بايدن قلِق .. المتشددون في واشنطن وطهران يأملون في هجوم متبادل

يوسف بنده

رؤية

قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، البيت الأبيض، هناك مخاوف داخل إيران والولايات المتحدة الأمريكية، من إجبار طهران على الدخول في حرب مع الولايات المتحدة بما يهدد مستقبل واشنطن السياسي، خاصة أن هناك مخاوف من تحركات الرئيس الحالي دونالد ترامب تجاه إيران. وكذلك، يستفيد المتشددون داخل إيران من السياسة المتشددة تجاه بلادهم، في تبرير سلوك إيران العدواني في المنطقة. وكذلك، يساعدهم هذا الوضع في السيطرة على مقاليد الأمور في إيران.

وقد قامت صحيفة “سياست روز”، المقربة من تيار المرشد علي خامنئي، بنشر صورة قائد سلاح الجو في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، وعنونت بـ”حان وقت الضرب”.

يأتي هذا العنوان بعد أيام من الذكرى السنوية الأولى لإسقاط الطائرة من قبل القوات الجوية التابعة للحرس الثوري التي يقودها حاجي زاده. وزعمت الصحيفة أن 840 أستاذا جامعيا وجهوا رسالة إلى حاجي زاده طالبوه فيها بضرب الأهداف الأميركية في المنطقة، بعد رصد تحركات أميركية مؤخرا.

وقد طلبت إيران من الإنتربول الدولي إصدار مذكرة اعتقال حمراء بحق “4 متهمين” تورطوا في اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده.

وقد اعتبر محللون عسكريون إسرائيليون، أن مستوى التوتر العسكري في الشرق الأوسط، وخاصة في إيران، مرتفع جدا تحسبا من إقدام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة من ولايته، على شن هجوم عسكري. وأشار المحللون إلى أن أحداث الكونجرس، يوم الأربعاء الماضي، صعّدت التوتر في إيران، وأن هذا التوتر سيزول بتنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن، في 20 كانون الثاني/يناير الحالي.

وبحسب المحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن سيناريو هجوم أميركي ضد إيران ليس معقولا من وجهة النظر الإسرائيلية. ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن “جهاز الأمن الإسرائيلي على اتصال دائم مع البنتاجون والقيادة العليا للجيش الأميركي. ويتبين من هذه المحادثات أن الأميركيين لا يعتزمون القيام بخطوة هجومية ضد إيران في هذه الأيام، وأنه على الرغم من الظروف السياسية الحساسة في واشنطن، ليس معقولا أن يترجم تصرف غير مألوف للرئيس إلى عملية عسكرية في الشرق الأوسط”.

وأضافت المصادر نفسها أن “إسرائيل أيضا لا تعتزم المبادرة إلى خطوة هجومية واسعة ضد إيران في أراضيها في هذه الأيام”، لكنهم اعتبروا أن “التخوف الأساسي في إسرائيل يتعلق بسلسلة سوء تفاهم متبادل يقود إلى اشتعال الوضع، خاصة على خلفية الخوف الإيراني من خطوة غير متوقعة من جانب ترامب”.

وتابع هرئيل أن “إسرائيل تحسبت من تطورات كهذه خلال فترات تصعيد تدريجي في الماضي. وتنسب سلسلة أحداث أدت إلى بدء عملية ’الجرف الصامد’ (العدوان على غزة عام 2014)، لقراءة متبادلة وخاطئة لأفعال الخصم من جانب إسرائيل ومن جانب حماس، وفيما تم تفسير خطوات موضعية بالخطأ بأن الجانب الآخر يعتزم بدء حرب”.

وأشار هرئيل إلى أن التوتر في إيران يؤثر على شريكاتها وأذرعها، وبينهم حزب الله والميليشيات في العراق وسورية. وفي هذه الأثناء لم تتحقق تخوفات أميركية وإسرائيلية بشأن عمليات انتقامية لاغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ولاغتيال العالم النووي الإيراني، محسنن فخري زاده.

رغم ذلك، أضاف هرئيل، فإن مستوى تأهب الجيش الإسرائيلي حاليا مرتفع جدا، وتم نصب بطارية دفاع جوي لصواريخ “باتريوت” في إيلات، والطيران الحربي الإسرائيلي يحلق بشكل مكثف في جميع الجبهات، وكذلك في الأجواء اللبنانية،، وخاصة في سماء بيروت. “ويبدو أن إسرائيل تستعد للجم هجوم محتمل ضدها، بصواريخ ومقذوفات وطائرات من دون طيار، منن جانب منظمات تعمل بتوجيه إيراني، وعلى عدة جبهات: سورية ولبنان في الشمال، والعراق في الشرق واليمن في الجنوب”.

تصنيف الحوثيين

وقد تسبب إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إدراج الولايات المتحدة الحوثيين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في إثارة مخاوف وتحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من تدهور الأزمة اليمنية لكنه في نفس الوقت يمثل ضربة لإيران وإدارة الرئيس المنتخب جو بايدن” وفقا لشبكة إن بي سي.

ويأتي قرار بومبيو في سياق جهود إدارة الرئيس المنتهية ولايته ترامب، حتى في أيامها الأخيرة، ممارسة الحد الأقصى من الضغوط ضد إيران التي تقوم بتمويل الحوثيين.

واستطرد التقرير: “يرى مؤيدون لقرار بومبيو  أنه يمثل ضربة لنفوذ طهران في الشرق الأوسط وللجهود المتوقعة من إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن لإعادة التواصل مع إيران والعودة مجددا إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب”.

وأفادت إن بي سي، بأن تصنيف الحوثيين سيدخل قيد التفعيل في 19 يناير قبل يوم من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سد الحكم في الولايات المتحدة.

وذكر بومبيو أن هذا التصنيف من شأنه أن يمنح أدوات إضافية لمواجهة “النشاط الإرهابي الذي تمارسه أنصار الله”، مشيرا إلى الاسم الآخر الذي تشتهر به جماعة الحوثيين.

اتهام إيران بدعم القاعدة

قال مصدران مطلعان لرويترز إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو سيتهم إيران بأن لها صلات بالقاعدة اليوم الثلاثاء 12 يناير (كانون الثاني)، من خلال استخدام وثائق رُفعت عنها السرية مؤخرًا.

ومع بقاء ثمانية أيام فقط قبل نهاية إدارة دونالد ترامب، يحاول بومبيو الدخول في تفاصيل الاتهام بأن إيران أصبحت ملاذًا آمنًا لقادة القاعدة، على الرغم من شكوك وكالات الاستخبارات والكونغرس.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) أن أبو محمد المصري، أحد العقول المدبرة للهجمات الإرهابية عام 1998 على السفارات الأميركية في أفريقيا، قُتل على يد عملاء إسرائيليين في إيران. ونفت إيران التقرير قائلة إنه لا يوجد “إرهابيون” من القاعدة على أراضيها.

وكتبت رويترز أن مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يعتقدون أن إدارة ترامب تحاول أن تجعل من الصعب على الإدارة الأميركية القادمة إعادة الاتصال بإيران، حيث قال بايدن إنه إذا أوفت إيران بالتزاماتها النووية، فستعود واشنطن إلى الاتفاق النووي.

وسبق أن اتهم بومبيو إيران بأن لها صلات بالقاعدة، بما في ذلك في عام 2017، عندما كان رئيسًا لوكالة المخابرات المركزية، إذ قال: “لقد عملت إيران مرارًا وتكرارًا مع القاعدة”. وكتبت “رويترز” أنه لم يقدم حتى الآن أدلة قوية في هذا الصدد.

انتهاك اتفاقية الأسلحة الكيماوية

وقد اتهم وزير الخارجية الأميركي، إيران باستخدام أسلحة كيماوية، حيث تناول “بومبيو” على “تويتر”،، سجل إدارة دونالد ترامب ضد منتهكي اتفاقية الأسلحة الكيماوية، مثل نظام بشار الأسد في سوريا، وقال إن بلاده “رفعت السرية عن معلومات حول استخدام إيران للأسلحة الكيماوية”.

وفي تغريدته، وضع بومبيو رابط تقرير أصدرته وزارة الخارجية الصيف الماضي حول امتثال الدول لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.

ويتهم التقرير إيران بإرسال أسلحة كيماوية إلى ليبيا في الثمانينات.

كما وجهت الحكومة الأميركية اتهامات أخرى ضد إيران، بما في ذلك إنتاج مواد كيماوية تستخدم في مكافحة الشغب وعدم إعلان امتلاكها لمنشآت أسلحة كيماوية.

استنفار حلفاء إيران

وقد كشفت صحيفة الجريدة الكويتية نقلًا عن مصدر مقرب من اللواء إسماعيل قآني قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، أن قآني أجرى زيارة خاطفة للبنان وسورية والعراق للقاء قادة الفصائل الموالية لطهران، والتنسيق معهم حول المرحلة الآتية بعد المصالحة الخليجية، ووضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالولايات المتحدة.

وقال المصدر، إن هذه الزيارة جاءت بعد تلقي إيران رسائل من فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، عبر وسطاء، يعتبرون فيها أن خطر توجيه ضربة عسكرية لإيران أو أحد حلفائها، خلال الأيام القليلة المتبقية من ولاية ترامب، تضاعَف رغم أن المؤسسة العسكرية والأمنية الأميركية ترفض هذه الخطوة.

وأشار إلى أن فريق بايدن طلب من الإيرانيين تفادي أي مواجهة عسكرية، وعدم الرد على أي خطوة أميركية محتملة؛ كي لا يستطيع ترامب الحصول على ما يصبو إليه، مضيفاً «لكن بعض قادة الحرس الثوري يرفضون مضمون هذا التحذير، الذي وصل من خلال وزارة الخارجية الإيرانية، ويعتبرون أنه يجب الرد على أي هجوم».

وذكر أنه رغم موقف هؤلاء القادة، فإن قآني اتجه إلى لبنان وسورية والعراق الذي كان لا يزال فيه حتى أمس، بأوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي، بعد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الخميس الماضي، للطلب من جميع حلفاء طهران تحصين أنفسهم، وتوزيع القوات، والحد من التحركات، واتباع سياسة «تفادي الوقوع في الفخ» حتى تنتهي ولاية ترامب في 20 الجاري.

وأوضح المصدر أن قآني طلب أيضاً من قادة ومسؤولي جميع الفصائل الموالية لإيران الحذر، تحسباً لعمليات اغتيال، وذلك بعد أن نجا اللواء عبدالرضا شهلايي مندوب الحرس الثوري المقيم باليمن من عمليتي اغتيال الشهر الماضي بطائرات مسيرة.

ربما يعجبك أيضا