فلسطين في المقدمة.. توافق «مصري أردني» في مختلف القضايا

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – حظيت القمة “المصرية – الأردنية”، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بأهمية خاصة، لا سيما في ظل خصوصية العلاقة التي تجمع البلدين، والعلاقات الاستراتيجية الراسخة بينهما، فضلاً عن دورهما في القضية الفلسطينية، باعتبارهما من الدول المحورية الرئيسية المعنية بالملف.

“حفاوة أردنية”

الرئيس المصري، توجه اليوم الإثنين؛ إلى الأردن لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين، فضلاً عن التشاور وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في إطار حرص الجانبين على مواصلة التنسيق المنتظم من أجل تضافر الجهود لصون الأمن القومي العربي.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر السفير بسام راضي في بيان عبر صفحته بـ”فيس بوك”، بأن الرئيس المصري والعاهل الأردني عقدا جلسة مباحثات ثنائية منفردة أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.

الملك عبد الله، أعرب عن ترحيب المملكة الأردنية قيادة وشعباً بزيارة الرئيس المصري، مؤكداً ما تتسم به العلاقات المصرية الأردنية من تميز وخصوصية، مشيداً بدور الرئيس في تعزيز العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، وهو الدور القيادي الذي يعد نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.

وأكد العاهل الأردني عن تقديره لدعم مصر للأردن في مختلف القضايا، ولإسهامات أبنائها من الجالية المصرية في العديد من القطاعات ودورهم في تحقيق التنمية بالأردن، مشيرا إلى حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

“مصير واحد”

وعبر السيسي عن تقديره لشقيقه العاهل الأردني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشددا على ما يجمع الشعبين المصري والأردني من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك ومصير واحد، وتطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي في جميع المجالات، مثمنا مستوى التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.

وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة مجالات التعاون التجارى والتنموى والاستثماري فضلاً عن التعاون الأمني وتبادل المعلومات، بالاضافة الى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتوافقت رؤى الجانبين بشأن تعزيز مساعيهما لحشد جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة وتقويض خطر الإرهاب والتطرف، بما يستعيد الامن والاستقرار ويحافظ على وحدة أراضي تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.

وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول الجهود المصرية الأردنية لتعزيز آلية التعاون الثلاثي مع العراق، حيث اتفق الجانبان على تكثيف التنسيق المشترك نحو تنفيذ المشروعات والخطط التنموية بين الدول الثلاث بما يحقق آمال شعوبها في التقدم والازدهار والعيش في سلام واستقرار.

“القضية الفلسطينية”

وفيما يتعلق بمستجدات جهود إعادة تنشيط عملية السلام والمسار التفاوضي للقضية الفلسطينية؛ أكد الرئيس استمرار مصر في مساعيها الدؤوبة تجاه القضية، لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشدداً  على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

من جانبه؛ أعرب الملك عبدالله عن التقدير لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، امتداداً لدورها التاريخي المشهود له بالثبات والاستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بالتوازي مع الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع، وإتمام عملية المصالحة وتحقيق التوافق السياسي بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية.

وشهد اللقاء التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين الجانبين من أجل توحيد الجهود العربية والدولية للتحرك بفعالية خلال الفترة القادمة لإعادة تنشيط الآليات الدولية لمفاوضات عملية السلام، وتجاوز تحديات الفترة الماضية، بالتوازي مع جهود مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، تعزيزاً للمسار الأساسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود، وأخذاً في الاعتبار تأثير المتغيرات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

“طائرة مساعدات”

أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، أوامرها بإقلاع طائرة نقل عسكرية محملة بشحنة كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية التي تم تجهيزها بالتعاون مع وزارة الصحة المصري متجهة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، للوقوف بجانب الشعب الأردني الشقيق في مجابهة انتشار فيروس كورونا.

وبحسب بيان عبر صفحة المتحدث باسم الجيش المصري العميد تامر الرفاعي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتقديم يد العون للدول الصديقة والشقيقة لمواجهة تداعيات أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتأتي تلك المساعدات انطلاقًا من الروابط القومية وموقف مصر الثابت تجاه أشقائها من الدول العربية والتضامن والتعاون الكامل معهم في مواجهة المحن والأزمات.

ربما يعجبك أيضا