تركيا والصين.. هل لقاح «كورونا» مقابل تسليم الإيجور!

محمود رشدي

وسط مخاوف الإيجور المقيمين في تركيا من الترحيل إلى الصين عقب المصادقة على اتفاقية تبادل مطلوبين، قللت أنقره من هذه المخاوف لدى هذه الجالية المسلمة، لكن تقارير اتهمت أنقرة بإعادة إيجور سرا إلى الصين عن طريق طرف ثالث، ولاسيما عقب تصديق أنقرة على لقاح كورونافاك الصيني في مقايضة مشبوهة مفادها تسليم الإيجور مقابل اللقاح.

ومنذ خمسينيات القرن الماضي، وجد الآلاف من الإيجور الفارين من الاضطهاد في الصين ملاذًا في تركيا، حيث يتشاركون في تراث لغوي وثقافي وديني مشترك مع الأتراك، وأصبحت هذه الجالية في خطر بعد التوصل إلى اتفاق أخير بين أنقرة وبكين. وفقا لموقع “صوت أميركا”.

صفقة مشبوهة

قال موقع المونيتور الأمريكي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه اتهامات بالمساومة على مصير الإيجور المسلمين مع بكين، في مسعاه للحصول على المزيد من لقاح ”سينوفارم“ الصيني ضد فيروس كورونا.

وأضاف الموقع الأمريكي أن ”هذه الاتهامات أججها تأجيل وصول الدفعة الأولى من اللقاح، وهو الأمر الذي يتواكب مع تفعيل الصين لاتفاقية عام 2017 حول تسليم المجرمين مع تركيا، نهاية ديسمبر الماضي، حيث من المتوقع أن يقرّ البرلمان التركي الاتفاقية، في فبراير المقبل.

وأوضح الموقع أن هناك من ربط بين تأجيل الحصول على اللقاح واتفاقية تسليم المجرمين، وأن أنقرة تواجه ضغوطا لتسليم بعضهم مقابل الحصول على اللقاح، حيث يوجد ما يقرب من 23 ألف صيني من أقلية الإيجور مقيمين حاليا في تركيا، كملاذ آمن هربا من القمع الذي يتعرضون له في الصين.

وتابع: ”أعلنت أنقرة أن التطعيم التدريجي سيبدأ يوم 11 ديسمبر الماضي، ولكن كميات اللقاح لم تصل إلى تركيا كما هو متفق عليه في السابق، ووصلت أول شحنة يوم 30 ديسمبر، بعد 3 تأجيلات على الأقل؛ وهو ما أثار الجدل حول إمكانية الربط بين اللقاح الصيني واتفاقية تسليم المجرمين“.

موقف تركيا المتغير من الإيجور

منذ عام 2016، احتجزت الصين بشكل تعسفي ما لا يقل عن مليون من الإيجور في عشرات المعسكرات في أنحاء شينجيانغ، بدعوى أنهم يشكلون تهديداً إرهابياً، ورغم مكانة تركيا كملاذ آمن للإيجور، فقد بدا أن الرئيس رجب طيب أردوغان، يتقرب من الصين في السنوات الأخيرة، مما يضع مصير هؤلاء الإيجور في حالة تغير مستمر.

بين عامي 2009 و2015، رحب أردوغان علانية بالإيجور في بلاده، لكن الكثير تغير منذ ذلك الحين، على سبيل المثال، في يوليو (تموز) 2019، لم توقع تركيا على خطاب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي ينتقد «الاعتقالات التعسفية الجماعية والانتهاكات ذات الصلة» للإيجور.

في الشهر نفسه، أخبر أردوغان، الرئيس الصيني شي جينبينج، أن الإيجور في شينجيانج «سعداء»، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الصينية. وقالت أنقرة في وقت لاحق إن أردوغان أسيء فهمه، وهو ادعاء نفته الصين.

قال أحمد داود أوغلو، الحليف السابق لأردوغان وزعيم المعارضة، في ديسمبر 2019، إن هناك «محاباة خاصة لا جدال فيها تجاه الصين في الآونة الأخيرة»، حسبما أفاد موقع «المونيتور»، وفي أوائل عام 2020، أوقف حزب أردوغان تحركاً من قبل معارضته لتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانج، ومع ذلك، يعتقد بعض الإيجور أن معارضة اتفاق تسليم المجرمين التركي سيكون كافياً لعرقلة التصديق.

قمع بكين

وبحسب المنظمات الحقوقية، فإن الحكومة الصينية عرّضت منذ عام 2017 أكثر من مليون مسلم من الإيجور للتعذيب والتعقيم القسري والعمل القسري والتخلي عن عقيدتهم في معسكرات الاعتقال. لكن الصين تنفي سوء معاملة الأقلية، قائلة إن مرافق الاحتجاز هي “مراكز تدريب مهني” لمكافحة التطرف وتعليم الإيجور مهارات وظيفية مختلفة.

وذكر هانكيز قربان، إيجوري مولود في تركيا اختطف والديه من قبل السلطات الصينية على الرغم من الجنسية التركية: “عدم قدرة تركيا على إدراج اقتراحها في المعاهدة يعني أن العديد من الإيجور الذين حصلوا على الجنسية التركية قد يواجهون مع ذلك حملة قمع من قبل بكين”. وتابع: “إذا صدق البرلمان التركي على هذه المعاهدة، أخشى ألا أتمكن من رؤية والديّ إلى الأبد”. بحسب موقع الحرة.

بدت العلاقات بين أنقرة وبكين متوترة لفترة قصيرة بعد أن وصف الرئيس التركي تعامل الحكومة الصينية مع احتجاج الإيجور في يوليو 2009 بأنه “إبادة جماعية”، لكن بدأ الاثنان في المصالحة من خلال إقامة علاقة تعاونية استراتيجية في أكتوبر 2010.

ربما يعجبك أيضا