الإخوان إرهابية..سياسيون لـ«رؤية»: رسالة من الديمقراطيين و”حسم” شبه ميتة

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

صفعة جديدة على وجه جماعة الإخوان الإرهابية بعد أن أعلنت واشنطن إدراج حركة “حسم” التابعة لها على قوائم التنظيمات الإرهابية الأجنبية، ربما جاءت الخطوة متأخرة كثيرًا لكنها حتمًا أدرجت خطورة التنظيمات والجماعات الإرهابية وسياستها الدموية في نشر العنف ورعاية الإرهاب في العالم أجمع.

وفقا لبيان الخارجية الأمريكية الذي صدر فجر الجمعة، فإنها أدرجت أيضا كلا من يحيى السيد إبراهيم موسى، وعلاء علي علي محمد السماحي على لائحة الإرهابيين الدوليين، بموجب المادة 1(أ) (2) (ب) من الأمر التنفيذي رقم 13224 لأنهما قائدين في حركة «حسم».

تسعى هذه الإدراجات إلى حرمان حركة حسم وقيادتها من الموارد اللازمة للتخطيط لهجمات إرهابية وتنفيذها.

وتشتمل نتائج عملية الإدراج هذه من بين نتائج أخرى على تجميد كافة ممتلكات «حسم» و«موسى» و«السماحي» ومصالحهم في الممتلكات الواقعة في الولايات المتحدة أو التي تندرج ضمنها أو التي يمتلكها أو يسيطر عليها مواطنون أمريكيون، كما يحظر على الأمريكيين الدخول في أي معاملات معهم بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، يعد توفير الدعم المادي أو الموارد عن علم لحركة حسم أو محاولة توفيرها أو التواطؤ لتوفيرها جرما اتحاديا لكونها مدرجة كمنظمة إرهابية أجنبية.

سلاح

حركة «حسم» هي جماعة إرهابية نشطة في مصر، أنشئت في عام 2015، وأعلنت مسؤوليتها عن اغتيال الضابط في جهاز الأمن الوطني المصري إبراهيم عزازي ومحاولة اغتيال مفتي الجمهورية السابق علي جمعة.

كما أعلنت حركة «حسم» مسؤوليتها عن هجوم 30 سبتمبر 2017 على سفارة ميانمار في القاهرة، وفي أغسطس 2019، قامت الحركة بتفجير سيارة مفخخة قوية خارج مستشفى في القاهرة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة العشرات.

موسى هو زعيم حركة حسم ومتمركز في تركيا، على غرار السماحي الذي هو مسؤول كبير في الحركة ويلعب دورا في عمليات المجموعة، وفقا للبيان.

وشارك السماحي في التخطيط للهجمات، بما في ذلك لناحية اختيار الأهداف، كما يدير جوانب مالية وتخصيص الأموال في صفوف الحركة، وكان بعض قادة حركة حسم مرتبطين في السابق بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.

حسم

هل لتوقيت القرار أي دلالات سياسية؟

يرى د. مصطفى حمزة -باحث متخصص في الإرهاب الدولي ومدير مركز دراسات الإسلام السياسي- لـ«رؤية»، أن القرار تأخر عن توقيته المناسب بكثير جدًا لأن «حسم» أصبحت شبه ميتة بعد مقتل القيادات الكبيرة.

وأضاف حمزة: «لو كانت الخارجية الأمريكية جادة في عملية محاربة التنظيمات والكيانات الإرهابية لأدرجت جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، خاصةً أنها الجماعة الأم لكل التنظيمات الإرهابية، و«حسم» جزء صغير جدًا من تنظيم الإخوان، وحظر التنظيم يساهم في تجفيف منابع الإرهاب.

عن توقيت القرار، لفت الباحث السياسي إلى أنه ربما يكون للتوقيت دلالة في إرسال رسالة من الديمقراطيين بأنهم ضد الإرهاب ولا يدعمون تنظيماته المختلفة، لكنها ستفشل في تبييض صورتها لأنها أدرجت «حسم» بعدما أصبحت جسدًا ميتًا.

من جانب آخر، قال حمزة: «إن هذه القوائم التي تحدثها الخارجية الأمريكية تخضع لحسابات أخرى مرتبطة بمصلحة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، والدليل على ذلك أنها تركت أبو بكر البغدادي فترة طويلة يرتكب جرائمه دون وضعه على هذه القوائم».

فيما رأى منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن قرار الخارجية الأمريكية الأخير وضع ميلشيات حركة «سواعد مصر.. حسم» الإخوانية على قوائم الإرهاب ربما يكون مقدمة لإدراج حركة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب الأمريكية، بعد تعطيل أكثر من مشروع قانون في الكونجرس الأمريكي في هذا الشأن.

ولفت منير إلى أن الإدارة الأمريكية منتبهة لخطر التنظيم وتهديده للأمن والسلم الدوليين، وهو ما دفعها لوضع الميلشيات المسلحة التابعة للتنظيم على قوائم الإرهاب وقياداته، وهو ما سوف يدفع المؤسسات الأمريكية للتعامل بجدية مع التنظيم الذي خرجت من رحمه أغلب التنظيمات المتطرفة التي تعمل على الساحة، حسبما ذكر موقع صحيفة “اليوم السابع”.

وأضاف أديب، أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى لقطع الطريق أمام إدارة الديمقراطيين وإمكانية فتح قنوات اتصال مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية أو التنظيمات المتطرفة في ظل وجود الرئيس جو بايدن داخل البيت الأبيض، لافتًا إلى أن هذه القرارات ربما تدفع الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارات كثيرة متوقعة منها التصالح مع جماعات العنف والتطرف والتمرد في منطقة الشرق الأوسط.

لفت أديب إلى أن قرار الخارجية الأمريكية سوف يُعزز فرص مواجهة الإرهاب دوليًا، خاصة وأن أمريكا كانت تقف على الحياد إزاء أدوار كان يجب عليها أن تقوم بها مثل مواجهة الجماعات والتنظيمات المتطرفة.

بينما يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن قرار وزارة الخارجية الأمريكية، بالأمس، إدراج حركة “حسم” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، رسميًا، على قوائم المنظمات الإرهابية الأجنبية التي تصدرها الوزارة مرة كل عامين، هو خطوة جيدة رغم تأخرها، ودليل على بداية إدراك العالم لمخاطر الجماعة الإرهابية وأهدافهم في ضرب استقرار الدول.

ولفت إلى أن الأهم من ذلك هو إدراج جماعة الإخوان نفسها كتنظيم إرهابي والاعتراف بذلك، مشيرا إلى أن المواطن أصبح يدرك شر هذه القوى وما تريده من أهداف تخريبية وتدميرية للدول، مؤكدا أن لابد من الأخذ في الاعتبار أن هذا القرار خرج في الوقت المستقطع من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقبل ساعات من رحيله.

للاطلاع على رابط البيان الأصلي: أضغط هنا

ربما يعجبك أيضا