مصرف الحزب الأسود.. شريان حياة «نصرالله» يواجه شبح الإفلاس

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مؤسسة القرض الحسن أو كما يحلو للبعض تسميتها بـ«مصرف الحزب الأسود» يعود اسمها إلى الواجهة مجددا بعد حديث زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصرالله، في لقاء متلفز مؤخرا حاول من خلاله طمأنة المتعاملين مع المؤسسة بأن وضعها جيد، بينما تتحدث تقارير أخرى أن المؤسسة تتجه إلى الإفلاس.

تصريحات نصرالله تأتي بعد تعرّض تلك المؤسسة قبل أكثر من أسبوع لعملية قرصنة من قبل مجموعة قراصنة إلكترونيين أطلقت على نفسها اسم Spiderz واخترقت حسابات كافة فروعها.

خارج الشرعية

يطرح تساؤل نفسه، حول مدى شرعية تلك المؤسسة، وعما إذا كان عملها يساهم في تغذية الاقتصاد الأسود؟ وهل كانت أحد أسباب الانهيار المالي في لبنان؟

عمليات القرصنة أكدت ما يدركه الكثير من اللبنانيين وهو أن هذه المؤسسة التابعة لميليشيا حزب الله والتي يقتصر تعاملها مع أنصار الحزب والبيئة الحاضنة لها، تعمل بموجب قانون الجمعيات في البلاد وهي مرخصة من قبل وزارة الداخلية اللبنانية عام 1987.

غير أنها تقوم بعمل المصارف، ما يستوجب حصولها على ترخيص من قبل مصرف لبنان وخضوعها للقوانين المتعلقة بدفع الضرائب وتبييض الأموال وغيرها، ولكن هي غير موجودة على لائحة المصارف المرخصة من قبل البنك المركزي فضلا عن أن طريقة تمويلها غير معروفة.

القرض الحسن

تبييض أموال

لمؤسسة القرض الحسن نشاط مصرفي رئيسي وهو تقديم القروض صغيرة الحجم لآجال قصيرة، مقابل ضمان للمشتركين الذين يودعون الأموال فيها على أساس شهري. كما أنها تعطي قروضاً مقابل ضمانات من ذهب، بحيث يضع المقترض «ضمانة» عبارة عن كمية من الذهب لدى المؤسسة في مقابل حصوله على قرض، وتحتفظ بها الجمعية حتى يتم سداد القرض.

ومرة جديدة وبحسب مصادر مصرفية، فإن التسليف يحتاج إلى رخصة من قبل مصرف لبنان، الأمر غير المتوفر لمؤسسة القرض الحسن، علما بأن هذه المؤسسة مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية من عام 2015 ومع ذلك مجالها لم يتوقف.

ولكل من يسأل كيف ومتى نشأ هذا الاقتصاد الموازي ؟ بعض الأفكار التي يجدر البحث فيها، تدخل ضمن إطار واحد: كيف نشأ حزب الله ؟ ولماذا سعى منذ حينها عبر امتداداته بغرض خنق المجتمع اللبناني وفصل المؤسسات الرديفة عن المؤسسات الرسمية في الدولة اللبنانية؟ وهو ليس فقط مالكا لقرار السلم والحرب، أو فارضا لسيطرته على مناطق معينة وهو ما أُثبتته الأحداث المتتالية، فهو أيضا موجود في الاقتصاد.

الباحث السياسي والأستاذ الجامعي مكرم رباح، يرى أنّ مقاربة موضوع «القرض الحسن» على أساس مؤسسة متعثرة أو غير متعثرة غير دقيقة، إذ إنّ هدف هذه المؤسسة الأساسي تبييض أموال «حزب الله» لا حفظ ودائع عملائها.

إفلاس المؤسسة

بعد أكثر من أسبوع على تعرض المؤسسة المالية التابعة لـ«حزب الله» للاختراق من قِبل مُقرصنين، سرّب حساب على «تويتر» بعض البيانات الخاصة بالمؤسسة تكشف أنها تتجه نحو إفلاس محتمل بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها، ما يجعل أموال المودعين في خطر.

وكشف حساب يُدعى «Bankinstein» أنّ المؤسسة وانطلاقاً من الوثائق المسربة تمتلك ودائع تبلغ نحو 500 مليون دولار بينما أعطت قروضاً بقيمة 450 مليون دولار تقريباً، وأنّ 64 % فقط منها مضمونة من خلال ودائع الذهب «غير المقيّمة»، أي إن نسبة السيولة النقدية إلى الودائع التابعة للجمعية تبلغ 10%، ما يساوي نحو 50 مليون دولار، وهي من أسوأ النسب في لبنان.

مع استفحال الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها اللبنانيون، وتراجع وضع الليرة بشكل غير مسبوق، وبلوغ سعر صرف الدولار مستويات قياسية عبر موؤسسات التصريف غير الرسمية، يواصل حزب الله التأكيد على أنه دولة داخل الدولة، كما يسعى إلى استرضاء بيئته تحسبا من خروج الأصوات الناقمة أو المعترضة على إخفاقاته في الداخل والخارج.

ربما يعجبك أيضا