بعد قصف سفارتها ببغداد.. واشنطن تتوعد طهران برد مزلزل

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

اتهامات صريحة من الرئيس دونالد ترامب لإيران بالمسؤولية عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف السفارة الأمريكية ببغداد، وبيان للقيادة المركزية الأمريكية لم يخالف مضمونه ما جاء على لسان ترامب بالتأكيد على أن الهجوم على المنطقة الخضراء تم تنفيذه بشكل شبه مؤكد من مجموعات مسلحة تابعة لإيران.

قصف بالكاتيوشا.. ما الجديد ؟

تتعرض السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية، بغداد منذ فترة طويلة لهجمات صاروخية متكررة من قبل ميليشيات عراقية تابعة لنظام الملالي. وغالبا ما تستخدم الميليشيات في هجماتها صواريخ الكاتيوشا، وبرغم تنامي وتيرة الهجمات الصاروخية في الفترة الأخيرة، إلا أن هذه الصواريخ لا تلحق عادة أضرارا كبيرة.

آخر تلك الهجمات وقع الأحد الماضي، واستخدمت فيها الميليشيات ثمانية صواريخ سقطت في محيط السفارة الأمريكية، مما أحدث أضرارا طفيفة بمجمع السفارة من دون وقوع خسائر بشرية.

ليهدَد ترامب إيران عبر تويتر، بأنه يقدم «بعض النصائح الصحية الودية لإيران: إذا قُتل أمريكي، فسأحمل إيران المسؤولية. فكروا مليا».

https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1341862953637822468

وكتب ترامب من على متن طائرة الرئاسة «سفارتنا في بغداد تعرضت يوم الأحد لعدة صواريخ. ثلاثة صواريخ لم تنطلق. خمنوا من أين أتتت: إيران».

خيارات الرد

لم تكن بغداد بعيدة عن البيت الأبيض قبيل رحيل ساكنيه بعد نهاية حكمهم، فبغداد التي أًصدر ترامب عفوا عن بعض ممن أدينوا بارتكاب جرائم فيها، هي بغداد نفسها التي كانت الرئيس الأمريكي وأركان إدارته قلقين بعد الهجوم الذي استهدف سفارته فيها بالصواريخ.

لذلك اجتمع مسؤولون أمنيون بالبيت الأبيض لبحث خيارات الرد وطرحها على الرئيس لردع إيران ووكلائها. وبحسب «رويترز» نقلا عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أن مسؤولين أمنيين بارزين اجتمعوا بالبيت الأبيض الأربعاء الماضي لبحث عدة خيارات لردع إيران عن مهاجمة العسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في العراق.

وأضاف المسؤول أن الاجتماع ضم وزير الخارجية مايك بومبيو والقائم بأعمال وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي وغيرهم من كبار المسؤولين، كما أكد أن مسؤولوا الأمن القومي اتفقوا على عدة خيارات لطرحها على ترامب قريبا.

تهديد مصالح أمريكا

من منطقة أقرب لمواقع الأحداث، قالت القيادة الوسطى الأمريكية إن الهجوم الذي استهدف المنطقة الخضراء تقف وراءه بشكل شبه مؤكد ميليشيا وصفتها بـ«المارقة» والمدعومة إيرانيا.

رغم ذلك فإن قائد القيادة الوسطى الامريكية، كينيث ماكينزي، قلل من إمكان اندلاع صراع بين واشنطن وطهران، مؤكدا أن واشنطن لا تسعى إلى التصعيد والحرب مع طهران، معربا عن اعتقاده أيضا أن طهران هي الأخرى لا تريد حربا مع بلاده، لكنه رغم ذلك نبّه إلى خطر كبير لقيام طهران بتهديد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط مع اقتراب الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق.

غلق السفارة

وسط هذه التطورات أفاد موقع «أكسيوس» الإخباري أن واشنطن تدرس إغلاق سفارتها في بغداد. ونقل الموقع عن مصدرين مطلعين قولهما إن هذه الخطوة قد تشكّل ما بين عدة خيارات مطروحة مقدمة للانتقام من إيران التي وصفها ترامب ووزير الخارجية بومبيو بأنها دولة راعية للإرهاب. وأضاف أن السفارة قامت بدور محوري في دعم حكومة عراقية ضعيفة.

أما مصير السفير الأمريكي في العراق، فحسب الأنباء الواردة، قد ينقل إما إلى أربيل أو قاعدة الأسد الجوية غرب العراق إذا غادر بغداد.

بدورها، دانت الرئاسة العراقية الهجوم ووصفته بالعمل الإرهابي الذي يستهدف سيادة العراق وعلاقاته الخارجية.

رسائل لإيران

خبراء ومحللون سياسيون تحدثوا عن التحركات الأمريكية الأخيرة في إشارة إلى عبور الغواصة ذات الصواريخ الموجهة (يو أس أس جورجيا) (SSGN 729)، والعاملة ضمن منطقة عمليات الأسطول الخامس للولايات المتحدة، لمضيق هرمز قبل أيام، والتي تأتي دعماً للعمليات البحرية ولضمان الاستقرار والأمن البحري في المنطقة الوسطى.

ويأتي عبور هذه الغواصة فيما قال قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال ماكينزي، أثناء جولة يجريها في المنطقة إن بلاده «مستعدة للرد» في حال هاجمتها إيران في الذكرى الأولى لمقتل الجنرال سليماني.

وصرح قائد القيادة المركزية الأمريكية لعدد محدود من الصحافيين «نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا والدفاع عن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، ونحن مستعدون للرد إن اقتضى الأمر».

ربما يعجبك أيضا