برعاية أمريكية ومجلس التعاون.. قمة تاريخية في السعودية لعودة الوحدة الخليجية

حسام السبكي

حسام السبكي

بعد الأحاديث التي دارت خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، عن انفراجة بشأن الأزمة الخليجية، فقد تسفر الساعات القليلة المقبلة، عن اتفاق شاملة للمصالحة، برعاية أمريكية، وبمباركة من مجلس التعاون، يأتي ذلك عشية القمة الخليجية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة أمير قطر، للمرة الأولى على مستوى القمم العربية والخليجية.

المصالحة الخليجية

مع حلول مساء أمس الإثنين، أعلن وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر الصباح، الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر، اعتبارا من مساء الإثنين.

وأوضح الوزير الكويتي، أن هذا الاتفاق يأتي ضمن توقيع “بيان العلا” الذي يعد إيذانا ببدء صفحة مشرقة في “العلاقات الأخوية الخالية من أي عوارض تشوبها”.

وأضاف، أن أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أجرى اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وأضاف وزير الخارجية الكويتي، أنه جرى التأكيد على حرص الجميع على وحدة الصف ولم الشمل وجمع الكلمة.

في غضون ذلك، قال مجلس الوزراء الكويتي إنه يتطلع بعين الثقة والتفاؤل إلى أعمال الدورة 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المقرر عقدها في محافظة العلا بالسعودية يوم الثلاثاء.

وأعرب مجلس الوزراء الكويتي -في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي، الذي عقد يوم الإثنين بقصر السيف برئاسة رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح- عن أمله في أن يوفق القادة في كل ما من شأنه تكريس وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وتضامنها، وفقا لوكالة “كونا”.

كما أعرب عن أمله في أن يوفق القادة في دفع مسيرة المجلس والحفاظ على كيانه، خاصة في ظل التحديات الخطرة والظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة والعالم، وتحقيق الآمال والطموحات المنشودة ويلبي تطلعات شعوبها.

الموقف السعودي

من جانبه، قال محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، مساء الإثنين، إن سياسة المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية.

وأكد ولي العهد السعودي: “سنسعى خلال القمة لترجمة تطلعات السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي للم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة”.

وفيما يلي نص التصريح بحب “واس”:

صرح الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أن سياسة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول مجلس التعاون والدول العربية وتسخير كافة جهودها لما فيه خير شعوبها وبما يحقق أمنها واستقرارها.

وأكد أن قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ستكون -بحول الله- قمة جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وستترجم من خلالها تطلعات خادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا.

وسأل العلي القدير أن يديم على دول المجلس أمنها واستقرارها وتكاتفها وتلاحم شعوبها”.

رعاية أمريكية

على الصعيد الدولي، أعلن مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه تم التوصل إلى انفراجة في الخلاف بين قطر والسعودية وبلدان أخرى والتوقيع الثلاثاء على اتفاق لإنهاء الخلاف.

وأكد المسؤول حسبما نقلت عنه وكالة “رويترز”، أن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر ساعد في التفاوض على الاتفاق وسيحضر مراسم التوقيع مع اثنين من المسؤولين الآخرين.

وتابع أن “الاتفاق يقضي بوقف المقاطعة الخليجية لقطر وبتخلي الدوحة عن الدعاوى القضائية المرتبطة به”. وأعلن وزير الخارجية الكويتي، أن السعودية وقطر اتفقتا على فتح الأجواء والحدود بين الدولتين اعتبارًا من مساء الإثنين.

مباركة وترحيب خليجي

خليجيًا، رحب الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاثنين، بفتح الأجواء الجوية و الحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، والذي أعلن عنه وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح بعد اتصالات هاتفية أجراها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت مع كلا من الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، مساء الإثنين .

وأكد الحجرف -في بيان بحسب “واس”- بأن هذه الخطوة والتي تأتي عشية انعقاد الدورة 41 للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في قمة العلا والتي تنطلق أعمالها اليوم الثلاثاء، إنما يعكس الحرص الكبير و الجهود الصادقة التي تبذل لضمان نجاح القمة والتي تنعقد في ظل ظروف استثنائيه و يعلق عليها أبناء مجلس التعاون الكثير من الآمال بهدف تعزيز قوة ومنعة المجلس و تماسكه و الحفاظ على مكتسباته و كذلك قدرته على تجاوز كل المعوقات والتحديات بفضل الله ثم بحكمة وحنكة قادة دول المجلس والتي كانت دائما المرجع والملاذ في مواجهة التحديات التي تعترض مسيرة المجلس والذي يمثل الخيار الاستراتيجي لدولة والبيت الكبير الذي يحتضن أبناءه.

وأكد الحجرف، أن أبناء مجلس التعاون إذ يستبشرون بهذه الخطوة يتطلعون إلى تعزيز وتقوية البيت الخليجي و النظر للمستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط و متراص يعمل لخدمة دوله وشعوبه ويدفع بعجلة التنمية والتقدم والأمن والاستقرار.

ورفع الحجرف الشكر والتقدير والتهنئة لصاحب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في هذا اليوم المبارك وإلى أبناء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، والذين يشهدون بداية مرحلة جديدة من مسيرتنا المباركة يقودها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بعون الله وتوفيقه لتحقيق الخير والنماء والأمن والازدهار للمجلس و دوله وأبنائه.

وختم الحجرف حديثه بالدعاء لله أن يحفظ مجلس التعاون ويحفظ قادته وشعوبه من كل شر و مكروه ليستمر في أداء مهامه في تعزيز التضامن الخليجي والعربي ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

من جانبه

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش -في تغريدة على “تويتر” مساء يوم الإثنين- إن المنطقة أمام قمة تاريخية في العلا نعيد من خلالها اللحمة الخليجية.

وأضاف: “نحرص عبرها أن يكون أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الأولوية الأولى”.

وتابع: “أمامنا المزيد من العمل ونحن في الاتجاه الصحيح”.

ربما يعجبك أيضا