للمرة الرابعة في عامين.. الاحتلال الإسرائيلي يتجه لانتخابات مبكرة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تتواصل الفوضى السياسية داخل إسرائيل، حيث تتجه لإجراء انتخابات جديدة في آذار (مارس) المقبل، وتُعدّ الانتخابات المرتقبة هي الرابعة في غضون عامين.

وتأتي الخطوة بعدما عجز الكنيست أمس عن الوفاء بالموعد النهائي لإقرار الميزانية، ما يجعل الكنيست منحلاً، في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضباً شعبياً بسبب النهج الذي اتبعه في التصدي لأزمة كورونا، واتهامات جنائية بالفساد موجّهة له  في ساحات القضاء.

حل الكنيست

تم حل الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) بعد أن فشلت الحكومة في التوصل إلى اتفاق بشأن موازنة الدولة، مما يتجه بإسرائيل إلى انتخابات رابعة خلال عامين، ومن المتوقع إجراؤها في مارس القادم.

وتم حل الكنيست تلقائيا مع انقضاء الموعد النهائي لإقرار موازنة الدولة في منتصف الليل، وذلك بعد فشل الائتلاف الحاكم في التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسألة.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان، مساء الثلاثاء “لم يكن الليكود يريد انتخابات وصوتنا مرارا وتكرارا ضدها”، مقدما وعودا بأن حزبه سيفوز في تلك الانتخابات.

واتهم وزير الدفاع بيني غانتس رئيس الوزراء باتخاذ قرارات سياسية بهدف محاولة تفادي الإدانة، حيث يواجه نتنياهو اتهامات بالاحتيال وتلقي رشاوى وخيانة الأمانة.

وقال حزب أزرق – أبيض الذي يتزعمه غانتس عبر تويتر “إذا لم تكن هناك محاكمة لكانت هناك موازنة ولم تكن هناك انتخابات”.

وتبدأ حملة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الرابعة في عامين، في حين يواجه نتنياهو غضبا شعبيا بسبب النهج الذي اتبعه في التصدي لأزمة كورونا واتهامات جنائية بالفساد موجهة له بساحات القضاء.

عقبات نتنياهو

سيواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة منافسا جديدا من تيار اليمين وهو جدعون ساعر المنشق عن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو. وأظهر استطلاع للرأي نشرته هيئة البث الإسرائيلي أن ساعر لديه شعبية مماثلة لشعبية نتنياهو.

وكان نتنياهو، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، ووزير الدفاع الحالي بيني غانتس رئيس حزب أزرق – أبيض قد شكلا حكومة وحدة في مايو بعد ثلاثة انتخابات غير حاسمة منذ أبريل 2019. لكنهما وصلا إلى طريق مسدود بسبب خلاف بشأن إقرار الموازنة وهي خطوة ضرورية لتنفيذ اتفاق يتسلم بموجبه غانتس السلطة من نتنياهو في نوفمبر 2021. وإجراء انتخابات جديدة يعني أن هذا التناوب على رئاسة الوزراء لن يحدث أبدا.

وقال بعض المحللين السياسيين إن نتنياهو كان يأمل في استخدام الخلاف على الموازنة لفرض إجراء انتخابات من شأنها أن تخلصه من اتفاق تقاسم السلطة مع غانتس. لكنهم قالوا إنه كان يفضل إجراء الانتخابات في مايو أو يونيو، عندما يمكن لحملة تطعيم جارية الآن للوقاية من كوفيد – 19 أن تجذب له المزيد من الناخبين.

وسيبقى نتنياهو رئيسا للوزراء حتى تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات مارس. ويشغل نتنياهو (71 عاما) منصبه منذ 2009 وتولى المنصب للمرة الأولى من 1996 إلى 1999.

وخلال خطابه الذي نقله التلفزيون، وفي مستهل حملته الانتخابية، قال نتنياهو إنه رتب حصول إسرائيل على ملايين الجرعات من لقاح فايروس كورونا. كما أشاد بالاتفاقات الدبلوماسية التي توسطت فيها الولايات المتحدة مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

ويتمتع نتنياهو بعلاقة وثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتخذ عددا من الخطوات الداعمة لإسرائيل في الانتخابات السابقة. لكن ريفوئين هازان الأستاذ في قسم علوم السياسة بالجامعة العبرية بالقدس يقول إنه عندما يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن منصبه في يناير المقبل، سيخسر نتنياهو أحد الأرصدة المهمة في حملته الانتخابية.

ربما يعجبك أيضا