جائحة كورونا وتدابير مواجهتها تلزم الأردنيين منازلهم في ليلة رأس السنة 2021

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق                   

عمّان – يدخل الأردن سنة 2021، على وقع عام كثر فيه الموت وتعطلت عجلة الإنتاج بفعل جائحة عالمية أربكت خطط النهوض بالاقتصاد وزرعت اليأس في نفوس الناس.

ومع قرار الحكومة تقليص ساعات الحظر الليلي، وإبقاء حظر يوم الجمعة شاملا باستثناء ساعة لأداء الصلاة سيرا على الأقدام، يبدأ الأردنيون أول أيام العام الجديد وسط تدابير استثنائية غير معهودة. 

ومنذ منتصف آذار مارس الماضي، أدى تفشي فيروس كورونا المستجد في الأردن كما الحال في العالم، إلى غياب مظاهر الحياة العامة، وتلاشي الفرح بإحياء أعيادهم ومناسباتهم العامة والخاصة. 

وحُرمت مختلف القطاعات في الحياة، من الاحتفال برأس السنة الميلادية كما جرت العادة، امتثالا لأوامر وقرارات قانون الدفاع المعمول به لمواجهة تفشي جائحة كورونا. 

وبالنسبة للمسيحيين في الأردن، فإن ليلة عيد الميلاد متاح فيها التوجه إلى الكنائس بينما يوم العيد هناك حظر شامل، وصلاة القداس ستقام السبت الموالي

وطالب مجلس رؤساء الكنائس كبار السن والأطفال بمتابعة قداس عيد الميلاد من منازلهم، ودعا الجميع للالتزام بالتباعد الجسدي، وحفظ مسافة أمان خلال زيارات المعايدة، وعدم تشكيل تجمعات لأكثر من 20 شخصا داخل المنزل الواحد وذلك وفقاً لأمر الدفاع رقم (16) لسنة 2020.

منع التجمعات بكافة أشكالها

وقد أجبرت إجراءات الحظر الشامل ومنع التجوال، محبي السهر في الأردن والسكان بشكل عام على البقاء في منازلهم. 

واليوم الخميس، وجهت وزارة الصناعة والتجارة والتموين كتابا الى غرفة تجارة الأردن للتعميم على كافة المنشآت والمحلات التجارية في المملكة للالتزام بأوامر الدفاع الصادرة ومنع التجمعات بكافة أشكالها في الأسواق لا سيما في المولات والمحال التجارية الكبرى.

 وعمم الكتاب الرسمي، بضرورة التقيد بمتطلبات السلامة العامة والوقاية الصحية وذلك بمراعاة التباعد الجسدي وارتداء الكمامة والالتزام التام بأوقات الدوام المقررة وتحت طائلة المسؤولية.

وبينت الوزارة أنه يترتب على المخالف العقوبات التي حددتها أوامر الدفاع بالاضافة الى اغلاق المنشأة لمدة 14 يوما .

وجاء التعميم في ضوء ملاحظة الوزارة تزاحم المواطنين على الأسواق والمحال التجارية الكبرى في الآونة الأخيرة بمناسبة أعياد نهاية العام ما يستدعي الحرص على انفاذ التشريعات التي من شأنها المحافظة على حياة الافراد وصحتهم.

انتشار الجيش والأمن 

وسيشهد اليوم الأول من العام الجديد 2021، انتشارا كثيفا للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، على مداخل ومخارج محافظات ومدن المملكة.

كما سيتم تفعيل نقاط الغلق بالمشاركة مع الأجهزة الأمنية المختلفة، وذلك ضمن الجهود التي تبذلها القوات المسلحة، للحد من انتشار فيروس كورونا وتعزيز الإجراءات الأمنية للمحافظة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين، تزامناً مع رأس السنة الميلادية.

وتهدف عملية الانتشار التي بدأت من يوم الأربعاء وتستمر حتى صباح الإثنين القادم، إلى ضمان تقيد المواطنين بالتعليمات الصادرة بتطبيق شروط السلامة العامة والمتعلقة بأزمة فيروس كورونا (التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات) وتطبيق كل ما يسهم في الحد من انتشار الفيروس، ومساندة الأجهزة الأمنية في تنفيذ الإجراءات الأمنية والوقائية المتبعة، والتي يتم تنفذيها بشكل دوري في كافة المناسبات الوطنية والدينية.

مستجدات الحالة الوبائية 

وفي اليوم الأخير من عام 2020، سُجلت في الأردن، 19 وفاة بين المصابين بفيروس كورونا المستجد، و1427 إصابة جديدة.

وبحصيلة الخميس، يصل العدد الإجمالي للحالات المؤكد إصابتها إلى 294,494، فيما بلغت حصيلة الوفيات (3834) حالة.

وبلغ عدد الحالات النشطة حاليّاً (20,109) حالات، وإجمالي عدد الحالات المؤكّدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات (723) حالة.

كما بلغ إجمالي عدد أسرّة العزل المستخدمة في المستشفيات للحالات المؤكّدة والمشتبهة (853) بنسبة إشغال (20%)، فيما بلغ إجمالي عدد أسرّة العناية الحثيثة المستخدمة في المستشفيات للحالات المؤكّدة والمشتبهة (252) بنسبة إشغال (26%).

وبلغ إجمالي عدد أجهزة التنفّس الاصطناعي المستخدمة في المستشفيات للحالات المؤكّدة والمشتبهة (110) بنسبة إشغال (12%).

ترقب وصول اللقاح 

ومع بداية العام الجديد، يترقب الأردنيون على المستوى الرسمي والشعبي، وصول لقاح كورونا المعتمد عالميا لأراضي المملكة، والذي يتوقع أن يصل البلاد على دفعات أواخر شهر كانون الثاني يناير 2021.

والخميس، قال رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، إن وزارة الصحة تعاقدت مع شركة فايزر وتحالف كوفاكس لتأمين اللقاح ضد فيروس كورونا، لافتا إلى أن لقاح فايزر سيصل الأردن الشهر المقبل (كانون الثاني) وسيكون هناك حوالي 28 ألف جرعة شهريا.

وأشار إلى أن الحكومة وبموجب كتاب التكليف الملكي، كلفت بمهام محددة وعاجلة تمثلت باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتعافي من جائحة كورونا وقد استطاعت تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع من حيث تخفيض أعداد الإصابات وزيادة السعة الاستيعابية للمستشفيات وأسرّة العزل والعناية الحثيثة بنحو 300%.

ولفت الخصاونة إلى الإجراءات التخفيفية التي اتخذتها الحكومة حتى لا يتم إرهاق القطاع الصحي وتجنب السيناريوهات الأصعب مثل اللجوء إلى حظر شامل طويل بعد أن عانينا طويلا من الحظر الذي تم فرضه في آذار الماضي وتداعياته على العديد من القطاعات.

ربما يعجبك أيضا