الاحتلال يواصل جرائمه.. «دولة» الاستيطان في الضفة الغربية‎

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم

لقي مستوطن حتفه وأصيب 4 أخرين بعد ملاحقة الشرطة الإسرائيلية لسيارتهم في شوارع الضفة الغربية المحتلة، لية أمس الإثنين، فكانت النتيجة ليلة إرهاب وبلطجة، جرح خلالها المستوطنون عشرات الفلسطينيين وحطموا ممتلكاتهم وقطعوا طرقهم، انتقاما لحادث سير تسببت فيه شرطتهم الإسرائيلية.

في رام الله، هاجم مستوطنون عددا من القرى شرق المحافظة، واعتدوا على ممتلكات المواطنين، وأفادت مصادر محلية، بأن مستوطنين هاجموا منازل المواطنين الواقعة على أطراف قرية بيتين، فيما هاجمت مجموعات أخرى أطراف قرية برقة بالمحافظة واعتدت على منازل المواطنين ومركباتهم.

كذلك، اعتدى مستوطنون على منازل المواطنين في قرية المغير شمال مدينة رام الله، كما هاجموا عددا من المنازل في قرية كفر مالك القريبة، فيما اعتدى آخرون على مركبات المواطنين على طريق رام الله- نابلس.

وفي  الخليل أصيب طفل وشاب بجروح ورضوض، بعد أن هاجمت مجموعة من مستوطني “كريات أربع”، مركبات المواطنين ورشقتها بالحجارة شرق المدينة.

وفي القدس، هاجم مستوطنون متطرفون، منازل ومركبات المواطنين المقدسيين في حي الشيخ جراح، وتجمع عشرات المستوطنين وسط الحي ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة واعتدوا على المنازل والمواطنين هناك.

في بيت لحم، رشق مستوطنون بالحجارة مركبات المواطنين قرب بلدة جناته، وأفاد مواطنون، بأن مجموعة كبيرة من مستوطني “تقواع” المقامة على أراضي المواطنين، أغلقوا الشارع الواصل ما بين جنوب وشمال الضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، وشرعوا برشق مركبات المواطنين بالحجارة.

وأشار مصدر أمني إلى أن مجموعات أخرى من المستوطنين تجمهرت قرب مفرق الطرق قرب مجمع مستوطنة “غوش عصيون”.

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس إن عشرات المستوطنين هاجموا ممتلكات المواطنين في بلدة حوارة بنابلس عقب تنظيم مسيرة لهم على الشارع الرئيسي وسط البلدة، مضيفا أن الأهالي تصدوا لهم، وأن مواجهات اندلعت عقب ذلك مع جنود الاحتلال في المنطقة.

وأشار دغلس إلى أن قوات الاحتلال ومجموعات مستوطنين تنتشر بكثافة في محيط ومداخل مدينة نابلس.

وكان عدد من المستوطنين هاجموا في وقت سابق من اليوم مركبات المواطنين بالحجارة، قرب بلدة حوارة.

وقال دغلس إن عددا من المستوطنين هاجموا مركبات المواطنين بالحجارة قرب الدوار المؤدي إلى شارع نابلس قلقيلية، على أطراف البلدة، مضيفا أن عددا من المركبات تضررت بفعل هذا الهجوم، دون أن يبلغ عن إصابات بين صفوف المواطنين.

كما اعتدى مستوطنون على مواطن بالقرب من قرية دير شرف غرب نابلس، وأوضح دغلس أن مستوطنين اعتدوا على المواطن صادق خطاطبة من بلدة بيت فوريك بالضرب والحجارة بالقرب من قرية دير شرف، ما أدى لإصابته بجروح نقل على إثرها لمستشفى رفيديا الحكومي.

وأضاف أن قوات الاحتلال أغلقت حاجز زعترة جنوب نابلس، وسط انتشار مكثف لمجموعات المستوطنين على الطرقات.

كما أصيب ثلاثة مواطنين على الأقل، برضوض خلال استهداف مركباتهم بالحجارة من قبل المستوطنين غرب نابلس.

وأفاد دغلس بأن عددا من المستوطنين تجمعوا بالقرب من مفترق الطنيب على الطريق الواصل بين نابلس وطولكرم، وهاجموا المركبات بالحجارة، ما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين على الأقل برضوض، وتضرر عدد من المركبات.

كذلك، هاجم مستوطنون، مركبات المواطنين بالقرب من بلدة دوما جنوب نابلس.

وقال رئيس اتحاد شركات تأجير السيارات مازن مداني، الذي استهدف المستوطنون مركبته، إن مجموعة من المستوطنين هاجمته بالحجارة وألحقت اضرارا بالمركبة، على الطريق بين بلدتي الطيبة ودوما، أثناء عودته من مدينة نابلس باتجاه بلدة أبو ديس.

وأضاف أن المستوطنين يهاجمون بصورة مباشرة بهدف القتل، مشيرا إلى أنه نجا بأعجوبة من الهجوم، بعد تمكنه من السيطرة على المركبة.

في جنين، أفاد رئيس بلدية يعبد أمجد عطاطرة بأن عددا من المستوطنين رشقوا مركبات المواطنين بالحجارة والزجاجات الفارغة، بالقرب من حاجز دوتان قرب بلدة يعبد تحت حراسة وحماية جيش الاحتلال، مشيرا إلى أن المستوطنين احتجزوا عددا من الشبان، وأعاقوا حركة السير في المنطقة.

كيف يخطط الاحتلال لإسكان مليون مستوطن في الضفة؟

كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أن المعطيات تؤكد أن سلطات الاحتلال، “رفعت خطة الضم من على الطاولة فقط لخداع الرأي العام والمجتمع الدولي، فيما تضع البنى التحتية للخطة موضع التنفيذ”.

وأضاف المكتب أن الاحتلال يطبق مخططات أُعدت لشق الطرق ومشاريع مختلفة، من وزارة مواصلات الاحتلال، بهدف تحويل الضفة إلى “جليل واحد” بحلول عام 2045.

ونقل عن صحيفة “هآرتس” العبرية، أن الجديد في هذه المشاريع الجديد يكمن في “ارتباطها مع مخطط البناء الرئيسي القطري في دولة الاحتلال”.

وأضاف: مع إدارة ترامب تغير الوضع وبدأ التفكير ببناء شبكة طرق طولية وعرضية، بعضها جديد وبعضها قديم يتم توسيعه، بهدف توسيع المستوطنات وصولا لـ”خطة المليون”، وهو الهدف الذي وضعه لنفسه مجلس المستوطنات “يشع” في السنة الماضية: مليون مستوطن في الضفة خلال 15 سنة، وهو ما يفسر على أنه أسلوب لخطة ضم من نوع آخر وتحديدًا في البنية التحتية.

وأشار إلى أنه من أجل شقّ “التفافي العروب” استولى على 401 دون، وفي حوارة جنوب نابلس يدور الحديث عن 406 دونمات، مع ما يرافق ذلك من اقتلاع مئات الأشجار، وإغلاق 150 مترًا على جانبي الشارع “بحجج أمنية” اضافة لتوسيع المستوطنات وربطها بدولة الاحتلال، وتقييد حرية حركة الفلسطينيين، ومحاصرتهم في قراهم وبلداتهم وضرب اقتصادهم.

كما يخطط الاحتلال لتحويل المستوطنات الى مدن وبلدات مرغوبة ونقاط جذب للإسرائيليين.

وصادقت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال، “ميري ريغيف”، على 4 مشاريع استيطانيّة جديدة في الضفة، بهدف تسهيل تنقّل المستوطنين، بتكلفة تصل إلى 400 مليون شيقل.

وهذه المشاريع الاستيطانية هي: شارع التفافي اللبن الغربية بتكلفة 100 مليون شيقل، وشارع مستوطنة “موديعين عيليت” (446) لربط مستوطنتي “موديعين عيليت” و”لبيد” المقامتان على أراضي المواطنين غرب رام الله، بتكلفة 171 مليون شاقل، وشارع آدم – حزما لصالح المستوطنين في مستوطنة “بيت إيل” بتكلفة 17 مليون شيقل، وشارع يشمل بناء جسر فوق قلنديا إلى القدس مع حواجز عسكرية جديدة، وتم رصد 103 ملايين شيقل لصالح المشروع، الى جانب تخصيص ميزانيّة 400 مليون شيقل لتطوير المواصلات في المستوطنات.

فلسطين تطالب بالضغط لوقف قانون تطوير البؤر الاستيطانية

طالبت فلسطين، الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف مشروع قانون تسعى من خلاله تل أبيب إلى “تطوير البؤر الاستيطانية” في الضفة الغربية.

وفي بيان لوزارة الخارجية، أدانت فلسطين تصديق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية، على مشروع قانون يهدف إلى إمداد تلك البؤر بالخدمات الأساسية.

وجاء في البيان أن “فلسطين تدعو الأمم المتحدة وقادتها الأمميين إلى تحمل مسؤولياتهم، بالضغط على دولة الاحتلال لوقف إقرار هذا القانون”.

والأربعاء، صدّق الكنيست بالقراءة التمهيدية – يحتاج 3 ليصبح نافذا- على مشروع القانون الذي يلزم الحكومة بتزويد بؤر الضفة بالخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وبنى تحتية ومواصلات، ومنح مكانة قانونية لهذه البؤر.

وحذرت الخارجية الفلسطينية “من مخاطر إقرار هذا القانون، خاصة على فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين ومرجعيات السلام الدولية”.

وقالت إن من شأنه “ابتلاع آلاف الدونمات لإقامة الطرق والبنى التحتية للبؤر الاستيطانية، وربطها أيضا بالتجمعات الاستيطانية الكبيرة، وربطها بالعمق الإسرائيلي”.

وطالبت الخارجية، الأمم المتحدة، “بعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة وصيغ التعبير عن القلق”، داعية إلى “اتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية الكفيلة لتنفيذ القرار الأممي رقم 2334”.

وينص القرار الأممي على “أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية بموجب القانون الدولي، وتشكل عقبة أمام حل الدولتين”.

ويأتي إقرار مشروع القانون بعد أيام من إعداد وزارة الاستيطان الإسرائيلية مخططا ووضع موازنة بهدف “شرعنة” 70 بؤرة استيطانية في الضفة المحتلة، تشمل المرحلة الأولى منها 46 بؤرة.

وتفيد تقديرات إسرائيلية وفلسطينية بوجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة و134 بؤرة استيطانية.

ربما يعجبك أيضا