مركز فاروس: مصر وجنوب السودان ملامح العلاقة وتزايد الأهمية

يوسف بنده

رؤية

نشر مركز فاروس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية، تقريرًا مفصلًا، أعدته د. أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حول ملامح العلاقات المصرية الجنوب سودانية، التي سبقت استقلال دولة جنوب السودان عام ٢٠١١، كما أنها امتلكت مساراتها الخاصة وقنوات تفاعلها تحت مظلة السودان التاريخي قبل وبعد استقلاله عام ١٩٥٦، وربما تكون بعض أسباب هذه الوضعية هي حالة الصراع التي كانت قائمة بين كل من مصر وبريطانيا في آتون معارك الاستقلال الوطني عن الاستعمار في منتصف الخمسينات من القرن الماضي والدور الذي لعبته مصر حتى تقاوم المشروع البريطاني في منح شمال السودان استقلاله، ومنعه عن جنوب السودان ليظل تحت سلطة الحاكم العام البريطاني.

كما لعب الدعم الثقافي المصري للجنوبيين في السودان أيضًا دورًا مركزيًّا في جعل مسارات العلاقات الرسمية الحالية علاقات تتسم بنوع من القبول والدفء، ذلك أن مصر قد بدأت نشاطها الثقافي في جنوب السودان بإنشاء مدارس في ملكال ومناطق أخرى من الجنوب اعتبارًا من عام ١٩٥٣، كما كان لبعثات الأزهر خلال الستينيات دورًا مشهودًا في الرعاية الروحية للمسلمين من الجنوبيين والذين يشكلون تقريبًا ٢٠٪ من السكان حاليًا.

كما يضاف ثالثًا الاهتمام المصري بالمنح الدراسية للجنوبيين منذ فترة طويلة، ذلك أن معظم النخب السياسية الجنوب سودانية تخرجت من جامعتي القاهرة والزقازيق، وهي السياسية المصرية الممتدة حتى الآن؛ إذ ينتشر الطلبة الجنوب سودانيين في الجامعات المصرية بمعدل يزيد عن ٦ آلاف منحة دراسية.

ويملك جنوب السودان لمصر قبل وبعد استقلاله أسبابًا متعددة لتكون دولة ذات أهمية استراتيجية، خصوصًا مع ما تملكه من معطيات في إطارين الأول المنظومات التعاونية التنموية القائمة على التوسع الزراعي والرعوي في دول حوض النيل وكذلك مشروعات تجميع الفواقد المائية في عدد من المستنقعات وزيادة الموارد المائية القابلة للاستخدام البشري في نهر النيل.

وتملك جنوب السودان أهمية كبيرة في استقرار/ أو عدم استقرار دول القرن الأفريقي وحوض النيل نظرا لحالة التشابك القبلي والعرقي بين جنوب السودان وجيرانه، وهذا الاستقرار له أهميته القصوى في ضمان الأمن الإقليمي، ويعد عنصرا من عناصر الأمن القومي المصري.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا