مع ظهور سلالة جديدة لكورونا.. تباين المواقف تجاه البؤرة البريطانية للوباء!

حسام السبكي

حسام السبكي

يبدو أن بريطانيا، في طريقها لتتحول إلى بؤرة جديدة لفيروس كورونا المستجد، على غرار الصين 2019، ففي نفس الفترة تقريبًا، بدأ ظهور الوباء، الذي لم يتوقع أحد أن ينتشر بتلك السرعة، ويحدث الضجة العالمية، حيث تسبب “كوفيد- 19″، حتى اليوم الإثنين، في إصابة أكثر من 77 مليون شخص، فيما بلغ عدد ضحاياه ما يقرب من 1.7 مليون حالة عالميًا.

مؤخرًا، كشفت بريطانيا عن ظهور سلالة جديدة، من الفيروس الشرس، أسرع انتشارًا من السلالة الأولى، وقد تكون أكثر شراسة، خاصة مع المستويات القياسية التي تسجلها المملكة المتحدة حاليًا في عدد الإصابات.

وقد استعرضنا بالأمس، تغطية شاملة، حول السلالة الجديدة من الوباء العالمي، في تقرير بعنوان كورونا يتوحش عالميًا.. سلالة جديدة وقرارات عاجلة وانتظار المجهول بالعام الجديد!.

ومع الإعلان البريطاني الجديد، قررت لندن اتخاذ إجراءات وتدابير غير مسبوقة، قررت على إثرها وضع أكثر من 20 مليون شخص قيد العزل، فيما قررت عدة دول إغلاق المجال الجوي وتعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا، وكانت أولها هولندا، التي أعلنت قبل ساعات، عن ظهور الحالة الإيجابية الأولى من الفيروس الجديد على أراضيها!.

تحذير بريطاني غير مسبوق

البداية من البؤرة الجديدة للوباء الكارثي، حيث حذّر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الأحد من أن الإغلاق المشدد الذي فرض على لندن وجنوب شرق إنجلترا قد يستمر لشهور نظرا إلى سلالة جديدة من فيروس كورونا “خارجة عن السيطرة”.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، السبت، أن على الملايين إلغاء خططهم بمناسبة عيد الميلاد والتزام منازلهم اعتبارا من صباح الأحد بسبب سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد تتفشى بشكل أسرع بكثير، بحسب “وكالة الأنباء الفرنسية”.

وحذّر هانكوك من أن فرض التدابير المشددة التي تؤثّر على نحو ثلث سكان إنجلترا قد يتواصل إلى حين إطلاق اللقاح المضاد لكوفيد-19 بشكل كامل.

وتابع “للأسف، كانت السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة. علينا استعادة السيطرة على الوضع”.

وبدأ الأحد تطبيق إجراءات “المستوى الرابع” الأكثر تشددا على نحو 16,4 مليون شخص، أي ما يعادل 31 % من سكان إنجلترا.

هذا، ويخضع أكثر من 20 مليون شخص اعتباراً من أمس الأحد، في إنجلترا للعزل بعدما دخلت حيز التنفيذ القيود الجديدة لاحتواء ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي تربطه الحكومة بظهور سلالة جديدة.

ومن يعيش في تلك المناطق لن يتمكن من الاجتماع بأشخاص يعيشون في مناطق ذات حالة تأهب أقل، وفقا لوكالة “إفي” الإسبانية.

ومن المقرر أن تستمر القيود لمدة أسبوعين على أن تتم مراجعتها في 30 من الشهر الجاري.

وتزامنًا مع ذلك، رُصِدَت مشاهد من الذعر في محطات القطارات، حيث تحدى الناس قواعد التباعد الاجتماعي للخروج من العاصمة قبل أن تدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ “الأحد”، بحسب صحيفة “الرياض” السعودية.

حصيلة قياسية

في غضون ذلك، أظهرت بيانات رسمية أن عدد إصابات كورونا المستجد في بريطانيا زادت 35928 حالة الأحد، وهو أعلى معدل ارتفاع يومي منذ بدء تفشي الوباء في المملكة.

كما سجلت 326 وفاة وهي أقل من حصيلة السبت الذي سجلت فيه 534 وفاة، وفقا لوكالة “رويترز”.

بريكست إجباري

مع توالي الأنباء عن ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا، والمحاذير الكبيرة من تكرار سيناريو العام الحالي، جراء الاستهتار المتبوع بالمعلومات الشحيحة حول الفيروس المستجد، قررت عدة دول اتخاذ إجراءات مؤلمة على الصعيد الدولي، ما يعيد إلى الأذهان، أيام الإغلاقات في ربيع العام الجاري.

فقد أعلنت دول أوروبية حظر الرحلات الجوية إلى بريطانيا اعتباراً من منتصف ليل “الأحد” تفاديا لتفشي سلالة جديدة من كورونا أعلن عنها في بريطانيا، وذلك قبل موعد تطبيق اتفاقية “بريكست”.

وأشارت بلجيكا إلى أنها ستغلق حدودها أمام القطارات والطائرات القادمة من بريطانيا.

ونقل تلفزيون “في.آر.تي” عن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قوله، إن “الحظر المفروض على الرحلات القادمة من بريطانيا يشمل خدمات يوروستار عبر نفق القنال، وسيصبح ساري المفعول لمدة 24 ساعة على الأقل من منتصف ليل اليوم الأحد”.

وأضاف: “بلجيكا على اتصال أيضا مع فرنسا بشأن المسافرين القادمين من بريطانيا برا ويتوقفون في محطات لتغيير مساراتهم”.

من جهتها، علقت هولندا الرحلات الجوية بين البلدين، وقالت الحكومة إنها “حظرت الرحلات الجوية التي تقل ركابا من المملكة المتحدة اعتبارا من اليوم الأحد وستظل القيود سارية حتى الأول من يناير المقبل”.

وأضافت: “ترصد الحكومة التطورات وتفكر في اتخاذ تدابير إضافية في ما يتعلق بوسائل النقل الأخرى”. بحسب روسيا اليوم.

بدورها، أكدت إيطاليا أنها “تخطط لحظر مماثل” وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو: “أولويتنا هي حماية إيطاليا ومواطنينا”.

وأعلنت وزارة الصحة الألمانية اليوم “الأحد”، أن “ألمانيا قد تفرض قيودا على الرحلات الجوية من المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا، التي اكتشفت فيها أيضا سلالة جديدة من فيروس كورونا”.

وطالبت إسبانيا، في ظل تحركات بعض شركائها في الاتحاد الأوروبي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي باستجابة منسقة لمواجهة الوضع الجديد.

ونقلت وكالة “آبا” النمساوية للأنباء عن وزارة الصحة، أن “النمسا تعتزم أيضا حظر الرحلات الجوية مع بريطانيا”.

وتبعًا للقرارات الأوروبية، دعت منظمة الصحية العالمية أعضاءها في أوروبا إلى “تعزيز قيودهم” على خلفية ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا.

وخارج الأراضي البريطانية، جرى تسجيل بضعة حالات إصابة بالسلالة الجديدة، بينها 9 في الدنمارك وحالة في هولندا وفي أستراليا، وفق منظمة الصحة العالمية.

وقالت ناطقة باسم المنظمة “في أنحاء أوروبا، حيث تنتقل العدوى بشدة وعلى نطاق واسع، يتعيّن على الدول مضاعفة قيودها وإجراءاتها الوقائية”، وفقا لـ”وكالة الأنباء الفرنسية”.

وبالتزامن مع التوجهات الأوروبية، قررت المملكة العربية السعودية، اتخاذ قرار مماثل، على نحو عاجل.

ووفق ما أوردته “وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)”، رَّح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، بأنه بناءً على ما رفعته وزارة الصحة عن انتشار نوع جديد متحور من فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) في عدد من الدول، وحتى تتضح معلومات طبية عن طبيعة هذا الفيروس، ورغبةً في اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحة العامة للمواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم.

فقد قررت حكومة المملكة اتخاذ الإجراءات الاحترازية التالية:

أولًا: تعليق جميع الرحلات الجوية الدولية للمسافرين – إلا في الحالات الاستثنائية – مؤقتاً لمدة أسبوع، قابلة للتمديد أسبوعاً آخر، ما عدا الرحلات الأجنبية الموجودة حالياً في أراضي المملكة، فيسمح لها بالمغادرة.

ثانيًا: تعليق الدخول إلى المملكة عبر المنافذ البرية والبحرية مؤقتًا لمدة أسبوع قابلة للتمديد أسبوعًا آخر.

ثالثًا: على كل من عاد من إحدى الدول الأوروبية أو من أي دولة ظهر فيها الوباء، وفق ما تحدده وزارة الصحة اعتباراً من تاريخ 23/ 4/ 1442 هجرية الموافق 8/ 12/ 2020 ميلادية وإلى تاريخه، الالتزام بالآتي:

1/ العزل المنزلي لمدة أسبوعين اعتباراً من تاريخ قدومه إلى المملكة.

2/ أن يقوم بإجراء فحص فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) خلال فترة عزله، مع تكرار الفحص كل خمسة أيام.

رابعًا: على كل من عاد من إحدى الدول الأوروبية أو مر بها أو بأي دولة ظهر فيها الوباء -خلال الأشهر الثلاثة الماضية- أن يقوم بإجراء فحص فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).

ويستثنى مما ورد أعلاه حركة نقل البضائع والسلع وسلاسل الإمداد من الدول التي لم يظهر فيها الفيروس المتحور، وفق ما تحدده وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة النقل.

وسوف تتم مراجعة هذه الإجراءات في ضوء المستجدات المتعلقة بالجائحة، وما يرد من وزارة الصحة.

وفي الإطار العربي أيضًا، قالت هيئة الطيران المدني الكويتية على “تويتر” إنها أضافت المملكة المتحدة إلى قائمتها للدول عالية الخطورة، الأحد، مما يعني حظر كل الرحلات الجوية القادمة منها.

وفي أغسطس الماضي، حظرت الكويت الرحلات التجارية إلى 31 دولة اعتبرتها عالية الخطورة بسبب انتشار فيروس كورونا، وفقا لوكالة “رويترز”.

مواقف أخرى

وبالإضافة إلى الإجراءات الدولية والأوروبية العاجلة، قررت بعض الدول اتخاذ توجهات أخرى، حيث رفضت حظر الطيران مع بريطانيا.

أعلن مركز الأزمات الخاص بمكافحة فيروس كورونا في روسيا أنه لا قرارات لوقف حركة الطيران بين روسيا وبريطانيا على خلفية أنباء تفشي سلالة جديدة من كورونا في المملكة المتحدة.

وقال مصدر في المركز: “مركز الأزمات يراقب الوضع من أجل منع نقل وتفشي عدوى كورونا الجديدة” وأضاف أن المعلومات ستتوفر عن جميع القرارات ذات الشأن في الوقت المناسب، وفقا لـ“روسيا اليوم”.

من جانبها، أكدت شركة طيران الإمارات، الأحد، أن رحلاتها بين دبي وبريطانيا تعمل كالمعتاد بدون أي تغيير.

وقال متحدث باسم الناقلة في إفادة أوردتها «البيان»: «رحلاتنا إلى لندن تعمل كالمعتاد، ولم يحدث عليها أي تغيير». بحسب البيان.

ربما يعجبك أيضا