وسط محاولات بكين لـ«التعتيم».. هل ينجح فريق «الصحة العالمية» في كشف لغز ووهان؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

خلال عام واحد تسببت جائحة كورونا في وفاة قرابة مليون و900 ألف شخص حول العالم، وأصيب 86 مليون شخص بالفيروس وذلك منذ أن أعلنت الصين عن ظهور المرض في ديسمبر 2019 . اليوم وبعد أكثر من عام ترسل منظمة الصحة العالمية فريقا إلى الصين للتحقيق في مصدر الوباء في مهمة وصفت بـ«منع تكرار أخطاء الماضي».

who 1

زيارة شديدة الحساسية

بعد مرور أكثر من عام على ظهور الفيروس، تبدأ مهمة التحقيق في الصين حول مصدر الوباء، إذ تعتبر زيارة خبراء منظمة الصحة العالمية شديدة الحساسية بالنسبة للنظام الصيني الحريص على تجنب تحميله أية مسؤولية عن انتشار الفيروس الذي أودى بحياة قرابة المليونين في كل أنحاء العالم خاصة مع تواصل الاتهامات الأمريكية لها بالتسبب في انتشار الفيروس.

وسيتعين على الخبراء الدوليين الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوعين عند وصولهم إلى بكين وفق متطلبات الوقاية من الوباء، وسيكون أمامهم 4 أسابيع للتحقيق والذهاب إلى ووهان في الـ 20 من يناير أي بعد عام من ظهور الفيروس.

وهذا التاريخ – 20 يناير – هو الموعد المحدد لرحيل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، البيت الأبيض، ويفترض بعض المراقبين أن بكين ربما أرادت انتظار رحيله قبل البدء الفعلي للتحقيق حتى لا تعطي انطباعا بالرضوخ لمطالبه.

الآثار الأولى للعدوى.. مهمة شاقة

لكن تأخر الصين في قبول تحقيق دولي يجعل من الصعب على الباحثين العثور على الآثار الأولى للعدوى ومصدر الفيروس. في المقابل تقول منظمة الصحة العالمية التي تتهمها إدارة ترامب بالتحيز إلى جانب الصين أنه لا شك لديها في قدرة خبرائها على تنفيذ مهمتهم بحرية، حتى لو لم تؤكد بكين أن ووهان موجودة ضمن برنامج الزيارة.

وتضم البعثة 10 علماء من الولايات المتحدة واليابان وعدة دول أوروبية مشهود لهم بخبراتهم على أصعدة مختلفة.

«ووهان» للواجهة مجددا

مدينة ووهان الصينية مهد فيروس كورونا، مجددا إلى الواجهة بتحذير هذه المرة من تعتيم حكومي ممنهج اعتمدته السلطات الصينية حول الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس. هذا التقرير نشرته محطة «سي إن إن» الأمريكية كشف عن خطر حقيقي في هذه المدينة من شأنه أن يصبح خطرا عالميا على غرار فيروس كورونا.

سياسة التعتيم التي ينتهجها الحزب الحاكم في الصين لا سيما بعد تصدير فيروس كورونا إلى العالم أجمع، لم تدم طويلا. دراسة حديثة أعدها معهد مكافحة الأمراض والوقاية بالصين نفسها أكدت أن أعداد المصابين بالفيروس في مدينة ووهان يقدر بعشرة أضعاف الرقم المعلن من الحكومة التي قامت باعتقال الأطباء الذين تحدثوا عن ظهور الفيروس ووجهت لهم تهم نشر الشائعات.

الدراسة التي اعتمدت على عينة تضم 34 ألف شخص في ووهان ومقاطعات قريبة منها أكدت أن عدد الإصابات في المدينة وصل لنصف مليون حالة بمعدل انتشار بلغ 4.14 % بين سكان المدينة البالغ عددهم 11 مليون شخص، بينما لم تعلن الجهات الرسمية سوى عن 50 ألف حالة.

توقيت التسريبات

تأتي تلك الدراسة بحسب قناة «الحرة» في وقت ظهرت فيه سلالة جديدة من الفيروس المتحور اكتشفت في بريطانيا فضلا عن عشرات الدول كان آخرها اكتشاف حالة في الولايات المتحدة التي لا زالت مستمرة مع معظم دول العالم في أكبر حملة تطعيم في العصر الحديث ضد الوباء. لكن السؤال كيف خرجت هذه التسريبات في ظل نظام استخباراتي قوي في الصين؟

بعض الأصوات تحدثت عن تسريب الحكومة الصينية لهذه الدراسة في هذا التوقيت لحفظ ماء وجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وهو ما يستبعده البعض، في ظل الأنباء الواردة من بكين بشأن معاقبة صحفية نشرت أخبار وفيديوهات تتعلق بالفيروس، فضلا عن مطاردة الناشطين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

الجدير بالذكر أن هذه الدراسة أعدت في إبريل من العام الماضي بعيدا عن أعين الحكومة الصينية، وبحسب خبراء فإنه بحاجة إلى تحقيق دولي مستقل للوقوف على حيثيات ظهور والفيروس وانتشاره بهذا الشكل ومنع تكراره مرة أخرى.

ربما يعجبك أيضا