النكبة تتجدد.. الاحتلال يهجر أكثر من ألف فلسطيني في أسبوعين‎

محمود

كتب – محمد عبدالكريم

القدس المحتلة – تستغل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، انشغال العالم بتداعيات جائحة كورونا لتواصل تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم، بصمت ومن دون حرب، في وقت تزعم فيه جنوحها للسلام.

الأمم المتحدة عشرات المنازل هدمت وصودرت ونحو 860 فلسطينيا تضرروا

واكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت وصادرت 52 منزلًا خلال أسبوعين في الضفة.

وأوضح المكتب في بيان له أن “عمليات هدم المنازل أدت إلى تهجير 67 شخصًا وإلحاق الأضرار بنحو 860 آخرين، خلال الفترة بين 24 تشرين الثاني الماضي و7 كانون الأول الجاري”.

وفي 5 تشرين الثاني الماضي، قالت الأمم المتحدة، إن سلطات الاحتلال هدمت 689 مبنى في مختلف أنحاء الضفة، بما فيها القدس منذ بداية العام الجاري 2020.

وقالت المنسقة الإنسانية المؤقتة في الأراضي الفلسطينية إيفون هيلي، في بيان لها، إن عمليات الهدم أدت إلى تهجير 869 فلسطينيا وتركتهم بلا مأوى.

القدس في عين العاصفة

وندد الفلسطينيون بقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي طرد 200 أسرة فلسطينية في القدس المحتلة، لصالح توطين المستوطنين، في سياق مخطط تهويد المدينة.

 وكان الاتحاد الأوروبي، قد دعا، أول أمس، سلطات الاحتلال “لإلغاء أوامر إخلاء نحو 200 أسرة فلسطينية من منازلها بالقدس، لصالح مستوطنين، بما يعرض جميع العائلات، لاسيما في الشيخ جراح وسلوان، لخطر النقل القسري الوشيك”.

واعتبر الفلسطينيون أن سياسة هدم المنازل والاستيلاء عليها، مصحوبة بمصادرة الأراضي وتكثيف الاستيطان، يعد ترجمة إسرائيلية تدريجية لمخطط الضم في الضفة الغربية، والذي يستهدف استلاب زهاء 30 % من مساحتها الإجمالية.

من جانبها؛ أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، “عمليات هدم المنازل ومصادرة الأراضي والمنشآت الفلسطينية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس ومحيطها، والتي تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة”.

واعتبرت، أن “التصعيد الإسرائيلي الخطير يعد حرباً مفتوحة ضد الوجود الوطني والإنساني الفلسطيني في فلسطين المحتلة، كجزء من عمليات تطهير عرقي واسعة تتركز في القدس والأغوار وعموم المناطق المصنفة (ج)، والتي تشكل غالبية مساحة الضفة الغربية المحتلة”.

ونوهت إلى أن “الاحتلال ينفذ عمليا مخطط الضم، على حساب أرض دولة فلسطين، بما يغلق الباب أمام أية فرصة لتحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين، ولإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، متصلة جغرافياً وذات سيادة”.

في بيان مشترك صادر عن ممثلي دول الاتحاد الأوروبي بالأراضي الفلسطينية، اكد الاتحاد إنه وتماشياً مع الموقف الراسخ للاتحاد الأوروبي بشأن سياسة الاستيطان الإسرائيلية، غير القانونية بموجب القانون الدولي، فإنه يدعو الاحتلال لإلغاء أوامر الإخلاء التي ينوي تنفيذها”.

وتشير حركة “السلام الآن” الإسرائيلية، إلى وجود 661 ألف مستوطن بالضفة الغربية، بما فيها القدس، التي تضم 13 مستوطنة، يقيم فيها 220 ألف مستوطن.

الاحتلال يكثف شق الطرق الاستيطانية على حساب أراضي الفلسطينيين

وأكد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تكثف شق الطرق الاستيطانية على حساب أراضي الفلسطينيين لربط المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية ببعضها وبتلك المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية.

وبين المكتب في تقريره الأسبوعي الصادر اليوم على موقعه الإلكتروني أن سلطات الاحتلال وبدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفذ شبكة طرق استيطانية طولية وعرضية بعضها جديد وبعضها قديم تتم توسعته لربط المستوطنات ببعضها وتقييد حركة الفلسطينيين ومحاصرتهم في قراهم وبلداتهم وضرب اقتصادهم.

وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال استولت على 401 دونم من أراضي الفلسطينيين لإقامة طريق استيطاني في مخيم العروب شمال الخليل وعلى 406 دونمات لإقامة طريق استيطاني في قرية حوارة في نابلس إضافة لاستيلائها على مساحات واسعة من الأراضي لإقامة طرق استيطانية في قرية اللبن الغربية في رام الله وفي بلدات الولجة وبيت صفافا وحزما وقلنديا بالقدس المحتلة بهدف قطع التواصل الجغرافي للمدينة مع مدن وبلدات الضفة الغربية المحيطة بها لافتا إلى أن معظم هذه الأراضي مزروعة بالأشجار المثمرة.

وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال تواصل تجريف أراضي الفلسطينيين في قريتي قراوة بني حسان وسرطة غرب سلفيت وتهدد بالاستيلاء على 35 ألف دونم من الأراضي بين خربة الحمة ومفرق المالح في الأغوار الشمالية لتوسيع عمليات الاستيطان.

وبين التقرير أن قوات الاحتلال استولت على ألف دونم زراعية من أراضي قرى بورين ومادما وعصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس بهدف توسعة مستوطنة مقامة على أراضي المنطقة وشق طرق استيطانية ما يهدد بالاستيلاء على المزيد من الأراضي وتضييق الخناق على الفلسطينيين في ريف نابلس الجنوبي.

وتابع التقرير إن قوات الاحتلال هدمت عدة منازل ومنشآت زراعية في بلدات قلنديا شمال القدس المحتلة وبيرين والسموع في الخليل وتقوع والمنية ببيت لحم والمغير في رام الله وسلمت إنذارات بهدم عدة منازل في وادي الربابة ببلدة سلوان بالقدس المحتلة وفي يطا بالخليل وحمامات المالح بالأغوار الشمالية.

وأفاد التقرير بأن قوات الاحتلال وفي إطار استهدافها الممنهج لضرب الوجود الفلسطيني في الأغوار والسيطرة على مقدرات المنطقة منعت المزارعين من العمل داخل أراضيهم في منطقة الفارسية وقرية عاطوف في الأغوار الشمالية.

وذكر التقرير أن المستوطنين يواصلون الاعتداء على مدن وبلدات الضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال حيث استولوا على 50 دونما من أراضي الفلسطينيين في منطقة البقعة بالخليل لإقامة بؤرة استيطانية ومنعوا المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في قرية كيسان ببيت لحم ومنطقة الثعلة في الخليل وقطعوا عشرات أشجار الزيتون في بلدات ياسوف وحارس وبروقين وكفر الديك في مدينة سلفيت وفتحوا مياه الصرف الصحي باتجاه أراضي الفلسطينيين الزراعية في بلدة دير بلوط غرب المدينة ما أدى إلى تضرر المزروعات كما اقتحموا بلدة جبع في جنين واعتدوا على الفلسطينيين فيها ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح وحالات اختناق.

ربما يعجبك أيضا