الانتخابات على الأبواب.. فهل تكتب السطر الأخير في الانقسام الفلسطيني؟

حسام السبكي

حسام السبكي

أخيرًا، وبعد مخاضٍ عسير، وأشهر من المناقشات وتبادل الرؤى، استقرت الرئاسة الفلسطينية، على وضع جدول زمني، لمخطط الانتخابات العامة في البلاد، بعد توافق بين حركتي فتح وحماس، بانتظار “الرتوش الأخيرة”، التي ستعلن شكل الانتخابات المقبلة، ومراحلها المختلفة، ما قد يمهد بشكلٍ أو بآخر، لكتابة كلمة النهاية على حالة الانقسام الداخلي، الذي طال أمد انتظاره.

قرار جديد

مع حلول، مساء أمس السبت، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر مواعيد الانتخابات العامة التي اتفقت حركتا “فتح” و”حماس” على إجرائها في الأراضي الفلسطينية.

وأكدت الوكالة أن عباس ناقش مع ناصر في مقر الرئاسة في رام الله مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني وفق القانون، “تأكيدا لما تم الاتفاق عليه مع الكل الوطني”.

وأشارت إلى أن ناصر قدم خلال اللقاء مقترحا بشأن تواريخ محددة وسيعقد في غضون أسبوع اجتماعا آخر مع لجنة الانتخابات كي يصدر عباس في موعد أقصاه 20 يناير مراسيم خاصة بالموضوع سيتبعها حوار بين الفصائل الفلسطينية حول العملية الانتخابية.

وذكرت الوكالة أن عباس أكد خلال اللقاء على موقفه القاضي بــ”تعزيز الوحدة الوطنية من خلال عملية انتخابات حرة ونزيهة”.

رسالة وتوافق

التحرك السياسي الأخير، تجاه حسم ملف الانتخابات، يأتي في أعقاب رسالة وجهها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بهذا الشأن إلى الرئيس محمود عباس الذي رحّب بموقف الحركة الجديد بشأن الانتخابات.

وبررت حماس موقفها الجديد بأنه استجابة لتدخلات 4 دول (مصر وقطر وتركيا وروسيا)، ولتلقيها ضمانات من هذه البلدان بإجراء الانتخابات الثلاث بالتتابع في غضون 6 شهور، والإشراف عليها لضمان نزاهتها.

وسبق أن تمكنت “فتح” و”حماس” في المشاورات التي استضافتها تركيا أواخر سبتمبر الماضي من إحراز تقدم ملموس في سبيل إنهاء الانقسام بما يشمل اتفاقا على إجراء انتخابات عامة خلال 6 أشهر.

مخاوف وشكوك

من داخل البيت الفلسطيني أيضًا، تساور الشكوك حول إمكانية نجاح التحركات الأخيرة، في اتجاه الاستحقاقات الانتخابية، ويرجع السبب في ذلك، في كون رسالة حماس الأخيرة، ليست الأولى من نوعها.

في هذا السياق، أكد د. أحمد جميل عزم، الكاتب والمحلل السياسي أن هذه ليست أول رسالة من حماس فالعام الماضي كانت هناك رسالة وفي 2010 كانت رسالة أيضا واتفاق إسطنبول قبل أشهر.

وأضاف عضو المجلس المركزي الفلسطيني وفق ما نقلته “بوابة العين الإخبارية” “المهم ليست رسالة حماس، المهم أن لا تتراجع ضمنا أو صراحة لتكون الطريق سالكة للانتخابات“.

ورأى أن هناك مخاوف من تراجع حماس بعد صدور مرسوم رئاسي بالانتخابات لأن هناك سوابق على التراجع.

ووفق عزم؛ فإن حسابات حماس المعقدة هي وراء رسالتها الجديدة، مبينا أنها قامت بخطوة الرسالة بسبب اتصالات فتح من جبريل الرجوب (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) مع حماس، إلى جانب ما يتعلق بالأسباب والأوضاع المتوترة إقليميا خصوصًا ما يتعلق بإيران وغيرها.

ورأى أن حماس تقرأ أن تطورات الإقليم ليس في مصلحتها لذلك تتخذ هذا الموقف لامتصاص حالة الغضب من تعنتها.

ووفق مصادر متطابقة؛ فإن موقف حماس الجديد جاء نتيجة جهود بذلتها مصر في الأشهر الماضية للتقريب بين مواقف الطرفين.

حالة الشكوك من إمكانية نجاح المبادرة الأخيرة، عبر عنها الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حول إمكانية ترجمة هذه الخطوة إلى تنفيذ فعلي لانتخابات، رغم التراكمات الهائلة للخلافات، بما في ذلك وجود نظامين منفصلين ومصالح متضاربة.

تجدر الإشارة إلى أن آخر انتخابات رئاسية جرت في عام 2005 في حين جرت آخر انتخابات تشريعية في العام 2006.

وبدأ الانقسام الفلسطيني في عام 2007 عندما سيطرت “حماس” على قطاع غزة بقوة السلاح.

فهل يكتب للمساعي الأخيرة، التي ترعاها قوى إقليمية لها ثقلها، النجاح في إتمام المصالحة، والسير بنجاح في طريق الانتخابات المحلية؟.

ربما يعجبك أيضا