قبيل تنصيب «بايدن».. هجمات محتملة وتويتر يُكبل «ترامب»

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

تطورات متلاحقة عقب اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس الأربعاء الماضي، فاقمت المخاوف من تهديدات أنصاره بالعودة مُجددًا حاملين الأسلحة عشية حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، في ظل مساعي ترامب لتحريض أنصاره على العنف وهو ما دفع موقع “تويتر” لغلق حسابه الشخصي نهائيًا خشية إثارته للعنف وسط مخاوف من استمراره كرئيس لحين بداية حفل التنصيب.

الأسبوع الأخطر

بعد أحداث اقتحام الكونجرس ودخول أنصار ترامب للمبنى لتعطيل جلسة الكونجرس للمصادقة على فوز بايدن، يتوقع الكثيرون عودتهم مرة أخرى ولكن هذه المرة قبيل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير الحالي.

من جهتها، قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية”، إن وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية، التي تستعد لتنصيب “بايدن” ترى أن الأسبوع المقبل هو الأخطر على مصير الديمقراطية؛ إذ تتخوف من خطر إثارة العنف الذي يُحرّض عليه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ويدعمه في العاصمة واشنطن.

فقد غرَّد ترامب بطريقة تُنذر بالسوء في يوم رأس السنة الجديدة: “أراكم في العاصمة”، في إشارة إلى إحصاء الكونجرس للأصوات الانتخابية يوم الأربعاء 6 يناير، ودعا موقع Trumpmarch.com إلى احتجاج “جامح” في 6 يناير 2021 ، وهو ما أدى لأحداث مؤسفة بالكونجرس تراخت فيها القوى الأمنية وسمحت بدخول عشرات المتظاهرين للمبنى واقتحام المكاتب بشكل فوضوي.

ويبدو أن ما فعله أنصار ترامب ذوي الآراء المتطرفة أثناء أعمال الشغب في الكابيتول، جعلهم يشعرون بجرأة كبيرة، فباتت التهديدات تلاحق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بعد اعتذار ترامب عن حضوره حفل التنصيب، الأمر الذي قد يزيد من احتمالات وقوع هجمات قد بايدن، برغم من تعيين أكثر من 5 آلاف ضابط من ضباط إنفاذ القانون الفيدرالي من أكثر من اثنتي عشرة وكالة في مختلف فرق عمل حفل التنصيب على أرض الواقع، وهي المسؤولة عن الاستعداد لكل شيء بدءاً من مواجهة “حدث مناخي” إلى إعداد مواقع بديلة، لضمان استمرارية الحكومة في حالة الحاجة إلى إجلاء الرئيس ونائب الرئيس القادمين.

هجمات محتملة

ويمكن رصد التهديدات المحتملة كالتالي من واقع التصريحات والتهديدات والدعوات التحريضية الأخيرة كالتالي:

على صعيد الأمن القومي، تُشكّل التهديدات الإيرانية التي صدرت مؤخراً ضد ترامب رداً على اغتيال اللواء قاسم سليماني في يناير 2020، مصدر القلق الرئيسي. لذلك، فإن تحديد مجال محيط بوسط مدينة واشنطن، ثم مراقبة الجو والممرات المائية والفضاء الافتراضي حول مواقع التنصيب والمباني الحكومية هما الوظيفة رقم 1.

وطبقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، يتمثل المحور الثاني للتهديدات في احتمالية تكوين المشاغبين المؤيدين لترامب والمعارضين للانتخابات “معسكراً مسلحاً” في مركز تسوق واشنطن، ليمثل التهديد الأخطر في ظل تعهد أنصار ترامب بالعودة إلى واشنطن لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير، حيث بدأوا يحشدون بعضهم عبر الإنترنت.

وظهر هذا التعهد لأنصار ترامب والدعوة للحشد للتوجه إلى واشنطن على منصات مثل “بارلر” و”تيليغرام”، وفقا لما ذكرته شبكة “إن بي سي” الإخبارية الأمريكية.

وأفادت الشبكة بأن أحد الحسابات على تطبيق بارلر يتم تعقبه من قبل الجهات الرسمية بعد توجيه دعوة لأنصار ترامب بالعودة إلى واشنطن في 19 يناير مع “حمل السلاح للدفاع عن عزيمة البلاد”.

ووفقا للشبكة الإخبارية، فقد تعهد أحد مستخدمي بارلر ممن ينشر كثيرا عن حركة “كيو أنون” بالتوجه إلى واشنطن بأعداد كبيرة، وقال “سنأتي بأرقام لا يمكن لأي جيش دائم أو وكالة شرطة مطابقتها”.

من جهته، عبّر المدعي العام في مقاطعة كولومبيا، كارل راسين، لبرنامج التدوين الصوتي The Takeout، عن شعوره بالقلق من أن المحرضين من “اليمين المتطرف” والجماعات المتعصبة للبيض “سوف يختارون معاركهم وسيُحدثون أضراراً ويتلفون الممتلكات ثم يتصرفون بطريقة خطيرة للغاية”.

عدائية ترامب وتويتر يُكبله

ومن جانبها أعلنت زعيمة الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي نانسي بيلوسي، أنها تواصلت مع الجيش الأمريكي للتأكد من أن الرئيس المنتهية ولايته لن يكون قادرًا على استخدام الرموز النووية، متوعدة بأن الكونجرس سيتحرك إذا لم يتنح سريعًا.

وكتبت رئيسة مجلس النواب في رسالة إلى زملائها الأعضاء: “تحدثت هذا الصباح إلى رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي لمناقشة التدابير الوقائية المتوافرة بهدف تجنب أن يشن رئيس غير متزن هجمات عسكرية عدائية أو يستخدم رموز الإطلاق ويأمر بضربة نووية”.

وخشية أي تحرك عدائي للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي اختار منذ توليه الحكم “تويتر” ليكون ملعبه للتواصل المباشرة مع الرأي العام الداخلي والخارجي، قام التطبيق بإغلاق صفحة ترامب نهائيا بسبب “خطر المزيد من التحريض على العنف”.

وردًا على قرار تويتر، اتهم ترامب الموقع بما وصفه بالتآمر لإسكاته، مضيفًا أنه سينظر في بناء منصته الخاصة، بعد إيقاف حسابه نهائيا، لتظهر حسابات مزيفة داعمة له تحض على العنف وإحداث تغييرات قبيل تنصيب بايدن، في الوقت الذي أعلن فيه ترامب عدم حضوره حفل التنصيب وهو الأمر الذي لم يعبأ له بايدن ولكنه يثير قلق ومخاوف الكثيرين.

ربما يعجبك أيضا