تركيا تقتل الشعب العراقي بالرصاص والعطش

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

جرائم الرئيس التركي رجب أردوغان، في حق الشعب العراقي لا تنتهي، إذ دأب على انتهاك الأراضي العراقية، برًا وجوًا، إذ شن الجيش التركي عملية مخلب النمر، على شمال العراق في 17 يونيو الماضي، بزعم مطاردة مسلحين أكراد، شمالي العراق، عبر وحدات الكوماندوز الذين دخلوا منطقة حفتانين، بالإضافة إلى الغارات الجوية التي قصفت شمال البلاد، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، في انتهاك واضح وصريح لسيادة العراق.

ونفس الأمر تكرر مؤخرًا في محيط قريتين بمحافظة دهوك شمال العراق، إذ شنت طائرتان تركيتان قصفًا جويًا في محيط القريتين أثار هلع الأهالي، فضلًا عن العملية العسكرية التركية على سنجار العراق التي أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين الأبرياء.

سلاح المياه

المحتل التركي لم يكتفي بالعدوان العسكري، بل بات يهدد سلامة الشعب العراقي مستخدمة سلاح السدود المائية لتعطيش أهالي المحافظات العراقية الجنوبية بعد إيقاف تركيا للجزء الأكبر من حصة العراق المائية، عن طريق سد إليسو، ما تسبب في انخفاض منسوب نهر الفرات إلى أقل من نصف مستواه الطبيعي.

وأنشأت تركيا السد على نهري دجلة والفرات، اللذان ينبعان من هضبة الأناضول، ويمثلان المورد الرئيسي للمياه إلى العراق، وكان لضعف بغداد، خلال السنوات التالية للغزو الأمريكي وإسقاط الرئيس صدام حسين في عام ٢٠٠٣، وبعد ذلك الوقوع في براثن التنظيمات الإرهابية، التي عاثت فسادًا في البلاد مثل تنظيم داعش الإرهابي، والقاعدة، وكان ذلك سببًا رئيسيًا في تمادي أنقرة في مخططاتها التخريبية ضد بلاد الرافدين، دون رادع.

استغلال تركي

وتستغل تركيا تحكمها في مياه نهري دجلة والفرات في إقامة السدود والمشاريع المائية والري، على النهرين، وينبعان من هضبة الأناضول، ويبلغ طول نهر الفرات ٢٧٨٤ كيلومترًا، وينبع من تركيا ومن ثم يدخل الأراضي سوريا إلى الأراضي العراقية، بينما يدخل نهر دجلة بصورة مباشرة إلى العراق، ويبلغ حجم المياه المتدفقة من النهرين سنويًا ما يقرب من ٨٠ مليار متر مكعب من المياه العذبة.

ويحتاج العراق سنويًا إلى ٥٠ مليار متر مكعب لتغطية احتياجاته من المياه، ويمثل نهر دجلة المصدر الرئيسي لحاجات العراق من المياه بنحو ٦٠٪، وتأتي النسبة الباقية من نهر الفرات، ويتوقع أن تزداد حاجة البلاد من المياه في المستقبل إلى ٧٧ مليار متر مكعب.

دراسة

وقالت دراسة بحثية للباحث محمد كريم الخاقاني نشرها مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية بالعراق إن فكرة سد إليسو تعود إلى عام 1999 قبل أن تحدث انسحابات من بعض الداعمين لإقامة السد الذي تسبب في غرق مدينة حسن كيف الأثرية وتهجير أكثر من 78 ألف مواطن تركي.

وبدأت تركيا الحملة الفعلية لبناء السد عام 2010 بعد الحصول على دعم من شركة انرتز النمساوية، مستغلة ضعف الحكومات العراقية منذ الغزو الأمريكي وسقوط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين.

وترى تركيا أن السد ليس له آثار سلبية على العراق، لأنه يسمح بمرور المياه، لكون المشروع هو كهرومائي، وبالتالي فليس له أي خطورة على حصة العراق من كميات المياه المتدفقة من نهر دجلة، وأن بناء السد لن يلحق ضررًا بحقوق ومصالح العراق.

سد قاتل

الغريب في الأمر أن سد إليسو تسبب في تشريد نحو 80 ألف شخص من 199 قرية، تركي وتعطيش ملايين العراقيين، وأكبر دليل أن العراق تحظر زراعة الأرز، بسبب نقص المياه مما دفع المزارعين إلى هجر أراضيهم، كما شهدت مدينة البصرة احتجاجات استمرت شهورًا بسبب عدم توفر مياه صالحة للشرب.

كما يعد سد إليسو من أكبر السدود المقامة على نهر دجلة، ويقع في جنوب شرقي تركيا وعلى مقربة من الحدود العراقية، إذ يبعد 65 كم عنها، ويبلغ طول السد 1820 متر وبارتفاع 135 مترًا وعرض 2 كم، ومساحة حوضه تقدر 300 كم مربع، ويستوعب السد في حالة امتلائه كليًا بالمياه ما يقارب 20,93 بليون متر مكعب وهو مشروع كهرومائي على نهر دجلة.

ربما يعجبك أيضا