الأردن في مواجهة كورونا.. تهديد حكومي مبطن بـ«عودة الإغلاقات» يثير حفيظة الرأي العام ‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – أثار تهديد حكومي مبطن لوزير العمل في الحكومة الأردنية معن القطامين، بشأن عودة الإغلاقات والتشديد بعد يومين من إعلان فتح قطاعات جديدة وإلغاء الحظر الشامل أيام الجمعة، حفيظة الرأي العام المحلي. 

وخلال إيجاز صحفي قدمه سبعة من وزراء حكومة رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أمس السبت قال الوزير القطامين: إن فتح القطاعات الاقتصادية جاء ضمن دراسة مستفيضة وخطة مدروسة، بدءا من رفع ساعتين من الحظر ثم يوم الجمعة وأخيرا خطة شباط المقبل لفائدة الأفراد والمنشآت معا.

وأردف قائلا: “لكن ما جرى مشاهدته يوم الجمعة كان مقلقا وخطيرا”.

وأشار إلى أن التقييم جرى طرحه في البداية حول فتح القطاعات من ناحية الالتزام أو عدمه، إلا أننا لاحظنا تجاوزات امس عند بعض من الأفراد والمنشآت بصورة تؤثر على الملتزمين، ومن هنا سنقيم الوضع للاستمرار أو العودة إلى الإجراءات السابقة.

وأثارت تصريحات الوزير هذه، انتقادات العديد من النشطاء في الأردن. 

وطالب ناشطون الحكومة بمحاسبة وزرائها يوم تجمعهم تحت قبة البرلمان مع العشرات من النواب بعدما نالت ثقة المجلس الأربعاء الماضي. 

وكتب الناشط أمجد حجازين ” الواحد قد ما بسمع بهدلة وتهديد ،، صار يحس حاله راسب توجيهي مش مواطن .. بدكم ترجّعوا الحظر رجّعوه ،، بس تظلوا تهددوا بالناس وتحسسوهم أنكم أحسن منهم ،، عيب والله يا حكومة ما بعد النهضة”.

 وتساءلت الصحفية مشيرة الزيود ” ممكن نفهم وزير العمل ليش طالع يحكي عن خروج الناس؟ شو دخله بالحظر وإجراءات السلامة العامة؟ هو استعراض وطالعين على الشعب بالصوت العالي؟”.

أما الصحفي راشد العساف فقال عبر صفحته على فيسبوك ” المؤتمر كله تحذير “تهديد” مبطن .. كان الأجدر على الحكومة القيام بواجباتها على الأرض من خلال إنفاذ أمر الدفاع ١١، بدلا من استمتاع القائمين على تطبيق تعليماتها بيوم الإجازة”.

من جانبه، قال الإعلامي هاشم الخالدي “مؤتمر (العين الحمرا)  معيب بحق الأردنيين إذا في اكم واحد خالف تعليمات أوامر الدفاع هذا واجب الحكومة أنها تجيبه وتعاقبه أما إني أتعاقب أنا وغيري الملتزمين لأجل عيون “موقعة سوق الحمام” بوسط البلد فهذا شيء غير مقبول”.

التهديد بالعودة لتشديد الإجراءات، لم يتوقف عند وزير العمل وحده، فقد قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة علي العايد إن “الاستهتار والتجاوزات التي لمسناها من البعض يوم الجمعة، قد تضطر الحكومة للعودة عن الإجراءات التخفيفيّة والتشدّد في فتح القطاعات”.

وقال العايد “هناك حالة من عدم الالتزام لدى شريحة من الأفراد والمنشآت يوم أمس، سواءً من حيث إهمال إجراءات الوقاية أو إقامة التجمّعات أو الاكتظاظ”.

بدوره، أكد وزير السياحة والآثار نايف الفايز، أن لجان الرقابة والتفتيش ستستمر بتكثيف حملاتها لضمان التزام المنشآت ومرتاديها بالإجراءات الصحية الوقائية وشروط السلامة العامة.

وبين الوزير، أن هذه اللجان ستشدد العقوبات بحق المخالفين إلى درجة الإغلاق، داعيا المواطنين والمنشآت كافة إلى التزام الإجراءات الصحية الوقائية لكي تستمر بعملها ولا نعود للإغلاقات السابقة.

وزير الداخلية يتوعد 

ولم يتوقف التهديد الحكومي المبطن عند هذا الحد، فقد أعلن وزير الداخلية سمير المبيضين أن المحافظين وقادة الأقاليم ومدراء الشرطة سيتولون تكثيف الحملات الأمنية والانتشار الأمني وزيادة فرق حملات التفتيش في مختلف المواقع تطبيقاً لأوامر الدفاع.

وأكد المبيضين خلال إيجاز صحفي اليوم السبت أنه لن نتهاون أو نسمح بتعريض سلامة الأردنيين للخطر بأي عنوان أو مسمى وتحت طائلة المسؤولية.

وشدد على أن تكرار مثل هذه الممارسات غير المسؤولة قد تنشئ بؤرا موبوءة، وقد تسهم في انتشار العدوى وتسبب انتكاسة في الوضع الوبائي.

وقال إن على”المواطن المخالف أن يتحمل مسؤولية مخالفته وتصرفاته”.

أما وزير الأوقاف محمد الخلايلة، فدعا المواطنين للتقيد بإجراءات السلامة العامة في المساجد، لتبقى منارة للأمن والأمان وحتى لا تكون بؤرا لنقل الوباء.

وقال: إن حفظ النفس البشرية من مقاصد الشريعة الإسلامية، وحتى لا نعود لإغلاق مسجد أو لمربع إغلاق المساجد أو “صلوا في بيوتكم”.

من جانبه، أكد وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات -خلال الإيجاز الحكومي- أن العالم ما زال في قلب المعركة مع فيروس كورونا ما ألزم دول العالم بفرض إجراءات قاسية بسبب تسجيل أعداد عالية من الإصابات.

وقال إنه وبالرغم من تحسن المنحنى الوبائي لكننا ما زلنا في مرحلة الانتشار المجتمعي، ونحن معرضون للإصابة وانتشار الوباء مستقبلا حال عدم التزامنا بإجراءات السلامة العامة.

وأشار إلى رصد مخالفات بخصوص الالتزام وعدم ارتداء الكمامة أو التباعد الجسدي وحضور التجمعات ووجود مخالفات لأمر الدفاع.

وأكد عبيدات، أن بدء العمل ببرنامج التطعيم الوطني يجب أن يكون حافزا إضافيا للالتزام بوسائل الوقاية.

وسجل الأردن أمس السبت، 16 وفاة و706 إصابات بفيروس كورونا المستجدّ، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 4137 وفاة و313557 إصابة منذ بدء الجائحة في منتصف آذار مارس الماضي.

ربما يعجبك أيضا