ما قبل النهاية.. «ترامب» يلفظ أنفاسه الأخيرة في معركة الرئاسة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

بعد أن خسر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته «ترامب» كل أوراقه لإبطال فوز الرئيس «جو بايدن»، حيث رفضت كل محاكم الولايات الطعون التي تقدم بها فريقه لإعادة فرز الأصوات، متهماً خصمه في الانتخابات والحزب الديمقراطي بأنهم نجحوا فقط من خلال «أكبر عملية تزوير في التاريخ تشهدها الولايات المتحدة»، لم تبق لديه إلا ورقة واحدة يمكن أن يستخدمها، هي إلغاء نتائج الانتخابات خلال الجلسة التي يعقدها الكونجرس يوم الأربعاء المقبل، السادس من الشهر الجاري.

جلسة الكونجرس جلسة شكلية، فالأمر تم حسمه ولكن ترامب يرفض الاعتراف بالهزيمة الأمر الذي جعله يدعوا أنصاره إلى النزول إلى الشارع في العاصمة الأمريكية واشنطن في نفس موعد اجتماع الكونجرس في مواجهة صدامية عن طريق الضغط على الكونجرس لرفض الفرز الأخير وإعلان فوزه بالانتخابات .

https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1345095714687377418

يقول ترامب في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «سيقام التجمع الاحتجاجي الكبير في واشنطن، الساعة 11 صباحا، يوم 6 يناير. تفاصيل حول المكان لاحقًا»، واختتم تغريدته بعبارة: «أوقفوا السرقة»، التي يستخدمها مع أنصاره للاحتجاج على نتائج الانتخابات.

وتثير الدعوة للتجمع مخاوف من أعمال عنف جديدة، بعد التظاهرة السابقة المؤيدة لترامب التي شاركت فيها مجموعة «براود بويز» فى 12 ديسمبر الماضي، عندما تعرض خلالها العديد من الأشخاص للطعن، وأوقف فيها عشرات الأشخاص.

نساء من أجل أمريكا

كتبت منظمة «نساء من أجل أمريكا أولا» على موقعها: «الديمقراطيون يخططون لحرمان الجمهوريين من أصواتهم وإبطالها. الأمر متروك للشعب الأمريكي لإيقافه. جنبا إلى جنب مع الرئيس ترامب، سنبذل كل ما في وسعنا لضمان نزاهة هذه الانتخابات لصالح الأمة. يرجى الانضمام إلينا في واشنطن العاصمة يوم الأربعاء 6 يناير 2021».

وفقا للنتائج الرسمية، جمع بايدن 306 أصوات انتخابية مقابل 232 صوتا للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. ومع ذلك، رفض ترامب التنازل، مدعيا تزوير الناخبين، رغم أن حملته خسرت ما يقرب من 60 طعنا قانونيا تم تقديمها خلال الشهر الماضي.

أوقفوا سرقة الأصوات

الخوف أن تتحول التظاهرة التي دعا إليها ترامب إلى أعمال عنف قد يتسع مداها في حال ثبّت الكونجرس فوز بايدن، خصوصاً أن الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «أوقفوا السرقة» أعلنت في بيان لها: «نحن الشعب علينا النزول إلى ساحة الكابيتول، والقول لأعضاء الكونجرس لا تصادقوا» على النتيجة.

المعركة الأخيرة

114110066 tv062350665

في جلسة الأربعاء يفترض أن يترأس نائب الرئيس «مايك بنس» الجلسة، حيث يقرأ الوثائق الرسمية التي تعلن عدد أصوات المجمع الانتخابي في كل ولاية، ومن ثمَّ يعلن الفائز، حيث يفترض أن تكون العملية شكلية كما جرت العادة في الانتخابات السابقة، لكن ترامب يحاول مع بعض مساعديه قلب نتيجة الانتخابات لصالحه في معركة أخيرة ليس من السهل أن يقلبها لمصلحته، حتى وإن قام عضو مجلس النواب الجمهوري لوي غومرت برفع دعوى قضائية ضد نائب الرئيس بنس، في محاولة لتغيير القواعد التي تحكم عملية فرز أصوات المجمع الانتخابي. وتسعى المحاولة إلى السماح لبنس بتجاهل ناخبي بايدن في ست ولايات، واستبدالهم بقوائم ناخبي ترامب، حيث تستند الدعوى القضائية إلى قانون صدر العام 1887، وهو قانون يحكم عملية فرز أصوات المجمع، ويلزم «بنس» بممارسة سلطة جمع واختيار الأصوات التي سيتم فرزها فقط، إذ يتمتع «بنس» بموجب الدعوى بالحق المطلق في تحديد القائمة التي ستحتسب في عملية جمع الأصوات، أو عدم احتساب أي صوت على الإطلاق من الولايات المتنازع عليها.

«بنس» لم يحسم موقفه بعد من هذه المسألة، وكذلك القاضي الفيدرالي الذي عليه أن يصدر الحكم قبل السادس من الشهر الجاري، لكن العديد من الخبراء القانونيين يرجحون فشل هذه المحاولة، مثلما فشلت المحاولات السابقة.

حق الفيتو

في انتكاسة جديدة لترامب، رفض قاض دعوى رفعها نائب في تكساس وجمهوريون آخرون ضد نائب الرئيس مايك بنس تسعى لإلغاء فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بانتخابات الرئاسة.

يأتي ذلك فيما بادر الجمهوريون، رفاق الرئيس الأمريكي فى الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ، بإبطال حق ترامب في النقض (الفيتو)، للمرة الأولى خلال ولايته، ليقروا مشروع قانون الإنفاق الدفاعي رغم اعتراضاته القوية.

وفى جلسة نادرة في أول أيام 2021، صوّت مجلس الشيوخ بموافقة 81 صوتا مقابل 13 محققًا أغلبية الثلثين المطلوبة لإبطال الفيتو الرئاسي بدعم من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، قبل يومين من أداء الكونجرس الجديد للقسم اليوم.

تقول «نانسي بيلوسي»، رئيسة مجلس النواب، وأبرز عضو ديمقراطي في الكونجرس، إن فيتو ترامب كان «عملاً من أعمال التهور المذهلة التي تضر بقواتنا وتعرض أمننا للخطر، وتقوض إرادة الكونجرس المكون من الحزبين». وقالت في بيان: «في الوقت الذي تم فيه استهداف بلدنا مؤخرًا بهجوم سيبراني ضخم، يصعب علينا فهم السبب وراء حالة اللامسؤولية التي أبداها الرئيس».

كما اتهم مستشار الأمن القومى الأمريكي السابق، جون بولتون، الرئيس ترامب بالسعي إلى تمزيق الحزب الجمهوري مع اتساع رقعة الخلاف بين الرئيس وبعض قيادات الحزب.

وكتب بولتون عبر «تويتر»، السبت: «يبدو أن آخر أهداف ترامب هو تمزيق حزبه، إنه يوقد بنفسه نار جنازته السياسية من خلال مهاجمته الجمهوريين الذين تجرؤوا على رفض الخضوع له».

تناقض قانوني

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قد طلب من أحد القضاة، في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي، رفض دعوى قضائية رفعها عليه نائب جمهوري لدفعه إلى قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية 2020 ، وكانت الدعوى تهدف إلى توسيع سلطته ليجوز له اختيار أعضاء المجمع الانتخابي وبالتالي يمكنه إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية وقلبها لصالح الرئيس دونالد ترامب.

نائب الرئيس الأمريكي قدم الطلب لقاضي فدرالي في تكساس بحجة أنه لا يعتبر مدعى عليه مناسباً لرفع دعوى ضده بشأن هذه القضية. فيما قال محامي بوزارة العدل إن رفع دعوى ضد نائب الرئيس بنس لتوسيع سلطاته هي “تناقض قانوني“.

وقالت الصحيفة: إن هذه الخطوة ستأتي بمثابة خيبة أمل لمؤيدي الرئيس ترامب ، الذين كانوا يأملون في أن يحاول بنس رفض بعض أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية للرئيس المنتخب جو بايدن والاعتراف بأصوات ترامب بدلاً من ذلك عندما يجتمع الكونغرس الأسبوع المقبل للتصديق على نتائج انتخابات نوفمبر 2020.

وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى أن ترامب يعول كثيرا على نائبه لقلب نتيجة الانتخابات التي فاز بها منافسه الديموقراطي جو بايدن. إلا أنه وفيما يبدو أن بنس فضل التهرب من القيام بهذه الخطوة ومخالفة ترامب وطموحاته بالبقاء في البيت الأبيض لـ 4 سنوات أخرى.

ربما يعجبك أيضا