هل تنجح لعبة «الكراسي المتحركة» في سوريا؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

صورة لـ«أسماء الأخرس» في مقر حكومي بالعاصمة السورية، دمشق إلى جانب أخرى لزوجها بشار الأسد ترسم مجددًا علامات استفهام حول مستقبل «وجه الديكتاتورية الجميل» لا سيما وأنها جاءت بعد رفع صورة كبيرة لها في منطقة بابا عمرو في مدينة حمص خلافا لما كانت عليه العادة بتصدير صورة حافظ الأسد وأبنائه.

تسويق لـ«شخصيتها القيادية»

بالعودة إلى الوراء وخلال السنوات القليلة الأخيرة، يستطيع المتابع للشأن السوري أن يلاحظ نشاط السيدة الأولى في سوريا، لا سيما بعد زياراتها المتكررة واستقبالها لعناصر ميليشيا الأسد المصابين في المعارك وأهالي الضحايا، فضلا عن توجهها إلى الساحل السوري بعد اندلاع حرائق ضخمة تسببت في دمار واسع في محاولة للاقتراب من العائلات المتضررة والغاضبة من الإهمال والعجز الحكومي .

نشاط يراه مراقبون ومحللون للشأن السوري بأنه ربما محاولة لتلميع أسماء الأخرس وتسويقا لشخصيتها «القيادية» شعبيا في وقت فرضت فيه واشنطن عقوبات قاسية طالتها مع زوجها وابنها بسبب عرقلتها للحل السياسي للأزمة المتافقمة في البلاد منذ سنوات. فضلا عن مناداة أصوات حقوقية بسحب الجنسية البريطانية منها بسبب مشاركتها في حصار وتجويع الشعب السوري واحتكار موارده والسيطرة على ثرواته مع عائلتها .

حتى في مرضها بسرطان الثدي الذي انتصرت عليه فجأة، لم تفوت الفرصة من أجل الدعاية والترويج لنظام الأسد، قبل أن تطوقها واشنطن بعقوبات قيصر وتحجم بعضا من نفوذها.

محاولات التسويق هذه، وإن شئت فقل التلميع، تعيد إلى الذاكرة تلك التي ُنظمت لبشار الأسد لكسب شرائح السوريين وإعداده للحكم ما بين عامي ١٩٩٧ -٢٠٠٠.

سيناريو جديد قديم

تمتلك أسماء «المؤهلات المطلوبة» فهي امرأة بريطانية الجنسية، تجيد اللغة الإنجليزية واللغة العربية ودرست خارج سوريا ولها علاقات مع البنوك التي تمرنت بها ثم طورت علاقاتها بها بعد زواجها وهي سنية ويمكن أن تكون ضمانة للطائفة العلوية وللأقليات في سوريا ولم تتلوث يداها بالدماء، لذلك ترغب بعض القوى الكبرى عبر سيناريو جديد قديم بتسلمها السلطة في البلاد خلفًا لزوجها بشار.

فأسماء الأسد وبحسب مصادر لـ«إيلاف» من السهل بعد ذلك الضغط عليها أو التنسيق معها وإنشاء هيئة حكم انتقالية ضمن صفقة دولية متكاملة، غير عابئين بموقف زوجها فهو وفقا لهم «مجبر أخاك لا مخير» ولن يكون أمامه سوى خيار القبول.

الموقف الأمريكي

لكن ماذا عن الموقف الأمريكي من هذا السيناريو المرسوم بدقة وإحكام من بعض الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية؟

بالنظر إلى العقوبات الأخيرة والتي شملت أسماء الأخرس وأسرتها وابنها حافظ، بموجب قانون «قيصر» يبرز الموقف الأمريكي بوضوح في هذا السياق، وهو الرفض التام لمحاولات / خطة إبدال رأس النظام بزوجته.

لا سيما وأنه كما يبدو بأن واشنطن تنظر إلى «أسماء» على أنها صورة من الأسد نفسه، أو كما يقال هما وجهان لعملة واحدة.

مع هذا فإن توقيت فرض العقوبات الأمريكية بالتزامن مع حملات «التلميع» لزوجة الأسد، ربما محاولة من إدارة ترامب المنتهية ولايته، لإحراج الرئيس المنتخب جو بايدن، وعرقلة أي تفاهم من شأنه أن يكون لأسماء الأسد أي دور في حكم سوريا مستقبلا.

وردة الصحراء الشائكة

وصفتها صحيفة «لوتان» السويسرية بـ«وردة الصحراء الشائكة» ولدت في لندن وتحمل الجنسية البريطانية وإن كانت أصولها ترجع إلى مدينة حمص السورية حيث مسقط رأس والدها طبيب القلب «فواز الأخرس».

لمع نجم أسماء الأسد من خلال إدارتها لمؤسسات المجتمع المدني وظهورها المتكرر مع زوجها في معظم المناسبات وحصلت على دعم أممي وأوروبي.

أسماء الأخرس التي تعاقدت مع شركات علاقات عامة بهدف التسويق لنفسها، لم تفلح بسبب دعمها العلني لسياسة القتل في البلاد وسعيها إلى تلميع صورة زوجها ونظامه، فظهرت مع جرحى وأمهات قتلى ومعتقلين .

ربما يعجبك أيضا