تأكيد ونفي.. تخبّط داخل «النهضة» حول زيارة الغنوشي لواشنطن

محمود طلعت

محمود طلعت

حالة من الارتباك بدت واضحة داخل أروقة حركة النهضة التونسية، بعد تضارب الأنباء داخل الحركة حول حقيقة زيارة زعيمها رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي إلى واشنطن.

تخبط وارتباك

البداية جاءت عقب قيام رياض الشعيبي المستشار السياسي للغنوشي بنشر تدوينة له عبر صفحته بالفيسبوك أكد خلالها عن زيارة مرتقبة لرئيس البرلمان التونسي إلى واشنطن بدعوة من رئيسة الكونجرس الأمريكي.

ولاحقا أضاف الشعيبي لتدوينته أن «الدعوة تمّت قبل الانتخابات الرئاسيّة ولا علاقة لها بتنصيب بايدن»، مروجا بأن الهدف من الزيارة هو تعزيز العلاقات بين البلدين.

لكن حركة النهضة وعبر صفحتها على فيسبوك، نفت ما ورد في تدوينة رياض الشعيبي وبعد ساعتين فقط من نشر تدوينة الشعيبي، نشر مكتب الإعلام والاتصال للحركة بيانا ينفي فيه «سفر الغنوشي إلى واشنطن في الوقت الحالي».

محاولة يائسة

تسريب خبر زيارة الغنوشي عبر المستشار السياسي لرئيس الحركة، يثير العديد من الأسئلة حول الدوافع الحقيقية لترويج مثل هذا الخبر في وقت يتطلع فيه إلى موقف الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من الإسلام السياسي.

ويرى مراقبون أن ذلك بمثابة محاولة يائسة من حركة النهضة للترويج لنفسها على أن زعيمها يحظى بتقدير كبير لدى الدوائر الأمريكية، حيث يسعى إلى كسب موطئ قدم في واشنطن في وقت يواجه فيه غضبا شعبيا بسبب دعمه للمتطرفين.

المحلل السياسي باسل ترجمان، اعتبر أن تكذيب النهضة لخبر الزيارة بعد تدخل مصالح السفارة الأمريكية بتونس يمثل «صفعة قد تعيد لهم رشدهم».

خطاب مزدوج

من جهته أكد الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية خالد عبيد، أن النفي والتأكيد عادة دأبت عليها حركة النهضة التونسية منذ عقود، وهي تستخدم دائما الخطاب المزدوج.

وأوضح «إذا قمنا بعمل تحليل لما ذكره مستشار الغنوشي وفي نفس الوقت نفي مكتب الإعلام والاتصال، تكون لدينا قناعة بأنه فعلا هناك دعوة من رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى الغنوشي كي يأتي إلى الولايات المتحدة، لكن هذه الدعوة لم تأت من فراغ».

وأضاف «راشد الغنوشي وتنظيم الإخوان لديهم لوبي يقومون دائما باستخدامه بطريقة أو بأخرى من أجل التأثير في مراكز القرار سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ولذلك تمكن من أن يستصدر دعوة من رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتفعيل زيارة» الغنوشي إلى واشنطن

eee3ea83 8187 4d5d 8c26 3e4873a4d9cc 16x9 1200x676
راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي وزعيم حزب حركة النهضة

غضب وانتقادات

ومن خلال «البروباغندا» تقاتل حركة النهضة من أجل استرجاع قواعدها التي خسرت الكثير منها في الانتخابات العامة، بسبب إدارة الغنوشي حيث لم تكسب في الاستحقاق الانتخابي الأخير في 2019 سوى 560 ألف صوت من مليون ونصف مليون منتخب كانوا قد صوتوا لها في 2011.

كما تراجع عدد مقاعدها في البرلمان من 89 مقعدا عام 2011، إلى 67 مقعدا في 2014، ثم 52 مقعدا في 2019.

إضافة لما سبق فإن الغنوشي يواجه داخليا موجة غضب وانتقادات متواصلة داخل الحركة، ظهرت على السطح خلال الأشهر الأخيرة في شكل عريضة تطالبه بالخروج من موقعه والإعلان عن عدم ترشحه لعهدة جديدة على رأس الحركة، لكن بسبب الصراعات بين أجنحة الحركة، جرى تأجيله.

ربما يعجبك أيضا