على مسرح الجزائر.. حرب السفارات تشتعل بين واشنطن وبكين بسبب الإيغور

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

على مسرح الجزائر اشتعلت حرب كلامية بين سفارتي واشنطن وبكين في الجزائر.

البداية كانت بقيام السفارة الأمريكية لدى الجزائر بنشر تقرير صحفي عبر حسابها في «فيسبوك» حول اثنين من أصحاب المطاعم في الولايات المتحدة، يتخذان من عملها وسيلة لتوعية الزبائن حول الاضطهاد المستمر الذي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني منذ عقود ضد الإيغور في مقاطعة شينجيانغ بالصين، حسبما ذكرت «وكالة سبوتنيك الروسية».

في المقابل اتهمت السفارة الصينية لدى الجزائر، يوم الإثنين، نظيرتها الأمريكية في الجزائر، بتشويه سمعة بكين والتدخل في شؤونها الداخلية.

وعبر حسابها على «فيسبوك» قالت السفارة الصينية في بيان لها بأن «سفارة واشنطن بالجزائر نقلت على حسابها الرسمي في (فيسبوك) مقالة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية لتشويه سمعة الصين والتدخل في شؤونها الداخلية».

وسلطت الضوء على اتهامات بالعنصرية التي تمارسها واشنطن ضد المسلمين بالقول: «بالعكس، وفقًا لبيانات الاستطلاع التي صدرتها مركز بيو للأبحاث الأمريكي، هناك 75٪ من المسلمين الأمريكيين يعتقدون أن يوجد التمييز العنصري الخطير ضد المسلمين في المجتمع الأمريكي”.

وردت السفارة الصينية، بمنشور آخر: «كان ينبغي أن تركز السفارة الأمريكية على تعزيز التعاون مع الدولة التي تعتمد عليها، ولكنها دائما ما تفكر في كيفية تشويه سمعة الدول الأخرى والتدخل في شؤونها الداخلية، إنه أمر محير».

وأخيرا، قالت «إن تجاهل الحقائق وتشويه سمعة الآخرين لخدمة الأهداف الذاتية وزرع بذور الشقاق، لا شيء إلا أمر يأتي بالإضرار بالآخرين وكما لا يخدم مصلحته الذاتية، ونثق بأنه محكوم عليه بالفشل».

وتواجه الصين انتقادات دولية متصاعدة جراء معاملتها القمعية للسكان الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني، إذ يُحكى عن معسكرات للعمل القسري يُحتجز فيها أبناء تلك الأقلّية وعمليات إعدام جماعية تقوم بها السلطات الصينية بحقّهم.

وخلال مؤتمر في الفاتيكان، وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الانتقاد إلى الصين فيما يتعلق بمعاملتها للإيغور.

وأعربت الأمم المتحدة مراراً عن قلقها بعد ورود تقارير عن حملات اعتقال جماعية للإيغور، ودعت لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات “إعادة التأهيل”.

في هذا الإطار، اتّهمت حكومة بوريس جونسون بكين بانتهاكات “فظيعة” لحقوق الإنسان ضد السكان الإيغور، فيما فرضت إدارة دونالد ترمب عقوبات على مسؤولين صينيين لهم علاقة بتلك الممارسات القمعية المزعومة.

وكانت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد أكدت تلقيها الكثير من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون شخص من أقلية الإيغور في “مراكز مكافحة التطرف”.

وقالت غاي ماكدوغل، وهي من لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، إنها تشعر بالقلق إزاء تقارير عن تحول منطقة الإيغور ذات الحكم الذاتي إلى “معسكر اعتقال هائل”.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان عام 2018 إن السلطات الصينية ألقت القبض على كل من له أقارب في 26 دولة حول العالم وكل من اتصل بشخص في الخارج عبر تطبيق واتسآب.

وأظهر ناشطون من مختلف دول العالم تضامنهم مع المسلمين الإيغور الذين تضطهدهم الصين.  

ربما يعجبك أيضا