«بهولندا».. الأسوأ ينتظر اللاجئين بعد تفشي كورونا في مراكزهم

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – تعاني مراكز اللجوء بهولندا  منذ أشهر من الاكتظاظ، وصعوبة احتواء تفشي كورونا فيها. وكانت وزيرة الدولة لشؤون اللجوء بروكرس-كنول ووزيرة الداخلية أولونغ قد حذرتا منذ نوفمبر الماضي من احتمال اللجوء إلى إجراءات استثنائية مثل استئجار فنادق أو سفن.

كارثة بمركز أسن

في مركز طالبي اللجوء بمدينة أسن  مؤخرا، أصيب 35 مقيماً وموظف واحد بفيروس كورونا. تم عزل الذين تم اختبارهم بشكل إيجابي في الحجر الصحي ويتم اختبار من هم معرضين للخطر كإجراء احترازي، وذلك وفقاً لتقرير الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA).

وتعمل COA مع GGD ومنطقة الأمان في ديرينتى لتحديد خطوات المتابعة الضرورية. مركز طالبي اللجوء في أسن يضم حوالي 950 مقيمًا.كما أصيب بعض المقيمين في مراكز طالبي اللجوء في هوجا فين و زي ويل. تم وضع المقيمين هناك أيضاً في العزل والحجر الصحي لمنع انتشار الفيروس.

السيناريو الأسوأ

السيناريو الأسوأ قادم، هكذا وصف الإعلام الحالة في مراكز اللجوء، وأكدوا أنه ربما يتم اللجوء إلى “مراكز إيواء الطوارئ” كما حصل أثناء أزمة اللاجئين عام 2015، حيث تم تزويد صالات رياضية وصالات عرض تجارية بأسرة النوم لتجنب اضطرار اللاجئين للنوم في العراء.

وفقاً لهيئة الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء وحسب  ما نشر في نيدرلاند نيوز الهولندية أن مراكز اللجوء حالياً ممتلئة بنسبة 95 بالمائة. يعزى هذا الاكتظاظ إلى عدة أسباب. بسبب النقص في المساكن ما زال هناك 8300 لاجئ حاصل على الإقامة في مراكز اللاجئين بانتظار تخصيص مساكن لهم من البلديات التي حولوا إليها. هذا الرقم سيرتفع أكثر لأن دائرة الهجرة مصلحة الهجرة تقوم حالياً بإنجاز ملفات متأخرة لأكثر من عامين.

وزيرة الدولة بروكرس-كنول تصف عدم النجاح في توفير الأماكن بأنه مقلق: “المهمة واضحة وعاجلة. نحن بحاجة في وقت قريب جداً إلى مواقع إيواء إضافية. الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء لم تعد تملك ما يكفي، وقد بدأت بإجراءات لتجنب حدوث أزمة، مثل استئجار منتجعات سياحية وعقارات تجارية.

تقول وزيرة الدولة إنها تتفهم ضخامة المهام المطلوبة على المستوى البلدي، لكنها تشير أيضاً إلى المسؤولية المشتركة في توفير أماكن إيواء ملائمة لطالبي اللجوء. لا تريد السيدة بروكرس-كنول استباق الأحداث في ما يخص الحاجة لمراكز الطوارئ: “يتركز جهدنا حالياً على تجنب حدوث ذلك، لأن ذلك سيسبب متاعب لطالبي اللجوء والبلديات على حد سواء. إنه أمر لا نرغب بحدوثه.

لم تنجح هيئة استقبال اللاجئين  في توفير مساكن الإيواء

وحسب التقرير لم تنجح هيئة استقبال اللاجئين  في توفير المزيد من أماكن إيواء اللاجئين. وهذا يعني أن اللجوء إلى مراكز الطوارئ على وشك الحدوث. تبحث الهيئة منذ نوفمبر 2019 عن أماكن لخمسة آلاف شخص إضافي للتخفيف عن مراكز اللجوء التي تعاني من الاكتظاظ.

نداء حكومي

وجهت الحكومة مؤخراً نداءً ملحاً إلى المقاطعات لتوفر كل مقاطعة 417 مكان إضافي. كما طلبت من البلديات عدم إغلاق مراكز اللجوء الحالية أو استبدالها إذا انتهت عقودها، حتى الآن لم تتم الموافقة إلا على 800 مكان. في مقاطعات برابانت و خرونينغن وفريسلاند يبدو أن هناك تجاوباً مع الطلب، لكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت. في المقاطعات الأخرى لم ينجح الأمر حتى الآن.

شروط الاستقبال

يتولى عضو المجلس البلدي جان بول هايمان فإن هولست مهمة تنسيق عملية البحث عن مواقع للاجئين في محافظة زيلاند. وهو يبدي أسفه لعدم النجاح، إذ أن زيلاند كانت دائماً مرحبة باللاجئين. لكن ربما نطلب منها الكثير، كما يقول هاورد متنهداً، زيلاند ليست المحافظة الملائمة لاستقبال اللاجئين”.

ويوضح بالقول: “المواصلات العامة هنا قليلة جداً، نحن ليس لدينا حتى خط قطارات. هناك شح في توفر المساكن. سيكون من المفيد، لكسب دعم السكان أيضاً، أن نحصل على شيء في المقابل: بناء 5000 مسكن مثلاً، وتحسين المواصلات العامة.

تصف محافظة جيلدرلاند القضية بأنها “قضية معقدة، سواء من الناحية الإدارية أو من ناحية الدعم المجتمعي.” هناك أيضاً من الصعب العثور على مواقع ملائمة. كما إن المحافظة تقول إنها توفر الآن نسبياً الكثير من أماكن الإيواء.

محافظة ليمبورغ ما زال عليها تعويض نقص كبير آخر. “ليس المطلوب هناك توفير 417 مكاناً جديداً بل 1561. السبب هو أن مواقع إيواء أخرى ستغلق حسب المواعيد، مثل مركز اللاجئين في فيرت. علينا تعويضه بأماكن أخرى. ولا يمكن إنجاز ذلك هذا العام، على حد تصريح من إدارة المقاطعة.

انخفاض كبير في عدد طلبات اللجوء هذا العام

حتى شهر نوفمبر 2020 قدَّم 12 ألفاً و462 شخصاً طلب لجوء في هولندا. وهو عدد أقل بكثير من عام 2019، لأسباب في مقدمتها إجراءات كورونا، حيث قدَّم حينها 22 ألفاً و533 شخصاً طلبات لجوء أولى، عام 2015 كان عام الذروة من حيث عدد طالبي اللجوء في هولندا (43.093). آنذاك تم اللجوء إلى فتح مراكز طوارئ للإيواء. سببت الحرب في سوريا في ذلك العام تدفقاً كبيرا للاجئين.

ربما يعجبك أيضا