في ذكرى سليماني.. رأس الحوثيين تحت مقصلة الغضب الإيراني

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

امتنعت بعض قيادات ميليشيا الحوثي في صنعاء عن حضور فعالية في ذكرى مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني إثر ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في 3 يناير 2019، ما أشعل شرارة خلاف ناري بين قادة الميليشيات الموالية لطهران وسفير الحرس الثوري لدى الميليشيات حسن إيرلو، بعد ما استشاط الأخير غضبًا وهدد القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي التابع لميليشيا الحوثي بالمصير نفسه الذي لقيه سلفه صالح الصماد، والذي قضى في غارة لتحالف دعم الشرعية، فيما أخبر إيرلو، المشاط بأن الصماد كان “مقاومًا ومخلصًا، ويتحرك ويزور المحافظات لأنه أشجع منه وأن خوفه بعد كل هذه الاحتياطات سيوصله إلى مصير سلفه”.

التهديد بالقتل لم يكن عابرًا أو للاستهلاك الإعلامي أو تعبير عن موجة غضب للمندوب الإيراني لدى الحوثيين، وإنما كان تراكمات، والدليل معلومات نقلتها وسائل إعلام يمنية تحدثت عن إثارة المشاط مسألة تجاوز وتهديد «إيرلو» لكل قيادات الميليشيات وتهكم القائد الحوثي البارز من سلطات إيرلو الذي أصبح الآمر الناهي.

ضد “إيرلو”

الخوف من تهديدات حسن إيرلو الضابط الإيراني- الذي بات متحكمًا إلى حد كبير في مصير العاصمة صنعاء- دفع القيادي الحوثي مهدي المشاط إلى محاولة توحيد أصوات الحوثيين في مواجهة سلطة إيرلو، قائلًا: “التهديدات ستسيء لسمعة الحوثيين كونها صادمة وغير تدريجية” على حد قوله، فيما عهد المشاط إلى بن حبتور، رئيس حكومة الحوثيين الانقلابية غير المعترف بها بالحضور ورفض هو الآخر التواجد شخصيًا، ليزيد غضب حسن إيرلو.

وبعد هجوم دموي على مطار عدن استهدف طائرة الحكومة اليمنية الجديدة مخلفًا عشرات القتلى والمصابين، علل مهدي المشاط امتناعه عن حضور الفعالية بالخوف من احتمال قصف تحالف دعم الشرعية مقر الاحتفال، وتقول كل المؤشرات والشواهد إن الهجوم على المطار دبرته أدمغة إيرانية بأيادي حوثية لقتل الأمل في إحياء السلام باليمن.

وقال المشاط ردًا على الدعوة لحضور الفعالية: “لا يصح أن يتواجد رجالات الدولة في فعالية كبيرة” على حد قوله، وأخبر إيرلو أنه – أي المشاط – على رأس قائمة المطلوبين للتحالف العربي”.

تهكم وغضب

موجة الغضب والتهديد التي أعلنها الإيراني حسن إيرلو، نالت على استحياء محمد علي الحوثي، رئيس ما يسمى اللجان الثورية التابعة للميليشيا، لتخلفه هو الآخر عن حضور فعالية ذكرى وفاة قاسم سليماني. وزاد غضب حسن إيرلو عندما رفضت قيادات حوثية الحضور رغم علمهم بتغيير مكان الفعالية إلى جامع الصالح بدلًا من الصالة الرياضية، أو المركز الثقافي، أو أن تكون حفلًا شعبيًا في ميدان السبعين، وهي أماكن كانت مقترحة خشية القصف.

وأصبح مهدي المشاط يضيق ذرعًا من تدخلات وسيطرة حسن إيرلو على مقاليد الأمور في صنعاء إلى درجة خانقة حتى على حساب الحوثيين ما دعاه إلى التهكم أنه من الممكن أن يتم إعلان إيرلو حاكمًا فعليًا، وقال: “وإحنا نروح الجبهات أو نروح البلاد، لأنه ما عاد بش لنا داعي”.

1 2
حسن إيرلو في احتفالية الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني

خوف كبير

وتعيش قيادات ميليشيات الحوثي مخاوف غير عادية من توجيه التحالف ضربات ضدهم ردًا على الهجوم الدموي الذي شهده مطار عدن الدولي، قبل أيام، والذي تؤكد الحكومة اليمنية الشرعية أنه يهدف لتصفية الحكومة بالكامل وإرسال رسالة لأي حكومة يمنية ترفض عبث الحوثيين وإيران بمصير اليمن وأهله.

وقال رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، إن بصمات إيران في الهجوم الذي استهدف مطار عدن واضحة، بالتزامن مع وصول أعضاء الحكومة إليه. مضيفًا أن الهجوم نفذ باستخدام صواريخ موجهة، وأن هناك معلومات استخباراتية وأمنية، تفيد بأن “خبراء إيرانيين كانوا يعدون خلال الأشهر الماضية لمثل هذه الأعمال”.

ويوم الأربعاء 30 ديسمبر الماضي، ضرب هجوم إرهابي مطار عدن لحظة وصول طائرة تقل الحكومة الجديدة إلى المطار، وفيما نجا جميع من كان على متن الطائرة، قتل 25 شخصًا وأصيب حوالي 110 آخرين، بينهم مسؤولون حكوميون وإعلاميون وعاملون في المطار ومسافرون، كانوا بانتظار رحلتهم إلى القاهرة.

وفيما لم تتبن أية جهة العمل الإرهابي، وجهت الحكومة أصابع الاتهام للحوثيين.

وفي أقل من شهرين هي مدة وجوده في منصبه استطاع حسن إيرلو سفير إيران لدى الحوثيين في اليمن أن يكسب بامتياز عداء أتباع بلاده، محاولًا بسط نفوذه وسيطرته عليهم ولو بالتهديدات، وهي لغة يبدو أنها لا تروق للحوثيين، ما دفع قادتهم وعلى رأسهم مهدي المشاط إلى محاولة توحيد صفهم في وجه “إيرلو”؛ فتخلف الحوثيين عن فعالية ذكرى قاسم سليماني ليست السبب الذي يستحق الوعيد من السفير الإيراني لأتباع بلاده بالقتل وإنما هي تراكمات وصراع.

وخلال الأيام القادمة ستكشف طبيعة التطورات عن أوجه الصراع بين قادة الحوثيين ورجل إيران في اليمن حسن إيرلو، ما إذا كانت شرارة قد تطلق الانقسام أم زوبعة قد تذهب بفعل التحالفات القائمة بينهم.

ربما يعجبك أيضا