مباحثات سد النهضة.. جولة أمل جديدة في انتظار موقف إثيوبي إيجابي

حسام السبكي

حسام السبكي

عام جديد يحط رحاله، والعالم في ترقب من أجل مستقبل أفضل، وحل للأزمات والخلافات العالقة، التي طال أمد بعضها، واستشرفًا لبارقة أمل جديدة، وذلك هو الحال في أزمة سد النهضة، التي دخلت عامها الـ11، خاصة في ظل تعنت إثيوبي، وصل إلى حد توزيع التهديدات هنا وهناك، بانتظار تدخل أفريقي ودولي حاسم، لإثناء أديس أبابا، عن موقفها غير الإيجابي تجاه الأزمة.

مباحثات جديدة

تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، تنطلق اليوم الأحد، جولة جديدة من المباحثات، بشأن سد النهضة الإثيوبي، يشارك بها سامح شكري وزير الخارجية المصري، والدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري المصري، عبر اجتماع سداسي سيُعقد عبر “الفيديو كونفرانس” لوزراء الخارجية والري بالدول الثلاث “مصر، السودان، وإثيوبيا” لمناقشة الموقف الراهن بشأن مفاوضات سد النهضة.

مصادر إعلامية، تكشف أن موقف مصر والسودان ثابت من ضرورة أن تسفر المفاوضات عند استئنافها عن اتفاق قانوني مُلزم للدول الثلاث بشأن السد.

وأضافت المصادر أنه لا يمكن الجزم قبل بدء الاجتماع عما إذا كان سيؤدي إلى حدوث انفراجة، أم سيواصل الجانب الإثيوبي تعنته تجاه المفاوضات.

من جانبه، ينضم السودان الأحد إلى جولة جديدة من المحادثات مع مصر وإثيوبيا في محاولة لحل الخلاف بشأن سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية سودانية.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أنّ مسؤولين من جنوب إفريقيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي سيشاركون في جولة المحادثات الجديدة.

وقالت الوكالة -نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه- إنّ السودان سيقترح منح خبراء الاتحاد الإفريقي “دورا أكبر” في المفاوضات للتوصل لاتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء السودان أن المقترح السوداني الرامي لتفعيل المفاوضات سيناقش منح دور أكبر للاتحاد الإفريقي عبر خبرائه، للوصول لاتفاق قانوني ملزم.

وأضافت أن الاجتماع سينظر في المسودة التفاهمية التي أعدها خبراء الاتحاد الأفريقي للوصول لاتفاق مرضٍ للأطراف الثلاثة.

هذا، ويأمل السودان، الذي عانى فيضانات عارمة الصيف الماضي عندما وصل النيل الأزرق إلى أعلى مستوى له منذ بدء تسجيل المستويات قبل أكثر من قرن، أن يساعد السد الجديد في تنظيم تدفق النهر.

يوفر النيل الأزرق، الذي يلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم، الغالبية العظمى من مياه النيل التي تتدفق عبر شمال السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، أوضح في تصريحات سابقة أن جنوب إفريقيا التي تترأس الاتحاد الإفريقي، دعت الدول الثلاث المعنية إلى اجتماع حول سد النهضة، الأحد.

وأجرت الدول الثلاث جولات عدة من المحادثات منذ أن شرعت إثيوبيا في تنفيذ المشروع في عام 2011 ، لكنها فشلت حتى الآن في التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل الخزان الضخم خلف سد النهضة الكهرمائي الذي يبلغ طوله 145 متراً.

وانتهت آخر جولة مفاوضات عقدت عن طريق الفيديو في أوائل نوفمبر، بدون إحراز أي تقدم.

تفاؤل أوروبي

في سياق متصل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه جهود جنوب إفريقيا لإيجاد حل لأزمة سد النهضة، داعياً جميع الأطراف إلى أهمية العودة مجدداً إلى المفاوضات.

ونقلت دائرة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي عن ممثل السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد، جوزيب بوريل، القول إن الاتفاق بشأن ملء سد النهضة الإثيوبي بأيدي الدول الثلاث: إثيوبيا والسودان ومصر.

وشدد على أنه “حان وقت العمل لا تأجيج التوترات“.

بوريل أضاف أن الاتحاد يدعم بالكامل جهود جنوب إفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، لحمل الأطراف الثلاثة على التوصل إلى حل بالتفاوض.

وأشار بوريل إلى أن “الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى استئناف وشيك واختتام ناجح لمحادثات سد النهضة”.

توتر سابق

على خلفية الاجتماع الافتراضي الذي ينطلق اليوم، لبحث أزمة سد النهضة، وفي ظل التوقعات المتباينة من اللقاء، نشير إلى أنه قبل يومين، استدعت الخارجية المصرية القائم بأعمال السفير الإثيوبي بالقاهرة، وذلك لتقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري.

وكشفت تقارير صحفية، تناقلتها وسائل الإعلام المصرية، سر التصريحات، التي أغضبت مصر وقررت بسببها استدعاء القائم بأعمال إثيوبيا في القاهرة، وجاء سبب غضب مصر هي تلك التصريحات المنسوبة للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، والتي تتضمن التعليق على أحكام قضائية.   

وقالت التقارير الصحفية: إن “المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية اتهم القاهرة بتصدير أزمة سد النهضة وتسويقها للتغطية على بعض الأزمات الداخلية”.

وخلال استدعاء القائم بالأعمال الإثيوبية، حذرت القاهرة أديس أبابا من التدخل في شؤونها الداخلية، وأكد من جانبه القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، تقدير بلاده لمصر، ووعد بأن تقدم بلاده إيضاحات للسلطات المصرية خلال أيام، بعد أن طالبت القاهرة أديس أبابا بتوضيح رسمي مكتوب حول تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية”. وأضافت التقارير “مصر حذرت الجانب الإثيوبي من خلط الأوراق حول  ملف مفاوضات سد النهضة”.

ربما يعجبك أيضا