كابوس أسود.. مآسي المهاجرين في القارة العجوز

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

على أبواب أوروبا، وفي عشوائيات تشبه حاويات القمامة، يعيش مئات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين، في أوضاع غير أدامية، ومع انتشار فيروس كورونا يزداد وضع المهاجرين سوءا بسبب الظروف المأساوية السائدة في المخيمات وبداية فصل الشتاء حيث يفتقدون إلى أبسط سبل الحماية كما الحال في جزيرة ليسبوس اليونانية.

وتسبب الوباء في تراجع أعداد المهاجرين الذين يعبرون إلى القاة العجوز إلى مستويات لم تصل إليها منذ عام 2013، على الرغم من أنهم يسعون إلى طرق أكثر خطورة.

وأدت القيود التي فرضتها الجائحة إلى انخفاض عدد المهاجرين بنسبة 13% في عام 2020 وفقاً للبيانات الأولية التي جمعتها وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، كما أدى إلى خفض الهجرة القانونية وغير الشرعية على حد سواء، حيث أغلقت البلدان حدودها، ووضعت قيوداً على طرق الهجرة القانونية وتم تقليص برامج استقبال اللاجئين، بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

العام الأصعب

العام الماضي، كان الأصعب على المهاجرين ، فبالإضافة إلى تفشي الجائحة تركت الحرائق في مخيم موريا في ليسبوس الآلاف دون مأوى.

في ألمانيا، دار جدل واسع بين الساسى الألمان من أعضاء التحالف الحاكم، والحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، حول ما يمكن للحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي القيام به حيال هذه الاوضاع المأساوية.

لكن فريدريش ميرتس المرشح المحتمل لخلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عارض استقبال المهاجرين من اليونان والبوسنة، قائلا «ليس الحل هو استقبال ألمانيا للمهاجرين هذا الطريق لم يعد مفتوحا»، ولاقت تصريحاته انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ومن سياسيين من حزب الإئتلاف الشريك في الحكم.

وقال ميرتس: «الاتحاد الأوروبي بأكمله ملزم على وجه الخصوص بمساعدة اللاجئين في مواقعهم في البلقان أو في الجزر اليونانية، لكن لا يمكن حل هذه الكارثة الإنسانية بالقول: يأتي الجميع إلى ألمانيا. هذا الطريق لم يعد مفتوحاً»، بحسب صحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية.

تورستن فراي نائب رئيس كتلة أحزاب الاتحاد المسيحي في البرلمان، لم يختلف كثيرا، وقال، إنه لا ينبغي أن تكون هناك حوافز للهجرة نحو أوروبا، وبدلا من استقبال المزيد من المهاجرين، فإن ألمانيا مستعدة لتقديم جميع الوسائل المطلوبة للمساعدة في الإغاثة من الكوارث محليا، في حال أرادت البوسنة ذلك، وفقا لوكالة الأنباء «الألمانية».

القلب البارد

أثارت تصريحات المسؤولين ردود فعل غاضبة في صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الإئتلاف، ووصف النائب البرلماني للحزب الديمقراطي الاشتراكي أخيم بوست، كلا من ميرتس وفراي بـ«القلب البارد».

« في حالات مثل اليونان والبوسنة، فإن المساعدة تكون أيضا من خلال الاستعداد لاستقبال اللاجئين والمهاجرين المحتاجين هي «مطلب إنساني»، بحسب أخيم بوست.

وطالب بوست وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر من الحزب الاجتماعي المسيحي، السماح للمدن والبلديات بقبول المهاجرين في ألمانيا، لافتا إلى دور الاتحاد الأوروبي في زيادة الضغط على المسؤولين في البوسنة.

من أجل التشاور بشأن الوضع «غير المقبول على الإطلاق»، التقى مبعوث الاتحاد الأوروبي في البوسنة، يوهان زالتر، مع وزير الأمن البوسني سيلمو سيكوتيتش، وقال زالتر إن إقامة الخيام تعد خطوة ضرورية، ولكن يتعين على السلطات حاليا تأمين الإمداد بالماء والطاقة في مخيم «ليبا»، وكان من بين المشاركين في اللقاء السفيرة الألمانية هناك مارغرت أوبر ودبلوماسيون آخرون.

اخفاق أوروبي

اتهمت المنظمات الحقوقية الاتحاد الأوروبي بالإخفاق التام بسبب المحنة التي يواجهها مئات المهاجرين، وانتقدت ستصريحات الساسة الألمان بشأن استقبال اللاجئين,

واتهمت منظمة «برو أزول» الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين الاتحاد الأوروبي بالفشل في احتواء أزمة مئات المهاجرين في البوسنة والهرسك، ووجهت انتقادا لازعا إلى ميرتس وفرايحول تصريحاتهم.

واستندت «برو أزول» إلى الإقامة السيئة لهؤلاء الأشخاص في البوسنة وكذلك إلى تقارير عما ما يسمى بردود الفعل الصادرة من كرواتيا الواقعة على الحدود مع البوسنة والهرسك، ودعا المدير التنفيذي للمنظمة الألمانية غونتر بوركهارت إلى فتح الحدود واستقبال الأشخاص المتجمدين إلى الاتحاد الأوروبي.

وانتقد بوركهارت غياب النقاش الجاد بخصوص الأوضاع في اليونان والبوسنة، ليس ذلك فحسب، بل إن تصريحات ميرتس الاستفزازية لم يتم الرد عليها.

وطالب بوركهارت رؤساء الولايات الاتحادية والمستشارة ميركل ببحث أمر استقبال اللاجئين.

مساعدات

مؤخرا، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 3.5 مليون يورو، تهدف إلى مساعدة اللاجئين والمهاجرين المستضعفين الذين يواجهون كارثة إنسانية.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان إن هذه الأموال الإضافية، تضاف إلى 4.5 مليون يورو خصصتها بروكسل في أبريل 2020.

وطالب جوزيب بوريل ممثل الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، دول البلقان إلى بناء مخيم جديد لهؤلاء المهاجرين في البوسنة بعد أن أضرم بعض الشباب النيران في خيام وحاويات مخيم «ليا» خلال إخلاءه بسبب غضبهم.

وقال جوزيب بوريل: «يجب تأمين أماكن سكن في فصل الشتاء لضمان ظروف معيشية إنسانية هو شرط أساسي يجب ضمانه في جميع الأوقات».

ربما يعجبك أيضا