عقوبات أمريكية على الحشد الشعبي.. والعراق يعلق على القرار

محمود رشدي
الحشد الشعبي

رؤية – محمود رشدي

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي بالعراق، فيما جددت ميليشيات «الحشد» مطالباتها وتهديداتها بإخراج القوات الأمريكية من البلاد، في وقت عاد شبح الترهيب يطل برأسه مجدداً في العراق؛ حيث أقدم مسلحون مجهولون على قتل محام داخل منزله في قضاء الشطرة شمالي الناصرية، مما أشعل التظاهرات من جديد في ساحة الحبوبي بالمدينة وجرت عمليات كر وفر بينما استخدمت قوات الأمن بكثافة قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.

الخزانة الأمريكية تواصل محاصرة إيران

قال بيان الخزانة إن الفياض كان جزءاً من خلية أزمة تتألف من قادة ميليشيات «الحشد الشعبي» التي تشكلت في أواخر عام 2019 لقمع الاحتجاجات العراقية بدعم من الحرس الثوري الإيراني. كما أكد أن عناصر قوات «الحشد الشعبي» الموالية لإيران تواصل شن حملة اغتيال ضد النشطاء السياسيين في العراق الذين يدعون إلى انتخابات حرة ونزيهة واحترام حقوق الإنسان وحكومة نظيفة.

وقال وزير الخارجية ستيفن منوتشين: «من خلال التوجيه والإشراف على قتل المتظاهرين العراقيين المسالمين، يشن المسلحون والسياسيون المتحالفون مع إيران مثل فالح الفياض حملة عنيفة ضد الديمقراطية العراقية والمجتمع المدني».

كما أكد أن الولايات المتحدة ستواصل محاسبة منتهكي حقوق الإنسان في العراق الذين يهدفون إلى حرمان الشعب العراقي من جهودهم للاحتجاج السلمي والسعي لتحقيق العدالة واجتثاث الفساد في بلادهم.

العراق يعلق

أعربت وزارة الخارجية العراقية عن “استغرابها” يوم السبت، لفرض الولايات المتحدة عقوبات على مستشار الأمن القومي العراقي السابق ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، بسبب ما وصفته بـ”انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في العراق”.

وردت وزارة الخارجية العراقية في بيان رسمي يوم السبت، بأن العقوبات ضد فياض يوم الجمعة تمثل “مفاجأة غير مقبولة، وأنها ستتابع بعناية مع الإدارة الحالية والجديدة في واشنطن جميع القرارات الصادرة عن وزارة الخزانة الامريكية بحق أسماء عراقية والعمل على معالجة تبعات ذلك”.

وتولي مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأمريكية تحديد دور رئيس الحشد الشعبي في انتهاكات حقوق الإنسان والعقوبات المفروضة عليه.

فالح الفياض يدعو بالثأر لمقتل سليماني

 قال رئيس هيئة «الحشد»، فالح الفياض، بحسب ما نقلت عنه قناة تابعة لميليشيات النجباء: «إن خروج القوات الأمريكية من البلاد يعطي العراق حقيقة استقلاله من سيطرة المحتلين».

وأضاف: «لا بد من الرد على جريمة اغتيال قادة النصر بإخراج المحتل»، في إشارة إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني مع نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس بطائرة مسيرة، العام الماضي في محيط مطار بغداد.

وكانت الإدارة الأمريكية اتهمت ميليشيات مدعومة من طهران باستهداف قواتها ومقر السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد أواخر الشهر الماضي، فيما كشفت حركة النجباء الأسبوع الماضي عن استحداث فصائل مسلحة مؤخراً، بهدف استهداف القوات الأمريكية.

 وقال رئيس المكتب السياسي للحركة الموالية لإيران، علي الأسدي، في حوار مع صحيفة إيرانية: هناك فصائل مستحدثة تشكلت بعد اغتيال سليماني، وأبو مهدي المهندس، وتهاجم الأرتال العسكرية الأمريكية. وتزامنت تلك الصريحات في حينه مع تحركات مكثفة للحكومة العراقية والقوات الأمنية من أجل ضبط الأمن في العاصمة وحماية مقرات البعثات الأجنبية، وضبط السلاح المنفلت.

حزب الله يدين

أدان حزب الله اللبناني، السبت، قيام وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض.

وقال حزب الله في بيان صحفي: “إننا إذ ندين ونستنكر هذه الخطوة الأمريكية بحق فالح الفياض وما يمثله، فإننا نعتبرها وسام شرف على صدره تضاف إلى تاريخه الجهادي الحافل في مواجهة الإرهاب والتكفيرين”.

وأضاف: “نعلم تماماً أن السبب الرئيسي للعقوبات هو موقفه الحازم من الاحتلال الأمريكي وعدم شرعية بقائه على أرض العراق، بالإضافة إلى دور الحشد الشعبي نفسه في مواجهة داعش ومشروعها الإرهابي، وبالتالي إسقاط كل المبررات والذرائع التي تستخدمها الإدارة الأمريكية لإبقاء قوات الاحتلال جاثمةً على صدر العراق، وهو الأمر الذي ترفضه غالبية الشعب العراقي المجاهد والصابر والشريف”.

ربما يعجبك أيضا