اجتماعات جنيف.. الفرصة الأخيرة أمام الفرقاء الليبيين

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

عادت الاجتماعات السياسية الليبية إلى جنيف، حيث انطلقت في قصر الأمم المتحدة بالمدينة السويسرية  أعمال اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي، الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة. وتخصص الاجتماعات لتبادل وجهات النظر والأفكار حول آليات اختيار السلطة الجديدة بين أعضاء اللجنة الاستشارية تحت إشراف البعثة الأممية.

يلتقي أعضاء اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي والمكلفة بحل خلافات السلطة التنفيذية في اجتماعات مباشرة تمتد على مدى 3 أيام لمناقشة القضايا الخلافية العالقة وغير المتفق عليها، وتتعلق أساساً بآليات اختيار القيادة السياسية الجديدة بليبيا، في محاولة اعتبرت بمثابة “الفرصة الأخيرة” لإنقاذ المسار السياسي للمفاوضات ووقف النزيف الليبي.

وقالت البعثة الأممية في بيان أمس، إن اجتماع اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، سيناقش القضايا العالقة ذات الصلة باختيار السلطة التنفيذية الموحدة. وتمسكت البعثة بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر 2021، معتبرة أن ذلك «أمر ثابت» لديها.

السلطة التنفيذية

قالت مصادر مطلعة إن نقاش، اليوم الجمعة، تمحور حول آلية الانتخاب والترشح للسلطات المقبلة، والتأكيد على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر نهاية العام الجاري.

وأول أمس الأربعاء، انطلقت في جنيف اجتماعات اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، والتي تستمر حتى السبت، لمناقشة اختيار السلطة التنفيذية الموحدة.

وقالت المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني وليامز، في كلمتها أمام اجتماع اللجنة الاستشارية لملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، إن هناك تقدمًا تم إحرازه على مختلف المسارات من خلال اللجنة العسكرية المشتركة أو المسار الاقتصادي، الذي توج باجتماع لتوحيد الميزانية بالبريقة.

وأشارت وليامز إلى أن الحوار السياسي الليبي أنجز الكثير خلال اجتماعات تونس، أهمها؛ إقرار خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية للحل الشامل، وشروط الترشح لمهام السلطة التنفيذية، وصلاحيات السلطة التنفيذية الموحّدة وإقرار موعد للانتخابات.

زخم أوروبي

زخم أوروبي تشهده الأزمة الليبية بالساعات الأخيرة، فيما أعرب حلف شمال الأطلسي “ناتو” عن استعداده لمساعدة ليبيا على بناء مؤسساتها.

رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ناقش هاتفيًا مع نظيره البريطاني بوريس جونسون، عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، بينها الملف الليبي.

وقال كونتي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، إنه ناقش مع جونسون الوضع في ليبيا وتكثيف العلاقات الثنائية.

وفي بيان منفصل، أعربت إيطاليا عن ترحيبها بانعقاد أعمال اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، في مدينة جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدة أنها تمثل “خطوة بالغة الأهمية في المرحلة الحالية الحساسة من العملية السياسية في ليبيا، وفي أفق إجراء انتخابات سياسية في شهر ديسمبر (كانون أول) من هذا العام”.

عثرات

يشار إلى أنه بعد حوالي 3 أشهر من بداية المحادثات السياسية بين أطراف النزاع الليبي، عجزت البعثة الأممية على خلق توافق حول سلطة تنفيذية واحدة بسبب خلافات حول آليات الاختيار.

وانحسر التنافس بين الآلية الثانية التي تقصي وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا من تولي منصب رئيس الحكومة، وتضعف آمال عقيلة صالح في تولي رئاسة المجلس الرئاسي، والآلية الثالثة التي ترفع من حظوظهما.

وتبعاً لهذا الانسداد، لجأت البعثة في الثاني من يناير الحالي، إلى تشكيل لجنة استشارية من أعضاء ملتقى الحوار السياسي تضم 18 عضواً من مختلف الأقاليم والانتماءات السياسية، تكون مهمتها تقديم مقترحات بشأن آلية اختيار المرشحين لشغل المناصب السيادية، وتذليل العقبات وحلحلة الخلافات أمام عملية اختيار السلطة التنفيذية. كما أن أعمالها محددة زمنياً بشكل صارم بحيث لا تتجاوز الأسبوعين.

إلى ذلك تأمل البعثة الأممية أن يتوصل أعضاء اللجنة خلال اجتماعات جنيف إلى آلية واحدة لاختيار السلطة التنفيذية، من أجل تحقيق اختراق في المسار السياسي، الذي اصطدم بحائط اختيار أسماء المناصب السيادية، لتمهيد الطريق أمام إجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الحالي.

ربما يعجبك أيضا