تطورات المشهد في أمريكا.. هل يخطط ترامب لـ«انقلاب»؟

رؤية – محمد عبدالله

تطورات متلاحقة في المشهد الأمريكي عقب دعوة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أنصاره للنزول إلى الشارع والتوجه نحو مبنى الكونجرس واقتحامه في مشهد فوضوي وغريب على الساحة الأمريكية، خاصة وأنه يأتي بالتزامن مع جلسة الكونجرس للتصديق على انتخاب المرشح الديمقراطي، جو بايدن، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

سرقة الانتخابات

أمام حشد كبير من أنصاره، هاجم ترامب الإعلام الأمريكي خلال خطابه قائلا «مئات الآلاف يشاركون في هذه التظاهرة ولكن الإعلام لن يظهر ذلك، الإعلام هو أكبر مشكلة واجهتنا وهو مساهم في تزييف الانتخابات».

وقال ترامب إن انتخابات نوفمبر هي «الأكثر فسادا في تاريخ البلاد».

وتابع « لا نريد أن نرى فوزا انتخابيا يسرق من قبل الديمقراطيين.. لن نستسلم أبدا أمام سرقة الانتخابات.. سأقدم لكم أدلة تثبت أننا فزنا في هذه الانتخابات».

وأوضح ترامب أنه حصل «على 75 مليون صوت انتخابي ومع ذلك يقولون إنني لم أفز.. دولتنا سئمت من هذه الأشياء، ولن نتحمل أكثر».

وعاد ليضيف «كانت هناك أدلة موثقة بأننا فزنا بشكل كاسح، لم تكن النتائج متقاربة.. هل تصدقون أن بايدن حصل على أكثر من 80 مليون صوت؟ لابد أن هذه مزحة».

واعتبر ترامب أن «انتخابات دول العالم الثالث أكثر عدالة من الانتخابات التي شهدتها بلادنا هذا العام» . مضيفا أنه تم احتساب أصوات 8 آلاف شخص من الأموات.

ترامب لـ«بنس»: طلب أخير

وحث الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته في 20 يناير، نائبه مايك بنس على رفض التصديق على فوز بايدن في الكونغرس.

وقال «أمل من بنس أن يفعل الشيء الصحيح ويعيد الموضوع إلى الولايات لإعادة التصديق وسأكون رئيسا وستكونون أسعد الناس.» ليرد بنس: دوري في التصديق على نتائج الانتخابات احتفالي فقط، وهو ما وصفه ترامب بـ«المخيب».

كما هاجم ترامب حزبه الجمهوري قائلا «الكثيرون في الحزب الجمهوري تنقصهم الشجاعة».

اقتحام الكونجرس

وتوجه ترامب إلى أنصاره قائلا «أمشي معكم من هنا إلى مبنى الكونغرس لنطلب من أعضائه القيام بالعمل السليم» حيث قام أنصاره بإزالة السياج حول مبنى الكونجرس، ما أدى إلى تأجيل الجلسة الحاسمة. قبل أن يقتحموا المبنى من الداخل، ويحدث اشتباك بين الشرطة وأنصار ترامب في مشهد دموي بامتيار فضحته عدسات المصورين.

ترامب وفي خضم هذه التظورات المتلاحقة والدماء المتناثرة على أبواب الكونجرس،خاطب أنصاره عبر تويتر، أن يتحلوا بالسلمية واحترام القانون.

ويؤكد ترامب منذ أسابيع أن الديموقراطيين «سرقوا الانتخابات» عبر عمليات تزوير التصويت عبر البريد، الذي جرى بأعداد كبرى هذه السنة بسبب انتشار وباء كوفيد-19. لكن محاولاته لإبطال نتيجة الانتخابات في عدة ولايات رئيسية والطعون القضائية التي قدمها كلها فشلت، ولم يتمكن محاموه من تقديم أي دليل على حصول تزوير، لتأتي التظورات الأخيرة التي بلغت ذروتها باقتحام مبنى الكونجرس، ليطرح العديد من التساؤلات حول نوايا ترامب في الانقلاب على نتائج الانتخابات، لا سيما وأن هذه التطورات تزامنت مع جلسة الكونجرس للتصديق على فوز بايدن في السباق الرئاسي.