الانتقام الصعب لـ «سليماني».. «إسرائيل» قد تكون الهدف وليست أمريكا!

يوسف بنده

رؤية

كان الجيش الإسرائيلي، قد أكد يوم الجمعة الماضي، أن “تل أبيب تراقب تحركات إيران في المنطقة”، متوقعا أن “يأتي الخطر من العراق واليمن”، ومؤكدا أن “الغواصات الإسرائيلية تبحر إلى أماكن مختلفة بعيدة وقريبة”.

وقال هيداي زيلبرمان، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، في حديث خاص مع موقع “إيلاف”، إن “إيران قد تهاجم إسرائيل من العراق أو من اليمن”، مضيفا: “لدينا معلومات أن إيران تطور هناك طائرات مسيرة وصواريخ ذكية تستطيع الوصول إلى إسرائيل”.

فيما حذر مسؤول إيراني من أن بلاده “ستعتبر وصول غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج عملا عدائيا”. وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل عَمّويي، في تصريحات مع قناة “الجزيرة”، إنه “إذا ما وصلت غواصة إسرائيلية إلى الخليج، فإن بلاده ستعتبر ذلك عملا عدائيا ومن حقنا الثأر حينئذ”.

وخاطب عمویی الإسرائيلیین قائلاً: إنه يوجّه رسالة واضحة لهم، مفادها أن عليهم أن يكونوا حذرين، وأنه إذا وصلت غواصة إسرائيلية إلى مياه الخليج فستكون هدفاً رائعاً بالنسبة لنا، مؤكداً أن إحضار الإسرائيليين بالقرب من إيران، قد يخلق مشاكل لدول الجوار.

وبشأن اتهام بلاده بتوجيه مجموعات عراقية للقيام بأعمال عسكرية نيابة عنها، قال عمویی: إن لبلاده علاقات مع المجموعات العراقية لكن هذا لا يعني أنها تحتاج لمساعدتها. وأضاف: أن طهران إذا أرادت أن تقوم بعمل انتقامي فستفعل ذلك بشكل رسمي، ولا تحتاج لوكلاء للقيام بهجمات ضد “إسرائيل”.

كما قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام «محسن رضائي»: إن موضوع اقتراب “إسرائيل” من حدود البلاد في الإمارات والبحرين والقوقاز يعتبر مسألة تتعلق بأمننا القومي، ويجب أن تحظى باهتمامنا.

الرصد عبر اليمن

وفيما يظهر التنسيق بين الإيرانيين ومليشياتها في اليمن، أكد نائب رئيس الحكومة اليمنية لشؤون الدفاع والأمن، جلال الرويشان، أن العدو الصهيوني بدأ بالتحرك عسكرياً في المنطقة بعد التطبيع مع بعض دول الخليج. ولفت الرويشان، في حديث لقناة المسيرة، إلى أن تل أبيب تحاول حالياً إيجاد تهديدات ومبررات للتقدم عسكرياً إلى المنطقة، مشدداً على أن ما فشلوا في إنجازه خلال 6 سنوات لن یتمكنوا من إنجازه في شهر وحتى في ولاية بايدن.

وأشار إلى أن التصريحات الإسرائيلية حول اليمن تهدف إلى طمأنة الدول المطبعة، مشددا على أن صنعاء قادرة على ضرب أهداف إسرائيلية حساسة في حال ارتكبت أي حماقة ضد اليمن.

تحرك في العراق

وقد أفادت جريدة “القبس” الكويتية بأن “الحرس الثوري” الإيراني نقل صواريخ “آرش” الموجهة قصيرة المدى الدقيقة وطائرات مسيرة محلية الصنع إلى أنصاره في العراق.

ونقلت الجريدة السبت عن مصادر إيرانية مطلعة قولها إن عملية نقل هذه الأسلحة إلى العراق أجريت على مرحلتين، موضحة أنها نقلت أولا من طهران إلى معسكر كوثر، وهو من أكبر المعسكرات في غرب الأحواز، ثم إلى العراق عبر منفذ شلمجة الحدودي.

وكشف التقرير أن “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” لم يضع هذه الصواريخ والطائرات المسيرة تحت تصرف “فصائل المقاومة العراقية”، بل تم تخزيها في مواقع ومعسكرات شديدة الحراسة تابعة للفصائل المسلحة العراقية المقربة من طهران في المحافظات الجنوبية العراقية تحت إشراف ضباط وعناصر من “فيلق القدس”.

وأوضح التقرير أن إيران أرسلت إلى العراق مع هذه الأسلحة وحدتين من خيرة ضباط الحرس الثوري المختصين بإطلاق الصواريخ ووحدة الطائرات المسيرة، مشيرة إلى أن هؤلاء العناصر يتلقون الأوامر مباشرة من قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني الذي زار العراق مؤخرا.

وحسب التقرير، قد يشن “الحرس “الثوري” بهذه الأسلحة في الأسابيع المقبلة هجمات على عدة أهداف لا تقتصر على العراق فحسب، بل قد تشمل بعض دول المنطقة، وذلك بعد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف “إرباك حسابات” خلفه جو بايدن في المنقطة.

وزعم التقرير أن قاآني خلال زيارته الأخيرة للعراق بحث مع عدد من قادة الفصائل العراقية إمكانية اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل مباشرة ردا على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده قرب طهران في نوفمبر.

رد إيراني محتمل

يقول الخبير في شئون الشرق الأوسط، خيرالله خيرالله، في تقرير له: ما لا مفرّ من الاعتراف به، هو أنّ إيران في حاجة إلى الردّ، إما على اغتيال سليماني أو على اغتيال العالم النووي. تحتاج إلى الردّ في هذه الأيّام بالذات في ذكرى مرور سنة على تصفية قائد «فيلق القدس» من جهة وكي تدخل في أي مفاوضات جديدة في شأن ملفّها النووي مع إدارة بايدن من موقع قوّة من جهة أخرى.

لكن، يصعب على إدارة أميركية، أيّ إدارة أميركية، الإقدام على مغامرة عسكرية في مرحلة انتقالية تشبه المرحلة الحالية. عمليا، لا يزال دونالد ترامب رئيسا إلى العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل، لكنّ العرف المتبع في الولايات المتحدة يقضي بتفادي اتخاذ قرارات كبيرة من نوع الاشتباك مع إيران، أو غير إيران، من دون تشاور مع الإدارة الجديدة والتنسيق معها، لا لشيء سوى لان مثل هذا الاشتباك سيكون له تأثيره على عمل هذه الإدارة  بطريقة أو بأخرى وتصرفاتها وسيلزمها قرارات لا تريد أصلا اتخاذها أو التزامها.

من هذا المنطلق، من المستبعد نظريا، إقدام الإدارة الحالية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من عمرها على أي خطوة من نوع الاشتباك مع إيران. لكنّ المشكلة تكمن بكل بساطة في أن إدارة دونالد ترامب ليست إدارة عادية تنطبق عليها المقاييس التي تنطبق على الإدارات السابقة. يكفي للتأكد من ذلك ردود الفعل التي صدرت عن الرئيس الأميركي الحالي ورفضه المستمرّ لقبول نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. لا يزال ترامب يرفض، إلى الآن، الاعتراف بهزيمته أمام جو بايدن على الرغم من رفض القضاء الأميركي كلّ الطعون والقضايا التي تقدّم بها.

وفي ضوء هذه المعطيات، يظلّ واردا حصول مفاجأة ما بسبب الموقف الصعب الذي تواجهه إيران مع اقتراب الذكرى الأولى لتصفية الأميركيين لقاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الإيراني.

ربما يعجبك أيضا