خلافات سياسية ومعارك في أفريقيا الوسطى.. وصراع روسي – فرنسي على الثروات

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تصاعدت حدة المعارك الدائرة بين القوات المسلحة في أفريقيا الوسطى والمجموعات المتمردة قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 27 ديسمبر الحالي.

المتمردون كانوا في الأيام الماضية على وشك اقتحام العاصمة بانغي، واستولت مجموعة “تحالف الوطنيين من أجل التغيير”(CPC) المتمردة، على مدن “بوسيمبيلي” و”يالوك” و”بلوكو” و”كانتونيير”، والأخيرتان تقعان على حدود الكاميرون.

والجدير بالذكر أن 80 بالمائة من مساحة البلاد تخضع لـ20 مليشا مسلحة.

هجوم معاكس بدم رواندي

بدورها تمكنت قوات الأمن في جمهورية أفريقيا الوسطى، من السيطرة على مدينة “بامباري” جنوبي البلاد، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بينها وبين متمردين.

وفي تصريح صحفي، قال عبد العزيز فال، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد “مينوسكا” لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، إن قوات الأمن سيطرت على “بامباري” بعد 3 أيام من الاشتباكات بينها وبين مسلحي مجموعة “الاتحاد من أجل السلام”(UPC) المتمردة، وأوضح، أن المدنيين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم في “بامباري” بدأوا في العودة إليها مجددا.

يشار أن “بامباري” هي رابع أكبر مدينة في البلاد، وتقع على بعد حوالي 380 كيلومترًا شمال شرق العاصمة بانغي.

البعثة الأممية

فيما دعت بعثة الأمم المتحدة “مينوسكا” في جمهورية أفريقيا الوسطى، إلى التهدئة فيما أرسلت روندا وروسيا مئات العسكريين لتأمين الانتخابات في البلاد.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزيرة خارجية جمهورية أفريقيا الوسطى، سيلفي تيمون، طلبت المساعدة من روسيا ورواندا لتأمين الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وعلى الفور أرسلت رواندا استجابت وأرسلت قوات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، كما أرسلت روسيا أيضا 14 ضابطا يخدمون في بعثة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالإضافة إلى عدد كبير من العسكريين، إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتدريب جيشها بناءً على طلب مسؤوليها.

فيما دعت الأحزاب المعارضة إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، معتبرة أن الانتخابات التي ستجرى في أجواء الصراع لن تكون ديمقراطية وشفافة.

الصراع بين روسيا وفرنسا

فيما رأى إدريس آيات الباحث النيجري في الشؤون الدولية والعلوم الاستراتيجية، أن ما يجري يعني “بداية الحرب الباردة الفرنسية الروسية بأفريقيا، فروسيا تنشئ جسرًا جويًا عملاقًا من قاعدتها في اللاذقية شرقي سوريا إلى بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى لنقل المعدات والمدربين عن طريق طائرات إيليوشين، قادرة على رفع 250 طنا من البضائع، وهذه ضربة قاسية لفرنسا بتدخّل مباشر إلى جانب حكومة وجيش أفريقيا الوسطى مباشرةً، دون التخفّى وراء تحريض المعارضة كما تفعل فرنسا، وتابع: “كما هو واضحٌ، الخبراء الروس، ومرتزقة فاغنر مع القوّات المسلّحة لأفريقيا الوسطى في الميدان مباشرةً، وهذا يأتي بعد الفيتو المزدوج الروسي الصيني ضد أية عقوبات ضد الدولة”.

وأضاف: “هناك من يضع فرنسا، عند حدّها، ولكن يجب -كأفارقة ومراقبين- ألاّ ننسى ما ستجني روسيا وراء التضحية بجنودها، فمالمقابل؟، والجواب: “دوافع اقتصادية، حيث تعاني من نقص في بعض المعادن كالمنغنيز والبوكسيت والكروم، وكلها مهمة للغاية للصناعة الروسية”، هذا غير شركاتها الحكومية التي تعمل على الماس في البلاد”.

وختم بالقول: أمس، حركة السليكا (المسلمة) وعدّوها الحركة المسلحة، أنتي بليكا ( مسيحية/وثنية)، اتّحدتا معا لمساندة الرئيس السابق، فرانسوا بوعزيزي، المدعوم من فرنسا. تحالفٌ ضد الرئيس فوستن تواديرا، المدعوم من روسيا. الغريب غير الطبيعي هو أنّه وقعت مجزرة خلال11 شهرا (من أبريل 2013/أغسطس 2014) ثم واصلت حتى خواتيم 2017؛ راح ضحيتها: 20 ألف وفاة، و100 ألف جريح ومليون نازح. التحليل الدولي كان: حربا طائفيا بين الإسلام والمسيحية. واليوم لما اقتضتْ مصلحة فرنسا، اتحدت الماء والنار! من يفسّر؟ وأنا متخصص لا أكاد أصدّق!”.

ربما يعجبك أيضا