدكتور نبيل فاروق بالجائزة الأولى في مهرجان ذكرى حرب أكتوبر عن قصة “جاسوس سيناء: أصغر جاسوس في العالم”. ومؤخرًا، قام قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة فرجينيا الأمريكية بإنشاء موقع خاص للدكتور نبيل فاروق.

وحصل فاروق على جائزة الدولة في الأدب خلال عام 2008، بعد 20 سنة من تجاهل النقاد، بحسب تصريحاته قبل نحو عام خلال ندوة بمعرض الكتاب، والتي أشار فيها إلى أن الكاتب لو وضع في اعتباره رأي القارئ، قبل أن يكتب سيصبح قلمه مرتعشًا، وعليه أن يكتب ما بداخله دون التفكير في رأي أحد.

ليأتي يوم 9 ديسمبر 2020، بدون قائد جديد لأدب الشباب بعد لحاق فاروق بصديقه الراحل أحمد خالد توفيق.

ربما يعجبك أيضا