مؤشر الإرهاب في الأردن خلال 2020.. «لا هجمات تذكر» لأول مرة منذ 10 سنوات

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – في عام 2020 واجه الأردن كما هو الحال في العالم أجمع، وباء عالميا تمثل في جائحة كورونا، حيث خلت المملكة من أي أحداث إرهابية فعلياً خلال العام المنصرم، وذلك للمرة ‏الأولى منذ عام 2011، بحسب تقرير أعده مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب.

‏بيد أن المركز يعتقد أنه بالرغم من عدم وقوع أي عمليات إرهابية في الأردن خلال 2020، لكن هذا لا يعني أن تهديد الإرهاب ضد الأردن قد انتهى؛ أو أنه لن يتعرض لمحاولة القيام ‏عمليات إرهابية.

وقدم المركز دلائل على ذلك من خلال مخططات لعمليات إرهابية نجحت بإحباطها دائرة المخابرات العامة في الأردن.

حيث تمكنت المخابرات الأردنية، من إحباط (3) عمليات إرهابية خطيرة من قبل ‏تنظيم داعش في: عمان ، والزرقاء وإربد.

وتمثلت هذه العمليات فيما يلي:‏

‏1.‏ بتاريخ 2حزيران/ يونيو 2020م أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية ‏لعضوين ‏من تنظيم داعش استهدفا مبنى المخابرات في مدينة الزرقاء، ‏باستخدام أسلوب المتفجرات ‏لقتل المتواجدين، وأسلوب الأسلحة الخفيفة لقتل ‏كادر إحدى دورياتها الثابتة في حي ‏معصوم في مدينة الزرقاء.

 وبينت ‏تحقيقات “محكمة أمن الدولة” مع المتهمين أنهما ‏خططا لعمليتهما الإرهابية ‏نصرة لتنظيم داعش الإرهابي، وكانا خلال لقاءاتهما يتداولان ‏أخبار وإصدارات ‏داعش فيما بينهما عن طريق الإنترنت عبر قناتي (أخبار المسلمين) ‏و(وكالة ‏أعماق) التابعتين للتنظيم.‏

‏2.‏ بتاريخ 7حزيران/ يونيو 2020م. أحبطت دائرة المخابرات العامة عملية إرهابية ‏لخلية ‏مكونة من ثلاثة أعضاء من تنظيم داعش، كانت تستهدف كادر مركز ‏أمن اربد الشمالي ‏في مدينة إربد شمال الأردن ، باستخدام أسلوب الأسلحة ‏الخفيفة.

 وقد بينت تحقيقات ‏‏”محكمة امن الدولة” أنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش ‏من خلال وسائل التواصل ‏الاجتماعي ومتابعة إصدارات التنظيم والتواصل ‏عبر تطبيق ( تلغرام ) مع أعضاء التنظيم ‏خارج الأردن للتواصل والتنسيق.‏

‏3.‏ بتاريخ 28 حزيران/يونيو 2020م كشفت تحقيقات “محكمة أمن الدولة” فشل خلية من ‏أربعة أشخاص من تنظيم داعش من سكان منطقة الوحدات-عمان الشرقية في مهاجمة ‏محل لبيع المشروبات الكحولية وكنيسة الأرمن الأرثوذكس في منطقة الاشرفية القريبة من ‏الوحدات باستخدام أسلوب الأسلحة الرشاشة، وذلك بعد فشلهم بتصنيع المتفجرات محلياً. ‏

واعترف أعضاء الخلية بأنهم تعرفوا على أفكار تنظيم داعش عن طريق وسائل التواصل ‏الاجتماعي وأنهم فشلوا بالالتحاق بصفوف تنظيم داعش في سوريا نتيجة تشديد ‏الإجراءات الأمنية على الحدود. 

وقد قام الأرشمندريت أڤيديس إبيراجيان النائب البطريركي ‏لطائفة الأرمن الأرثوذكس وراعي الطائفة الأرمنية في الأردن على اثر ذلك بتاريخ 30 ‏حزيران/يونيو 2020م بتوجيه رسالة شكر لدائرة المخابرات العامة ومديرها اللواء احمد ‏حسني .‏

(133) عملية إرهابية

يشار إلى أن عدد العمليات الإرهابية الفعليّة التي شهدها الأردن (خلال الفترة الممتدة ما بين 1970 حتى آخر ‏إحصاء بتاريخ 31-12-2020) ما مجموعه (133) عملية إرهابية، نتج عنها ما مجموعه ‏‏(156) حالة وفاة، وما مجموعه (300) جريحاً.‏

وجاء ترتيب الأردن على “مؤشر الإرهاب العالمي”، وفقا لتقرير مركز شرفات ضمن المناطق منخفضة التهديد واحتل ‏المرتبة 57 عالمياً متراجعا بمقدار 7 نقاط بعد أن كان ترتيبه 64 عام 2019.

‏ولفت التقرير إلى أن ظاهرة الإرهاب في الأردن تخضع – حتى الآن – لما يُسمى “الدورات الموسمّية” بمعنى أن ‏ظاهرة الإرهاب في الأردن ليست مرتبطة بالبيئة المحلية أو الحاضنة المحلية؛ بل نتيجة مرتبطة ‏بسيرورة الأحداث والتطورات الجيوسياسية داخلياً وخارجياً؛ خاصة في ظل انخراط الاردن منذ ‏تأسيسه 1921م بعمق في سيرورة العولمة، حيث يحتل المرتبة (46) على مؤشر العولمة ‏‏2020.

‏كما تبين المؤشرات الفرعّية للارهاب؛ أن معدل حدوث عمليات إرهابية في الاردن هو (2)عمليتان ‏سنوياً.

 وبالنظر الى عدد العمليات المُحبطة خلال عام 2020 فإن المعدل قريب من توقعات ‏مؤشر الإرهاب في الاردن.‏

‏ويتوقع تقرير المركز التحليلي حيث اطلعت “رؤية” على نسخة منه، أن يرتفع معدل حدوث عمليات إرهابية في الاردن خلال العقد القادم الى (5) عمليات ‏إرهابية سنوياً. ‏

الأهداف والأساليب

‏أما من حيث الأهداف، فقد تبين أن المدنيين هم اكثر ضحايا الإرهاب في الأردن، وأن عمان(الكبرى) ‏هي الأكثر استهدافً وتعرضاً للإرهاب. ‏

‏كما كشفت العمليات الثلاث المُحبطة أنّ الأهداف الاستخبارية والأمنية (دائرة المخابرات العامة ، ‏والأمن العام ) هي المستهدفة من تنظيم داعش في الاردن. ‏

‏ ومن حيث الأساليب تبين أن “أسلوب التفجيرات” هو أكثر الأساليب الإرهابية استخداماً في ‏الاردن، وأقلها هو أسلوب العمليات الانتحارية.‏

‏ولفت المركز في تقريره إلى أن تحقيقات محكمة الدولة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب في الأردن، كشفت عن أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة هي الوسيلة ‏الأولى في الدعاية وتجنيد الأعضاء لدى تنظيم داعش في الأردن. ‏

كما كشفت التحقيقات، أن معظم المتهمين والمشاركين في العمليات الإرهابية في ‏الاردن هم من فئة الشباب الجامعيين والمؤهلين تقنياً. ‏

اتجاهات جديدة 

‏وكشف التقرير التحليلي الأمني، أنه من الاتجاهات الجديدة في الإرهاب عام 2020 محاولة استهداف الكنائس المسيحية كما ‏ظهر باستهداف كنيسة “الأرمن الأرثوذكس” في منطقة الأشرفية.

 وقبلها عام 2019 بالتخطيط ‏لاستهداف كنيسة في عجلون من قبل مُنفذ عملية سياح جرش. ‏

‏ومن الاتجاهات الجديدة ايضاً سعي المجموعات الإرهابية في الاردن التابعة لتنظيم داعش الى ‏استخدام “الطائرات بدون طيار” كأسلوب جديد لتنفيذ عمليات إرهابية وهو ما أكدته لاحقاً تحقيقات ‏محكمة امن الدولة مع أعضاء خلية الفحيص السلط الإرهابية(11آب /أغسطس 2018م). ‏

وتعتبر هذه أولُ عملية إرهابية تسجلُ في تاريخ الأردن حول نيةِ الإرهابين التخطيطُ لاستخدام “المنظومات الجوية ‏المُسيّرة”، من خلال الطائرات بدون طيار، ‏وتزويدها بالمتفجرات ضد أهدافٍ أمنية وحكومية.‏

‏كما أن من بين الاتجاهات جديدة، مشاركة النساء في عمليات إرهاب تنظيم داعش حسب اعترافات وتأكيد محكمة امن الدولة مع ‏أعضاء خلية السلط والفحيص حيث تم اعتقال 3 نساء على خلفية العملية. ‏

ربما يعجبك أيضا