«ستموت في العشرين» يأخذ السودان للأوسكار.. هل تكون مُجرد قفزة في الهواء

أماني ربيع

رؤية

لوس أنجلس – بدأت الجولة الأولى للتصويت على الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وأصبحت الأفلام متاحة حصرا في منصة غرفة العرض الإلكترونية المخصصة للأعضاء البالغ عددهم 8469 عضوا.

وحافظت ثماني دول عربية على تواجدها في المسابقة وهي السودان بفيلم “ستموت في العشرين” وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج السوداني أمجد أبو العلا الذي تمكن من حجز مكانة للسودان للأول في التاريخ في مسابقة الأوسكار، ويحظى هذا الفيلم باهتمام كبير من النقاد منذ أن حاز على جائزة مهرجان برلين مما يجعله منافسا قويا لدخول قائمة الـ9 أفلام المرشحة رسميا للأوسكار.

ويجسد فيلم ” ستموت في العشرين “، وهو أول عمل درامي سوداني يُعرض على منصة ” نتفلكس ” وأول إنتاج من هذا البلد العربي يُرشح إلى جوائز الأوسكار، قفزة نوعية في السينما السودانية تتزامن مع التحول السياسي في البلاد.

وقال المنتج المصري حسام علوان، منتج أول فيلم روائي في السودان منذ عشرين سنة، إن ترشيح الفيلم الى جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي وعرضه على ” نتفلكس ” “يعززان حضور السينما السودانية دوليا”.، بحسب وكالة فرانس برس.

وأوضح علوان أن السينما السودانية بحاجة لدعم من النظام السياسي الجديد سواء على صعيد التشريعات أو تيسير البنية التحتية، مبديا تخوفه من عدم ذهابها بعيدا في حال عدم حصولها على هذا الدعم، إذ “إن لهفة مهرجانات العالم على عرض أفلام سودانية لن تبقى إلى الأبد”.

وتدور أحداث الفيلم الذي أخرجه أمجد أبو العلاء حول شاب تقول نبوءة من أحد الدراويش الصوفيين إنه سيموت حينما يكمل عشرين عاما، فيقضي أيامه في قلق وترقب حتى يحدث ما يغير حياته تماما، إذ يلتقي مع مخرج مغامر في قريته يستعرض معه تجاربه في الحياة.

ووقّعت الشركة المنتجة للعمل أخيرا عقدا مع شركة التوزيع السينمائي الأمريكية “فيلم موفمنت” لتوزيع الفيلم وعرضه في أمريكا الشمالية.

ونال الفيلم في 2019، جائزة “أسد المستقبل” من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وجائزة “نجمة مهرجان الجونة الذهبية” لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مصر، وجائزة “التانيت الذهبي” من مهرجان أيام قرطاج السينمائية في تونس.

وقال مخرج الفيلم أمجد أبو العلاء: “انطلقنا في العمل بالفيلم ونحن ندرك حاجة مجتمعنا إلى أحلامنا ونتصرف بدون الشعور بعد فقدان الثقة والإحباط التي عانت منها الأجيال التي سبقتنا”.

وأبدى ملاحظة على طبيعة الأفلام السودانية التي تواجدت مؤخرا في الفعاليات السينمائية الدولية، وحازت تقديرا واسعا، بأن صناعها عاشوا خارج السودان لفترات طويلة، حيث يعمل أبو العلاء في دبي، التي يقيم فيها منذ طفولته، أما مروة زين مخرجة “الخرطوم أوفسايد”  فتعيش بين القاهرة والخرطوم وكذلك صهيب الباري مخرج “حديث عن الأشجار”.

وقال: “نحن أبناء الشتات، لذلك جاءت معالجتنا لقضايا السودان من عين ناقدة وواثقة”.

ويخشى أبو العلاء أن يكون صعود السينما السودانية “مجرد قفزة في الهواء، لأنه تم بمجهود ذاتي، وبدون أي دعم رسمي أو بنية تحتية مؤهلة”.

وشدد على أن نمو صناعة السينما السودانية في المستقبل يحتاج إلى دعم من الدولة واستدرك: ” بالطبع في الوقت الحالي لا تبدو الأوضاع مهيأة لذلك، فمن الظلم أن نطالب النظام الجديد بتحمل هذا العبء في ظل اقتصاد منهار”.

وتسعى مؤسسة “سودان فيلم فاكتوري” التي تأسست في الخرطوم في 2010، لتعزيز صناعة الأفلام المستقلة في السودان وتشجيع أجيال جديدة على الاهتمام بالسينما، وتحصل على بعض الدعم من مؤسسات دولية.

ونفذت المؤسسة أكثر من ثلاثين ورشة تدريب في السيناريو والتصوير والإخراج والمونتاج والأزياء، وأنتجت أكثر من ستين فيلما روائيا ووثائقيا وتجريبية قصيرة شارك كثير منها في مهرجانات عديدة حول العالم، في البرازيل وهولندا وكوريا الجنوبية واليابان وجنوب إفريقيا ومصر ونيجيريا.

وترى الناقدة المصرية رشا حسني أن 2019 كان “عاما للسينما السودانية بامتياز”، فقد حظي مثلا فيلم “حديث عن الأشجار” للمخرج صهيب الباري، بجائزة أفضل فيلم وثائقي باختيار الجمهور، في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2019.

ويتتبع جهود “نادي الفيلم السوداني” التي يقوم بها المخرجون المتقاعدون إبراهيم شداد ومنار الحلو وسليمان محمد إبراهيم والطيب مهدي، لإعادة فتح دار سينما خارجية في مدينة أم درمان لإعادة الجمهور إلى السينما.

وحظي فيلم “الخرطوم أوفسايد” للمخرجة مروة زين باهتمام نقدي لافت، ويتحدث عن مقاومة النساء لقرار رسمي بحظر مشاركتهن في مباريات كرة القدم،  وفاز بجوائز أبرزُها جائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأكاديمية الإفريقية للأفلام الخامس عشر، وجائزة في مهرجان أيام قرطاج السينمائية.

ربما يعجبك أيضا