وسط مخاوف من انتقام إيران .. الكهرباء التركية بدلًا من الغاز الإيراني في العراق

يوسف بنده

رؤية

جدد قرار طهران خفض تصديرها الغاز إلى المحطات الكهربائية العراقية، المخاوف من تفاقم أزمة توليد الكهرباء في عدة محافظات.

المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى قال، الأحد: إن الجانب الإيراني أبلغ الوزارة عزمه خفض تجهيز الغاز إلى المحطات الكهربائية العراقية من خمسة  ملايين متر مكعب إلى ثلاثة ملايين متر مكعب في اليوم، لعدم تسديد الديون المترتبة على شراء الغاز.

علما أن العراق يعاني أساسا من أزمة مالية كبيرة بسبب انتشار فيروس كورونا وضعف الإقبال العالمي على النفط وانخفاض أسعاره.

وثمة مخاوف من أن أزمة الكهرباء قد تطيح بأي حكومة في حال عدم التعامل معها.

ويبلغ الاستهلاك العراقي في ساعات الذروة خلال أشهر الشتاء حوالي 19000 ميغاوات، بينما تولد البلد 11 ألف ميغاوات، وتعتمد على الواردات لسد العجز.

ومن المقرر أن يزور وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان بغداد الثلاثاء لمناقشة الفواتير المستحقة مع نظيره العراقي.

وطالب موسى وزارة المالية العراقية بتسديد الفواتير لإيران لتجنب نقص إمداد التيار الكهربائي في بغداد ومدن أخرى.

كهرباء تركية

بدأت تركيا، امس الاثنين، تصدير الكهرباء إلى العراق، عبر خط سيلوبي زاخو لمدة 11 شهرا. ويأتي ذلك بعد منح هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا، ترخيصا لشركة (أكسا أكسن) لتجارة الطاقة، بتصدير 150  ميغاواط من الكهرباء للعراق. وبموجب العقد المبرم مع الجانب العراقي يبدأ تزويد العراق بالكهرباء ابتداءا من 28  كانون الأول الجاري وحتى الأول من تشرين الثاني المقبل. وفي وقت سابق، قالت وزارة الكهرباء إن العاصمة بغداد ومحافظات الفرات الأوسط ، تواجه خطر حدوث انقطاعات ملموسة في الكهرباء، نتيجة تقليص واردات الغاز من إيران.

يشار إلى أن تركيا تصدر الكهرباء في الوقت الراهن إلى ثلاث دول مجاورة هي جورجيا واليونان وبلغاريا.

وقال رئيس هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا، مصطفى يلماز، إن القفزات التي حققتها تركيا في قطاع الطاقة في السنوات الأخيرة تبعث على الفخر. وأوضح أن تركيا باتت بمستوى يمكنها من تلبية احتياجات جيرانها من الكهرباء، فضلا عن تلبية حاجة السوق الداخلية. وأعرب عن ثقته بأن تركيا ستزيد حجم صادراتها من الكهرباء في 2021. محليا أفاد مصدر أمني، باستهداف محطة كهرباء الكحلاء، في ميسان، بصاروخين لم يعرف مصدرهما حتى الآن.

وقال المصدر في تصريح امس إن دوي الانفجارين الذين سمعا في المناطق القريبة من الكحلاء، كانا بسبب سقوط صاروخين. وأوضح، أن الصاروخين سقطا بساحة المحطة، ولم يتسببا بأضرار في المحطة)، مشيراً إلى أن (جهة إطلاق الصاروخين ما تزال مجهولة.

مخاوف أمنية

ويبحث وفد عراقي في طهران ملف التعاون والتطورات السياسية والعلاقات الدولية . وكشفت مصادر  امس  عن إبلاغ إيران للوفد العراقي الذي أرسله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قرارها بشأن التصعيد في المنطقة والتوتر بين واشنطن وطهران. وذكرت المصادر إن وفدا عراقيا يزور طهران حاملا رسالة من رئيس الحكومة إلى المسؤولين الإيرانيين، مبينة أن هناك تفاهما مستمرا بين الحكومتين العراقية والإيرانية بعد التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران.  وأضافت، أن الإيرانيين أبلغوا الجانب العراقي أن هناك قرارا إيرانيا بعدم التصعيد في المنطقة، مشيرة إلى أن بغداد لا تتهم طهران بالتصعيد معها جراء الهجمات الصاروخية الأخيرة على المنطقة الخضراء.  وقالت المصادر أن الكاظمي أوصل رسالة إلى طهران بضرورة ضبط الفصائل الموالية لها بعدم التصعيد ولاسيما أن الفترة المتبقية من حكم الرئيس ترامب في منتهى الخطورة.

 ووصف المحلل السياسي الإيراني محمد صالح صدقيان زيارة مبعوث الكاظمي بالقول أنها لم تكن بعيدة عن اعتقال عناصر من الفصائل العراقية، كما أنها لم تكن بعيدة عن نية الفصائل القيام بعمليات عسكرية خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين بذكرى استشهاد قادة النصر، وأكد صدقيان أن المبعوث جاء بتوجيه من الجانب الأمريكي.

وذكرت وزارة الخارجية العراقية أن الوفد بحث ملفات الغاز والتوتر الإيراني ـ الأميركي، والأوضاع في المنطقة، مع وجود تفاهم وتواصل مستمر بين الحكومتين العراقية والإيرانية، خصوصاً في الوقت الراهن وبعد التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران، وأن الإيرانيين أبلغوا الجانب العراقي بأن هناك قراراً بعدم التصعيد في المنطقة.

وعقد الكاظمي اجتماعاً أمس، مع كبار قادة القوات الأمنية أكد خلاله «ضرورة عدم السماح للسلاح المنفلت بالتحرك وتهديد حرية العراقيين».

وفي وقت تستعد التيارات والتنظيمات العراقية الموالية لطهران لتنظيم فعاليات ومسيرات جماهيرية، خلال الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس، في 3 يناير المقبل، حولت القوات الأمنية العاصمة بغداد إلى ثكنة عسكرية.

وتحدثت مصادر أمنية عن رصد معلومات عن تحريك صواريخ «جراد» بمناطق في العاصمة بهدف قصف المنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأميركية.

وتزامن ذلك مع تسجيل هجوم جديد بعبوة ناسفة استهدف رتلاً تابعاً لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في الديوانية، في حادث هو الثاني من نوعه خلال 24 ساعة.

ربما يعجبك أيضا