بدعم أمريكي علني.. تل أبيب تحاصر ميليشيات إيران في سوريا

رؤية – أشرف شعبان

غارات إسرائيلية شديدة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على سوريا في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق (23,10 ت غ) من فجر الأربعاء، حيث شن أكثر من 18 ضربة جوية في المنطقة الممتدة من دير الزور إلى الحدود السورية العراقية بالقرب من مدينة البوكمال ما أدى إلى سماع دوي انفجارات عديدة، واستمرت لمدة 35 دقيقة حيث تسببت بحالة هلع كبيرة لدى الأهالي. بحسب ما أكده المرصد السوري ووكالة سانا للأنباء.

استهداف مخازن للأسلحة ومواقع عسكرية

في الوقت الذي أكدت فيه الوكالة الرسمية السورية «سانا»، أنه سيتم التدقيق في نتائج الغارات في مدينتي دير الزور والبوكمال، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات استهدفت مخازن للأسلحة ومواقع عسكرية شرق سوريا.

مصدر سوري أكد أن الأنباء الأولية، تشير إلى أن العدوان ناجم عن صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية من داخل الحدود العراقية، مؤكدا أن فرق الإطفاء والدفاع المدني في دير الزور هرعت لإخماد حرائق نتجت عن الهجوم.

القصف الثاني خلال 2021

يأتي هذا فيما ذكر المرصد السوري أن القصف الإسرائيلي، الذي يعد الثاني من نوعه على سوريا خلال العام 2021 الجاري، أسفر عن مقتل سبعة عناصر من قوات النظام، بالإضافة إلى 16 آخرين من المقاتلين الموالين لإيران من غير السوريين. كما أصيب أكثر من 28 آخرين بجروح بعضهم في حالات خطرة، وفق المرصد.

وتخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب قوات النظام.

تعاون أمريكي إسرائيلي

من جانبه، أكّد مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى لوكالة «أسوشيتد برس» بأن الجولة الأخيرة من الغارات الإسرائيلية على شرق سوريا نفذّت بناء على بيانات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

وأشارت الوكالة إلى أن تصريحات المسؤول تمثل حالة نادرة للتعاون العلني بين “إسرائيل” والولايات المتحدة في اختيار أهداف لعملياتهما في سوريا.

قصف نحو 50 هدفًا في سوريا

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أكد في تقريره السنوي قبل أسبوعين أنه قصف نحو 50 هدفًا في سوريا خلال عام 2020 فقط.

ولم يقدم التقرير السنوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل عن الأهداف التي قصفت، لكنه شن منذ اندلاع الحرب في عام 2011، مئات الضربات الصاروخية والجوية على القوات النظامية السورية وقوات إيرانية تدعمها ومقاتلين من حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام، مستهدفة مواقع للجيش ومنشآت ومخازن للأسلحة.

منع الوجود العسكري الإيراني في سوريا

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تعهّد باستمرار منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري في جارتها الشمالية.

ما بين كل ليلة وضحاها، تخرج وكالة أنباء النظام سانا بخبر يكاد يتكرر بشكل شبه يومي وبالصيغة ذاتها «تمكن دفاعاتنا الجوية من التصدي لعدوان إسرائيلي».

وكانت آخر تلك العمليات في عام 2020، قصف استهدف مليشيا حزب الله اللبناني في منطقة الزبداني بريف العاصمة دمشق مخلفتة قتلى وجرحى في صفوف المليشيات.

20 عملية نوعية

التقرير السنوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد أيضًا أنه نفذ 20 عملية نوعية خاصة على الحدود السورية اللبنانية، دون أي مضايقات من قبل قوات النظام.

سبق هذا التقرير، بيانا آخر أكد فيه أن مضادات الأسد الأرضية لا تعيق حركة القصف الإسرائيلي على أي منطقة تريدها إسرائيل في سوريا.

الجنوب السوري الأكثر قصفا

الجنوب السوري كان الساحة الأكثر والأقرب للقصف الإسرائيلي، فلا تكاد المليشيات الإيرانية تتموضع حتى تسبقها إليه الصواريخ الإسرائيلية، فامتد ذلك شرقا حتى الحدود السورية العراقية، فتعرضت أغلب مواقع المليشيات في الميادين والبوكمال لقصف إسرائيلي، والحال كذلك في ريفي حماه الشرقي والغربي، إذ تعرضت كل من المصياف والسلمية لقصف مشابه.

ما كان مجهولا منذ عام 2011، بات معلوما مع نهاية 2020، فقليلا ما كانت إسرائيل تعترف بقصفها لمواقع النظام والمليشيات الإيرانية، بل زاد الطينة بلة أن الاحتلال هدد بأن غاراته ستستمر ما بقي عنصر إيراني واحد في سوريا، أما روسيا فلعبت طوال تلك الفترة دور المتفرج.