الأردنيون المسيحيون في 2020.. أعياد ميلاد خطفت جائحة كورونا طقوسها وبهجتها ‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق                                                                      

عمّان – بالنسبة للمسيحيين في الأردن، لا يشبه عيد الميلاد هذا العام 2020، ما كانت عليه الأعياد في الأعوام السابقة، فقد خطفت جائحة كورونا البهجة والفرحة من احتفالاتهم وألزمتهم قيود الحظر الشامل البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها. 

ويشارك الأردنيون المسيحيون، الجمعة، شعوب العالم بعيد الميلاد المجيد الذي يصادف في الخامس والعشرين من كانون الأول ديسبمر من كل عام. 

في الأردن، تناقصت أعداد المسيحيين بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، لأسباب عديدة.  

وتبلغ نسبة المسيحيين بين سكان المملكة، نحو 4%، وفقًا لإحصاءات رسمية، فيما يتوزع هؤلاء على مناطق العاصمة عمّان والكرك ومأدبا والسلط والفحيص والزرقاء وعجلون وإربد. 

تهنئة ملكية  

وكعادتهما، هنأ الملك عبد الله الثاني، وقرينته الملكة رانيا العبد الله، مسيحيو العالم والأردن بعيد الميلاد المجيد، متمنيان للعالم أجمع عاما مباركا وأن يرفع االله فيه وباء فيروس كورونا. 

وكتب ملك الأردن، عبر حسابه على تويتر: “عيد ميلاد مجيد لإخواني وأخواتي المسيحيين، أعاده الله على الجميع بالخير والسلام، وعام جديد مبارك ندعو الله أن يرفع فيه الوباء عن الأردن والعالم أجمع، لتطمئن القلوب والنفوس وتعود مجتمعة”. 

أما الملكة فكتبت “بمناسبة عيد الميلاد المجيد، نتمنى لكم ولعائلاتكم كل المحبة والعافية”. 

ويوم الأربعاء، اجتمع الملك وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، مع رؤساء الكنائس في الأردن والقدس، وممثلين عن أوقاف وهيئات مقدسية إسلامية، وتمنى أن يكون العام المقبل خيراً على الجميع. 

وقال غبطة البطريرك بيرباتيستا بتسابلا، بطريرك اللاتين في القدس، إن الأعياد الميلادية تأتي هذا العام بظروف خاصة، بسبب جائحة كورونا، مشيداً بالجهود التي يبذلها الأردن، بتوجيهات ملكية، خاصة الكوادر الطبية والأجهزة الأمنية والجيش، الذين يسهرون دوماً على سلامة الإنسان وأمن الوطن. 

z22
الأردنيون المسيحيون

فرحة غير مكتملة 

ويعيش المسيحيون في الأردن، أعياد الميلاد وسط أجزاء استثنائية فرضتها قيود مواجهة كورونا المعمول بها في الأردن، خشية تفشي الوباء.  

ويتذكر المسيحيون وسط فرحتهم هذه “غير المكتملة” مبادئ ومعاني الميلاد ورسالة السيد المسيح الداعية إلى السلام. 

وقال رئيس كنيسة الروم الكاثوليك في صافوط الأب محمد شرايحة “أمنيات كثيرة، الصحة أولها معلقة على شجرة الميلاد هذا العام”. 

 وأضاف شرايحة أننا نحتفل في كل أرجاء المسكونة بعيد ميلاد المسيح ولأول مرة بالتاريخ، متباعدين مع أقصى درجات الحيطة والحذر من تداعيات انتشار وباء كورونا المستجد وطفراته المتعددة. 

وأشار في كلمة له إلى أن أجواء الميلاد العام الحالي، استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى حتى رجال الدين المسيحي، وجهوا خطابهم الديني نحو المؤمنين بالسماح لكبار السن والأطفال بالاحتفال بالعيد من المنازل، عبر متابعة طقوس العيد وصلواته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات المرئي والمسموع. 

وبين شرايحة أن الأصل في الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، هو الفرح والمسرة والسلام والاحتفال بصاحب العيد وليس بالعيد بحد ذاته، أي بمظاهره الخارجية. 

ولفت إلى أن عيد الميلاد هذا العام، برغم الأزمة أصبح فرصة لاكتشاف الذات وأهل البيت الواحد للتركيز على جوهر العيد، وهو عيش قيم واخلاقيات السيد المسيح بالمحبة وأعمال البرّ والتقوى والتسامح والعدل. 

الأمن الأردني

خطة أمنية شاملة  

وتزامناً مع أعياد الميلاد المجيدة، نفذت مديرية الأمن العام في الأردن، خطة أمنية حول الكنائس وفي الأسواق، تضمنت كذلك دوريات متحركة وثابتة ونقاط غلق لتعزيز الطمأنينة ولتقديم الخدمة لمحتاجيها. 

وقال مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة إن رجال الأمن العام ومن كافة تشكيلاتهم يواصلون الليل بالنهار للقيام بواجباتهم بأعلى درجات المهنية والحرفية للحفاظ على الأمن والاستقرار وإنفاذ القانون ووضع حد لكل من يحاول التعدي عليه أو الإخلال به وبكل حزم ودون أي تهاون. 

وأكد الحواتمة خلال ترأسه لاجتماع أمني على بدء الانتشار الأمني وتنفيذ الخطط الأمنية المتزامنة مع أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، ولغاية انتهاء الاحتفالات كافة بتلك المناسبات. 

وشدد مدير الأمن العام، على ضرورة تطبيق الخطط الأمنية الموضوعة والمرورية عند الكنائس وتعزيز الانتشار الأمني حولها وتكثيف وتفعيل نقاط الغلق والدوريات الآلية والراجلة وإشراك مسعفين من الدفاع المدني للمساعدة وتقديم العون الطبي الإسعافي، وإنفاذ أوامر الدفاع ومنع التجمعات ومراقبة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء وسائل السلامة العامة. 

تاريخ حافل بالتعايش  

لطالما قدم الأردن، نموذجا متميزا للتعايش والتعددية الدينية، أثارت إعجاب العالم أجمع، فإنه يلاحظ بأنه الطبيعة الاجتماعية للمسيحيين في المملكة لا تختلف عن أقرانهم المسلمين أبداً. 

ولأن جائحة كورونا، عطلت من تجمع المسلمين في منازل المسيحيين ومشاركتهم لهم في احتفالاتهم الميدانية، فقد عجت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بتبادل التهاني بينهم.  

ويحفل الأردن، بتاريخ طويل من التعايش والتسامح بين الأديان توج بمبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع عام 2010، لتصبح حدثا رسميا تحييه المنظمة الدولية في الأسبوع الأول من  شباط فبراير من كل عام.  

ربما يعجبك أيضا