بعد اقتحام «الكابيتول».. هل يلجأ نتنياهو لسيناريو ترامب حال خسارته الانتخابات؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

بخطى حذرة وتوجس، استقبل العالم العام الجديد بما لم يكن متوقعا بعدما اقتحم أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونجرس بمشهد بدا فيه مقر السلطة التشريعية في البلاد كمتحف هزلي لا يستطيع المقاومة.

اقتحام الكابيتول الأمريكي

استقالات المسؤولين الأمريكين، بدأت تتوالى بعد إخفاق شرطة الكابيتول في التعامل مع الحشود التي قامت بنهب وتخريب المبنى، واصفين الحدث بأنه نقطة انعطاف.

وتعالت أصوات بعض المشرعين الجمهوريين ومسؤولين بالإدارة الأمريكية الداعية لعزل ترامب قبل يوم التنصيب في العشرين من يناير الجاري.

مقتحمو الكونجرس الأمريكى

ترقب وقلق داخل الأروقة الإسرائيلية

الحادث أثار حالة من القلق داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية التي راقبت لحظة سقوط بعض من أعمدة الديمقراطية الأمريكية التي تسبب بها حليفها الأكبر دونالد ترامب.

الصداقة هذه ورغم كل ما قدمه ترامب لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أن الأخير شجب الهجوم، ووصفه بالمشين والمخالف للقيم الأمريكية والإسرائيلية، لكنه تجنب ذكر ترامب الذي اتهم بالتحريض على الهجوم، وامتنع من الكلام عن الظروف التي وقع فيها الهجوم.

نفس السيناريو

الظروف التي دفعت رئيس حكومة الاحتلال لشجب الهجوم قد تبدو دوافعها مفهومة، إذ يواجه نتنياهو عاصفة شعبية غاضبة، تطالبه بالرحيل لفساده وسوء إدارته.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 65% من الإسرائيليين يرجحون تكرار نفس السيناريو مع نتنياهو حال عزله أو خسارته الانتخابات، بعد انكسار حاجز الجليد في واشنطن، وهو أمر لا تستبعده الدوائر الأمنية، وتستعد له كثيرًا، لا سيما مع الكشف عن إجلائه وزوجته سارة قبل أسبوع إلى غرفة تحصينات آمنة مع اقتراب من منزله بشكل ملحوظ.

الكنيست

اقتحام مقر إقامة نتنياهو

وكان عشرات الإسرائيلين قد شاركوا في تظاهرات حاشدة ضد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقرب من مقر إقامته في القدس، وكذلك في مدينة تل أبيب رغم الإغلاق الشامل.

وأفادت صحيفة معاريف العبرية أن محتجين إسرائيليين حاولوا اقتحام مقر إقامة نتنياهو في القدس المحتلة ونجحوا بالفعل في السيطرة على إحدى نقاط التفتيش التابعة للشرطة الإسرائيلية.

ويشهد الاحتلال خروج مظاهرات للأسبوع التاسع والعشرين على التوالي ضد نتنياهو للاحتجاج على سياسته سواء بشأن مواجهته لجائحة كورونا أو للظروف الاقتصادية والاجتماعية.

تجسس نتنياهو على بيني جانيتس

في المقابل كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني جانيتس يخضع لعملية مراقبة من قبل وحدة أمنية تتبع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

ووفقا للصحيفة العبرية، أقدمت الوحدة الأمنية التي تتبع نتنياهو على جمع معلومات عن الجيران الذين يقطنون بجوار منزل جانيتس، وأوضح عدد من جيران جانيتس أن عملية جمع المعلومات بدأت بعد فترة من تولي الأخير وزارة الجيش.

وأشار أحد الجيران إلى أن أفراد الأمن قدموا إلى المنزل وطلب هوية كل من يعيش بداخله وأرقام هواتفهم وبطاقاتهم وأرقام سياراتهم دون أن يوضحوا السبب وراء ذلك، مشير إلى أن الزيارات تكررت أكثر من مرة وطلبوا منه ومن الجيران الدخول إلى المنزل ورؤية ما يمكن رؤيته من منزل جانيتس.

اقتحام الكنيست

في الوقت نفسه، أعرب زعيم «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان في حديثه لإذاعة «103» العبرية، عن مخاوفه من أن يتعرض الكنيست الإسرائيلي لسيناريو العنف الذي تعرض له الكونجرس الأمريكي، مشيرا إلى أن ذلك من الممكن جدا أن يحدث، خاصة وأن احتمالات خسارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات المرتقبة شهر مارس المقبل كبيرة جدا.

وبحسب أفيجدور ليبرمان فإن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته يعد بمثابة قدوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن الممكن جدا أن يفعل مثله ويوجه الدعوة لأنصاره للنزول والتظاهر ضد نتيجة الانتخابات في حال خسارته، لتنفيذ هجوم إرهابي ضد الكنيست.

وقال ليبرمان أن ما حدث في الكونجرس لن يكون شيئا بما سيحدث داخل الكنيست، مشيرا إلى أن نتنياهو يريد البقاء في السلطة حتى ولو خسر الانتخابات، فلن يعترف بها.

التشابه بين ترامب ونتنياهو

محللون أكدوا أن ما شهده الكونجرس كان سيفعله بنيامين نتنياهو في الانتخابات الثالثة، التي شهدت تجمعا كبيرا لجميع أنصاره وهم يهتفون ضد اليسار والمستشار القضائي.

وأكدوا أن هناك تشابها كبيرا بين ترامب ونتنياهو، فكلاهما يكذب ويهاجم الإعلام،  كما أن جمهور نتنياهو يشبه كثيرا جمهور دونالد ترامب، فكلاهما يتمتع بنفس العقلية المتطرفة ويؤمن بأفكار عنصرية، كما أنهما يعملان على اتباع أساليب وممارسات عنف، وعلى الرغم من قضايا الفساد التي أثبت تورط نتنياهو فيها، إلا أنه ما يزال يحظى بشعبية كبيرة، ومؤيديه ينظرون له باعتباره المخلص الذي سيتمكن من تحقيق أحلامهم، كما أن استطلاعات الرأي التي تجرى في إسرائيل تؤكد أن حزب الليكود ينعم بالأغلبية.

نتنياهو وترامب

نتنياهو يهدد

وكان نتنياهو خلال عملية تشكيل الحكومة الأخيرة، قد هدد باستخدام الشارع في حال أعلن عن أي نتائج غير مرضية له، موضحا أن مثل هذه التهديدات كانت تمارس لأول مرة داخل دول الاحتلال.

وخلال الأسابيع الأخيرة استعدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لأي عمليات عنف أو احتجاجات قد تحدث، من خلال وضع «سياج أمني» كبير يحيط بالكنيست لمنع أي تصرفات جنونية. 

نتنياهو وغانتس على خلاف بشأن تحركات الضم في الضفة الغربية - RT Arabic

ربما يعجبك أيضا