خشية من سياسة بايدن .. النووي الإيراني في مواجهة مستمرة مع إسرائيل

يوسف بنده

رؤية

قبل أقل من أسبوعين من بدء الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، عمله في البيت الأبيض، طالب بنيامين نتنياهو بسيطرته الكاملة على تحديد السياسات، والأساليب الاستراتيجية والإجراءات العملية لإسرائيل تجاه إيران.

وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري، الخميس 7 يناير/كانون الثاني، بأن مسؤولين إسرائيليين كشفوا أن سبب مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسيطرة الكاملة على سياسة إسرائيل تجاه إيران، قد يكون على الأرجح اندلاع خلافات شديدة بينه وبين جو بايدن بشأن طهران.

وأضاف “أكسيوس” أن تأكيد نتنياهو على معارضة إسرائيل لخطة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، بالعودة إلى الاتفاق النووي، يأتي عكس النهج الأكثر اعتدالا الذي يفضله وزير الدفاع، بيني جانتس، ووزير الخارجية، جابي أشكنازي.

ويشير التقرير إلى أنه بناء على أوامر من نتنياهو، فقد بعث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، برسالة إلى جانتس في الأسبوع الماضي، جاء فيها: “بحسب توجيهات رئيس الوزراء، فإن موقف الحكومة الإسرائيلية بشأن الاتفاق النووي الإيراني سيتم تحديده بشكل حصري من قبل رئيس الوزراء على أساس التحليل الذي يجريه مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء”.

وأكد موقع “أكسيوس” أنه حصل على رسالة مماثلة أرسلها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إلى وزير الخارجية، جابي أشكنازي، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، ومدير الموساد، يوسي كوهين، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي. ولم ينف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا التقرير حتى الآن.

ولفت “أكسيوس” إلى أن جانتس صدم من رسالة نتنياهو، ورد عليها بالقول: “لديه (نتنياهو) بالفعل السلطة لوضع اللمسات الأخيرة على موقف إسرائيل، ولكن بهذا الأمر، فإنه يتجاهل المؤسسة الأمنية والاستخباراتية ومجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي”.

وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي أن موضوع الأمن، وخصوصا الملف الإيراني، ليس من اختصاص شخص واحد فقط، ويجب اعتماد سياسة ما، بعد إجراء مناقشات جادة في مجلس الوزراء الأمني.

يشار إلى أنه قبل هذا التقرير، كان عدد قليل فقط من كبار المسؤولين الإسرائيليين على دراية بخلاف بين بنيامين نتنياهو وجانتس، حول قضايا أمنية مختلفة، بما في ذلك إيران، ولكن أكد موقع “أكسيوس” أن حدوث هذا الخلاف قبيل تنصيب حكومة بايدن وأثناء الحملات الانتخابية الإسرائيلية أصبح أمرا “أكثر حساسية، وأكثر خطورة”.

وقال مستشار نتنياهو لـ”أكسيوس” إن نتنياهو انزعج من الشائعات التي مفادها أنه خلال زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، أعرب جانتس وعدد من كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي عن موقف أكثر اعتدالًا بشأن الصفقة الإيرانية.

وذكر موقع “أكسيوس” أنه بينما يتفق جميع اللاعبين الرئيسيين على الهدف الاستراتيجي المتمثل في منع بايدن من التوصل إلى اتفاق مع إيران يضر بالأمن القومي الإسرائيلي، فإنهم يختلفون حول التكتيكات.

وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن بنيامين نتنياهو  قال، الخميس، خلال لقاء وداعي مع وزير خزانة دونالد ترامب ستيفن منوشين، إن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي “كابوس وغباء ولا ينبغي أن يتم”.

كما أكد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، أنه تم اتخاذ “إجراءات حازمة” ضد إيران في ولاية دونالد ترامب، مضيفا: “من أجل التوصل إلى مزيد من اتفاقيات السلام في المنطقة والحفاظ على استقرارها، من الضروري استمرار هذه السياسة ضد إيران”.

تطوير السلاح النووي

وقد كشف التقرير السنوي للمعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي أن تطوير إيران لسلاح نووي يعتبر أحد أهم “التهديدات الخارجية” في السنوات المقبلة لإسرائيل، وأن من بين هذه التهديدات، حرباً محتملة مع حزب الله اللبناني.

 ووضع التقرير، الذي نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقتطفات منه، الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني، إيران على رأس قائمة التهديدات الخارجية لإسرائيل مع تصاعد التوترات بين البلدين.

وبدأت إيران رسميًا رفع تخصيب اليورانيوم إلى 20 بالمائة هذا الأسبوع، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك بأنه “تطوير لبرنامج طهران النووي العسكري”، قائلًا :”إن إسرائيل لن تسمح لإيران بإنتاج أسلحة نووية”.

وفي الأسابيع الأخيرة تصاعدت تحركات القوات الإسرائيلية والإيرانية في المنطقة وأثارت مخاوف بشأن نشوب صراع بين الطرفين، خاصة بعد مقتل محسن فخري زاده، أحد الشخصيات البارزة في المجال العسكري والنووي الإيراني، وعشية ذكرى مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وكانت غواصة إسرائيلية قد اتجهت إلى المياه الخليجية أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووصفت الإذاعة الإسرائيلية هذه الخطوة بأنها “رسالة واضحة” لإيران.

على الرغم من هذه التوترات الخارجية والمواجهة المتزايدة مع إيران، فإن التقرير الإسرائيلي نوه إلى أن التوترات الداخلية وعدم كفاءة الحكومة الإسرائيلية أيضًا، تقع في الفئة التالية من الأزمات التي تواجه الدولة العبرية.

وبحسب تقييم المركز، فإن المشكلات الداخلية لفتت انتباه الباحثين، العام الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث قيموا الأزمات الداخلية على أنها ثالث أهم تهديد للبلاد.

وذكرت صحيفة “تايمز” الإسرائيلية أن هذه هي المرة الأولى، في التقييم السنوي لهذا المركز الذي يتغلب فيه الانقسام والاختلافات الداخلية أو الخلل في أداء النظام على التهديدات الخارجية.

من جانبه، دعا رئيس المركز الحكومة الإسرائيلية إلى العمل على إعادة الثقة بينها وبين المواطنين، ومعالجة قضية “الكراهية التي لا أساس لها” بين مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي.

وكتبت الصحيفة الإسرائيلية أن هذا التحذير يعود إلى إجراء انتخابات متكررة في البلاد بسبب عدم قدرة أو رغبة الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية، فضلا عن تسييس إدارة أزمة كورونا.

الزر النووي

وفي إطار التهديدات النووية، قال زعيم جماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله أمس الجمعة إن الأحداث التي جرت في الولايات المتحدة مؤخرا خطيرة للغاية وسيكون لها تداعيات على مستوى العالم.

وأضاف نصر الله في خطاب بثه التلفزيون “حقيبة الزر النووي الأمريكي بيد مجنون” يسمى ترامب مشيرا إلى أنه يدعو الله ليحمي العالم مما قد يفعله.

كما أعلنت زعيمة الديموقراطيين في الكونجرس الأمريكي نانسي بيلوسي الجمعة أنها تواصلت مع الجيش الأمريكي للتأكد من أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لن يكون قادرا على استخدام الرموز النووية، متوعدة بأن الكونجرس سيتحرك إذا لم يتنح سريعا.

وكتبت رئيسة مجلس النواب في رسالة إلى زملائها الأعضاء “تحدثت هذا الصباح إلى رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي لمناقشة التدابير الوقائية المتوافرة بهدف تجنب أن يشن رئيس غير متزن هجمات عسكرية عدائية أو يستخدم رموز الإطلاق ويأمر بضربة نووية”، متعهدة أن يتحرك الكونجرس إذا لم يتنح ترامب “طوعا وفي وقت وشيك”، من دون أن تحدد طبيعة هذا التحرك.

وأضافت “وضع هذا الرئيس غير المتوازن لا يمكن أن يكون أكثر خطورة، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية الشعب الأمريكي من هجومه على بلدنا وديموقراطيتنا”.

ربما يعجبك أيضا