الحكومة الأمريكية تعلق في شباك القراصنة.. وأصابع الاتهام تشير إلى موسكو

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

أكدت الإدارة الأمريكية، اليوم الإثنين، تعرض بعض وزاراتها ووكالاتها الفيدرالية لهجوم إلكتروني مدعوم من حكومة أجنبية، استدعى تدخل المخابرات ومكتب التحقيقات الفيدرالي لفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الهجوم ودرجة خطورته.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القوي الأمريكي جون أوليوت -في تصريح مقتضب نقلته “رويترز”- إن الحكومة تتخذ الخطوات اللازمة لمعالجة الهجوم المزعوم.

فيما قال مصدر مطلع لـ”رويترز”: إن ما حصل أكثر من مجرد هجوم سيبراني على وكالة بعينها، بل إنه حملة تجسس سيبراني هائلة تستهدف الحكومة الأمريكية ومصالحها.

هجوم خطير وروسيا المتهم الأول

في بيان صدر اليوم، أوضح البيت الأبيض أن وزارة الخزانة كانت بين ضحايا الهجوم المذكور، فيما أعلنت وزارة التجارة أيضا عن حدوث خرق في أحد مكاتبها، مشيرة إلى أنها طلبت رسميا من الاستخبارات فتح تحقيق لكشف الجهة المسؤولة عن هذا الخرق.

فيما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة، أن الهجوم كان خطيرا جدا، وأن المتسللين “متطورون للغاية” استخدموا تكتيكات تشير إلى وقوف دولة ذات قدرات هجومية عالية ورائهم، وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الاستخبارات لديها مخاوف من أن المتسللين الذين استهدفوا وزارة الخزانة والإدارة الوطنية للاتصالات التابعة لوزارة التجارة، استخدموا أداة مشابهة لاختراق وكالات حكومية أخرى.

صحيفة “واشنطن بوست” ألقت باللوم على موسكو، وقالت -في تقرير نشر، أمس الأحد- إن قراصنة يعملون لصالح الاستخبارات الخارجية الروسية هم المسؤولون عن هذا الهجوم الذي وصل إلى حد التسلل إلى رسائل البريد الإلكتروني الداخلية في وزارة الخزانة وإدارة الاتصالات “NTIA” وسرقة بيانات عديدة، فضلا عن رصد ومتابعة مراسلات الموظفين الحكوميين لعدة أشهر سبقت اكتشاف الجهتين لعملية التسلل الإلكتروني.

ونقلت عن مصادر مطلعة، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في الأمر وأن نفس مجموعة القراصنة المرتبطين بروسيا اخترقت شركة الأمن السيبراني النخبة فاير آي “FireEye” الأسبوع الماضي، والتي كشفت عن هجوم يهدد ما يسمى بأدوات “الفريق الأحمر” التي تستخدمها لحماية عملاء الأمن السيبراني، بما في ذلك عملاؤها من الحكومة الأمريكية.

شبكة “سي إن إن” أكدت في وقت سابق، أن مجموعة القراصنة التابعة لموسكو والمعروفة بـ APT29، هي المشتبه به في الهجوم على وزارتي الخزانة والتجارة الأمريكيتين.

الحديث عن هذا الهجوم واسع النطاق بدأ خلال الأسبوع الماضي من خلال عدة تقارير صحفية، إلا أن عدة مصادر أكدت لصحيفة “نيويورك تايمز” أن الهجمات الإلكترونية كانت تستهدف الوكالات الفيدرالية الأمريكية منذ الربيع، وأن القراصنة استهدفوا أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية خلال فترة الحملة الانتخابية الرئاسية، وبحسب بيان لشركة SolarWind – وهي شركة لتكنولوجيا المعلومات، ومن بين عملائها الحكومة الأمريكية-  تمكن القراصنة من استغلال تحديثات خاصة بها لاختراق مواقع عملائها الذين يشملون مكتب الرئيس ترامب ووزارة الخارجية ووكالة الأمن القومي.

موسكو تنفي وواشنطن تكثف جهود التحقيق

من جانبها نفت موسكو في بيان صدر اليوم، عن سفارتها لدى الولايات المتحدة، الأنباء التي تحدثت عن مسؤوليتها عن هذا الهجوم الموسع، وانتقدت بشدة محاولات وسائل الإعلام الأمريكية لإلقاء اللوم على روسيا في هجمات القراصنة على الهيئات الأمريكية من وقت لأخر، واعتبرت أن هذه المحاولات لا أساس لها.

ومعلقا على الأمر، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: يمكنني أن أرفض مجددا هذه الاتهامات، كما أود أن أجدد كذلك أن الرئيس بوتين هو الذي اقترح على الجانب الأمريكي عقد اتفاقية تعاون في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات، وكان ذلك سيسمح للدولتين بالتعاون في مكافحة أي جرائم سيبرانية، لكن مبادرة بوتين هذه لم تتلقِ ردا من واشنطن.

وأضاف: إذا كانت هناك هجمات ما على مدار أشهر ولم يستطع الأمريكيون التعامل مع هذه المشكلة، فلعل ذلك ليس سببا لإلقاء اتهامات لا أساس لها، فلا علاقة لنا بالأمر.

البيت الأبيض حتى اللحظة لم يوجه اتهاما صريحا لأي جهة، وبحسب “رويترز” الهجوم بالغ الخطورة واستدعى انعقاد مجلس الأمن القومي بشكل طارئ أول أمس، للوقوف على ملابساته، كما سيتعاون المجلس مع مكتب التحقيقات الفيدرالي والاستخبارات في تحقيق موسع، للكشف عن حجم الضرر والجهة المنفذة للهجوم.

وأكدت وكالة الأمن السيبراني التابعة لوزارة الأمن الداخلي صباحا، أنها تعمل حاليا بشكل وثيق مع شركائها من الوكالات الأمنية، للكشف عن حجم الهجوم الإلكتروني الذي طال عددا من الهيئات الحكومية، ومعرفة الجهة التي تقف خلفه، ولفتت الوكالة إلى أنها شرعت في تقديم المساعدة التقنية للكيانات المتضررة، لتحديد مدى خطورة الهجوم وتخفيف آثاره والحيلولة دون تكراره.

ربما يعجبك أيضا